A+ A-

من مفارقات الازمة المالية في لبنان.. انتعاش السياحة وتأمين الخدمات السياحية بأسعار متدنية

من كلوفيس الشويفاتي

(تقرير)

بيروت - 27 - 7 (كونا) -— يعيش اللبنانيون أزمات اقتصادية ومالية متلاحقة ويعولون على القطاع السياحي الناشط بسبب تدني اسعار الخدمات جراء انهيار سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي ما سمح للكثير من السياح العرب والاجانب بالتوجه الى لبنان الذي بات يؤمن لهم الخدمات بأسعار مشجعة.
الا ان ارباح الفنادق والمطاعم شهدت تراجعا كبيرا رغم زيادة روادها بعدما ارتفع سعر صرف الدولار اكثر من عشرة اضعاف مقابل الليرة اللبنانية.
وفي هذا السياق قال المدير العام للطيران المدني في (مطار رفيق الحريري الدولي) فادي الحسن لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء "ان تدني سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأمريكي من اهم العوامل التي شجعت السياح على المجيء الى لبنان لأن مصروف السائح في لبنان الان هو اقل كثيرا من مصروفه في اي بلد اخر".
واشار الى "ان (مطار رفيق الحريري الدولي) يعد من انشط المطارات عالميا وحركته جيدة جدا إذ ان معدل الوافدين الى لبنان بلغ 12الف يوميا ويزداد العدد في ايام العطل ليصل الى 14 الف زائر".
وأوضح ان مطار لبنان يعد ايضا من اكثر المطارات تشددا فيما يتعلق بالاجراءات حيال فيروس (كورونا) اذ يخضع كل الركاب الوافدين للفحوصات فور وصولهم الى المطار.
ولفت الى ان المغتربين اللبنانيين من جانبهم يأتون في كل عام الى لبنان في زيارات عائلية معهودة بغض النظر عن الاوضاع الاقتصادية والمالية.
واعتبر "ان معظم دول الخليج العربي مازالت تتخذ اجراءات احترازية مشددة فيما يتعلق بجائحة (كورونا) الامر الذي عمل على انخفاض اعداد السياح الخليجيين القادمين الى لبنان" مضيفا انه اذا ما تم تخفيف تلك الاجراءات المتعلقة بكورونا فسيشهد لبنان حينئذ اقبالا كثيفا جدا.
وقال ان العراقيين استغلوا الانخفاض في قيمة العملة اللبنانية وباتوا يشكلون النسبة الاكبر من الحركة السياحية وهم يأتون ايضا الى لبنان للطبابة والاستشفاء بينما ينظم السياح الاوروبيون من المانيا وتشيكيا ودول اخرى رحلات جماعية للاستجمام في لبنان.
من جهته قال نقيب اصحاب الفنادق اللبنانية بيار الاشقر ل (كونا) ان الاقبال على الفنادق هو من دول العراق والاردن ومصر وايضا هناك العديد من رجال الاعمال الاجانب الذين يأتون الى لبنان اضافة الى الكثيرين الذين يعملون مع المنظمات الانسانية التابعة للامم المتحدة.
واضاف ان عددا كبيرا من اللبنانيين المنتشرين في الخليج العربي وافريقيا ويقدر عددهم بنحو 450 الفا يزورون لبنان بكثافة ويحملون معهم العملة الصعبة وكان قسم منهم يفضل السياحة في اوروبا سابقا.
واشار الى ان اللبنانيين الذين كانوا يسافرون للسياحة في الخارج هم من الطبقة الوسطى وعددهم نحو 700 الف سائح واليوم احتجزت اموالهم في المصارف فتحولوا الى السياحة الداخلية الامر الذي ادى الى اشغال الفنادق والمطاعم في المناطق البعيدة عن بيروت فتضاعفت حجوزاتها على حساب فنادق العاصمة.
وذكر ان العائدات المادية انخفضت كثيرا عما كانت عليه في السابق بسبب بقاء تسعيرة الفنادق بالعملة اللبنانية التي انخفضت قيمتها كثيرا مقابل الدولار الأمريكي.
وأوضح ان الفنادق اصبحت تعتمد على الانتاج الوطني من المأكولات بسبب ارتفاع اسعار المواد المستوردة.
واكد الاشقر ان "القطاع الفندقي في لبنان يمر بأزمة مالية كبيرة ونعمل للبقاء وليس للربح والتقدم بل للحفاظ على ما هو موجود في لبنان وهذه حال معظم القطاعات السياحية في الوقت الراهن".
وعن حركة السياحة الخليجية الى لبنان رأى الاشقر ان "الوضع تراجع كثيرا ولم يعد لبنان الوجهة الرئيسية لهم بسبب الوضع السياسي منذ عام 2014 وهذا الامر مازال قائما وأثر سلبا على القطاع السياحي اللبناني".
وقال جوزيف راشد صاحب احد المطاعم في جبل صنين بمحافظة جبل لبنان ل (كونا) "ان الاقبال على المطاعم هو بنسبته الكبيرة من المغتربين اللبنانيين القادمين من الخارج ومن بعض السياح اذ بإمكان عشرة اشخاص تناول الغداء الكامل في المطعم بتكلفة تقل من المئة دولار أمريكي".
الا انه تابع قائلا" خسرنا في المقابل الزبائن اللبنانيين الذين يتقاضون رواتبهم بالعملة اللبنانية اذ لم يعد بامكانهم ارتياد المطاعم بسبب تدهور سعر صرف الليرة".
واشار الى انه يعمل للبقاء فقط وليس بداعي الربح وقد اقفل القسم الاجنبي من مطعمه لأنه لم يعد بامكانه تأمين الاكل من الخارج لان تكلفته بالدولار اصبحت باهظة جدا وليس باستطاعته تحملها لكن المطعم اللبناني يعمل بشكل طبيعي ولكن دون تحقيق ارباح تذكر حتى يتم اجتياز هذه المرحلة الصعبة.
وتعمل الفنادق والمطاعم اللبنانية حاليا بصورة طبيعية مع الحفاظ على الاجراءات الوقائية والاحترازية ازاء فيروس (كورونا المستجد- كوفيد 19) لكن ارباحها باتت معدومة مقابل الاسعار التي تتقاضاها من زبائنها بالعملة المحلية والتي لا تكفي لتشغيلها ولتأمين احتياجاتها الاساسية وعلى ذلك يأمل اصحاب ومالكو تلك المطاعم والفنادق ان يتم اجتياز تلك المرحلة الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعانيها لبنان ويستعيد الاقتصاد اللبناني عافيته. (النهاية) ك ب ش