A+ A-

لبنان.. ترقب للاستشارات النيابية وشكوك حول نجاحها بالتوافق على رئيس وزراء جديد على المدى المنظور

من أيوب خداج

بيروت - 24 - 7 (كونا) -- يتطلع المراقبون الى الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا اليها الرئيس اللبناني ميشال عون ومدى نجاحها في تكليف شخصية تتولى عملية تشكيل الحكومة الجديدة مع تكهنات باجواء غير متفائلة حول عملية التكليف في المدى المنظور.
وإذ كانت الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية الحرجة تفرض الإسراع في إنجاز هذه الاستشارات والذهاب سريعا لتشكيل الحكومة الا ان المؤشرات تشير الى ان الأمور قد يعترضها عقبات تحول دون سيرها كما يجب والإصرار على الاتفاق على شكل الحكومة مسبقا أي "التشكيل قبل التكليف".
ويرى نواب وخبراء دستوريون ان الاستمرار على النهج السابق في عمليتي التكليف والتشكيل سيزيد من مصاعب البلاد الغارقة بالازمات الاقتصادية والاجتماعية وان الامر يتطلب مقاربة جديدة وجدية للوصول الى حكومة تخاطب المجتمع الدولي من اجل انقاذ الوضع في لبنان.
واكد عضو كتلة (اللقاء الديمقراطي) النائب هادي أبو الحسن لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ضرورة الاتفاق على ان لبنان لا يحتمل أي مماطلة في عملية تشكيل الحكومة بعد الانتهاء من الاستشارات النيابية وتكليف شخصية بتشكيل الحكومة.
واعتبر انه لتتم هذه العملية بشكل صحيح "لابد من تكليف شخصية قادرة على تولي المسؤولية وكسب الثقة المحلية أي ثقة البرلمان والثقة الخارجية أي ثقة الدول الصديقة والاشقاء العرب لتتمكن الحكومة اللبنانية من التفاوض مع المجتمع الدولي وتأمين المساعدات المطلوبة للبنان" .
وأشار الى ان الحريري وان اعلن انه لن يسمي أحدا خلال الاستشارات الا انه "لن يتخلى عن مسؤوليته الوطنية في انقاذ البلاد".
من جهته اعتبر امين سر كتلة (الجمهورية القوية) فادي كرم ل(كونا) ان الاستشارات "وان افضت الى تكليف شخصية ما الا انها لا تعدو كونها مضيعة للوقت لان الذين يتولون السلطة افشلوا في السابق كل المحاولات لتشكيل حكومة إصلاحية بمهمة محددة لإنقاذ البلاد".
واكد ان الامل يكمن في تغيير السلطة عبر الانتخابات النيابية المقبلة مشيرا الى "الاحتمال الأكبر الا يجري تكليف احد وان حصل لن يتمكن من تشكيل حكومة جديدة".
من جانبه قال عضو (كتلة المستقبل) النيابية محمد الحجار ل(كونا) "نتوقع الأسوأ لانه وعلى الرغم من كل الضغوط الدولية والعربية للإسراع بتشكيل الحكومة وضعت العراقيل في سبيل ذلك".
واعرب عن الأمل ان يتم تكليف شخصية تستطيع القيام بالمطلوب من الإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي لان ذلك هو المدخل للحصول على المساعدات.
واشار الى ان (كتلة المستقبل) وان قررت عدم تسمية احد لتكليفه تشكيل الحكومة الا انها بعد الدعوة للاستشارات ستجتمع لتتخذ القرار المناسب.
وقال أستاذ القانون الدولي الدكتور أنطوان صفير ل(كونا) "من الناحية الدستورية فان الاستشارات ستفضي الى تسمية شخصية انما السؤال الذي يجب الإجابة عنه ما هو دور الحكومة الجديدة وكيف ستشكل خصوصا وانه ينتظرها مهام خطيرة كالتفاوض مع صندوق النقد الدولي لوقف الانهيار الاقتصادي وتنظيم الانتخابات النيابية المقبلة". وأضاف "لا اعتقد ان الظروف قد نضجت لتكليف شخصية تتولى تشكيل هكذا حكومة فالظرف الإقليمي والدولي يحول دون تسهيل إتمام هذا الامر خصوصا وان المعايير المحلية التي يتم على أساسها التشكيل مازالت كما هي تقوم على المحاصصة".
واعتبر انه لكي تسير أمور التكليف ومن ثم التشكيل كما يجب "نحتاج الى اختيار شخصية متفق عليها من مختلف الأطراف السياسية كما يتطلب اتفاق هذه الاطراف على شكل الحكومة ودورها".
وراى انه في حال لم تنجح الاستشارات في تكليف احد فانه على" الحكومة المستقيلة القيام بدورها والعمل الى حين تشكيل أخرى جديدة".
ويتساءل المراقبون طالما استغرقت عملية تشكيل الحكومة مع الحريري ثمانية اشهر من دون النجاح فهل يملك لبنان ترف الوقت لتشكيل حكومة جديدة ولاسيما ان اللبنانيين ينتظرون استحقاق الانتخابات النيابية في ربيع العام المقبل وسط إصرار دولي على احترام موعد اجرائها. (النهاية) ا ي ب / خ ن ش