A+ A-

اسبانيا.. (مدريد) تخوض انتخاباتها الإقليمية وسط تدابير صحية بسبب (كورونا)

من هنادي وطفة (تقرير اخباري) مدريد - 4 - 5 (كونا) -- يشهد إقليم (مدريد) الإسباني اليوم الثلاثاء انتخاباته المحلية مع توقعات باستمرارية هيمنة الحزب الشعبي اليميني المحافظ الذي يبسط سيطرته على الإقليم منذ 26 عاما وذلك وسط تدابير صحية بسبب جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
ودعي 11ر5 مليون مواطن مدريدي للتصويت في الانتخابات للاختيار بين الاستمرار تحت مظلة الحزب اليميني أو التغيير في العامين المقبلين وذلك في وقت تعاني فيه المنطقة والبلاد من آثار أسوأ جائحة منذ قرن من الزمن. ويتنافس ستة مرشحين على رئاسة الإقليم ثلاثة منهم على الجانب الأيمن من الطيف السياسي تتصدرهم مرشحة الحزب الشعبي اليميني رئيسة الإقليم المنتهية ولايتها الصحفية إيزابيل أيوسو (42 عاما).
وعلى الجانب الأيسر من الطيف يقف ثلاثة مرشحين آخرين يتصدرهم زعيم حزب (بوديموس) بابلو اجليسياس (42 عاما) وهو أستاذ جامعي تنحى عن منصبه كنائب ثان لرئيس الوزراء لخوض الانتخابات وكذلك مرشح الحزب الاشتراكي وزير التريبة الأسبق (2009-2011) أنخل جابيلوندو (72 عاما).
وبينما تراهن أيوسو على مواصلة سياسية الانفتاح رغم الجائحة وعدم فرض قيود صحية قاسية لمواجهة الأزمة الصحية إذ تعد مدريد الإقليم الإسباني الأكثر تساهلا في هذا الجانب والذي بالكاد فرض قيودا على قطاع الخدمات فإن أحزاب اليسار تعهدت بزيادة الاستثمار في قطاع التربية والتعليم وفي الرعاية الصحية وبفرض سياسة قيود أكثر صرامة للتصدي للجائحة.
ويقف المعدل التراكمي للاصابات بالفيروس في العاصمة عند 384 حالة لكل 100 الف نسمة علما بان عتبة الخطر تقف عند 250 حالة لكل 100 الف نسمة في الوقت الذي تعد فيه (مدريد) الإقليم الإسباني ثاني أدنى ميزانية للفرد في الصحة العامة مع متوسط انفاق عند 1340 يورو (1612 دولارا) لكل فرد مقارنة بالمتوسط الإسباني عند 1486 يورو (1788 دولارا) للفرد وفقا لبيانات وزارة الصحة. وباستثناء لحظة تحول أخيرة فإن جميع استطلاعات الرأي تشير إلى فوز الشعبوية أيوسو التي ستحتاج إلى دعم الحزب اليميني المتطرف (بوكس) لتشكيل حكومة علما بان التوقعات الأولية تمنح حزبها 59 معقدا في مجلس مدريد بينما تمنح المتطرف (بوكس) 13 مقعدا ليشكلا معا أغلبية ساحقة. وبناء على تلك التوقعات ستحظى كتلة اليمين ب 72 مقعدا مقابل 64 لكتلة اليسار في المجلس المؤلف من 136 نائبا والذي تقف فيه الأغلبية الساحقة عند 69 نائبا. وعلى الرغم من ذلك يعول اليساريون على "منعطف قوي للأحداث" في اللحظة الأخيرة للتغلب على اليمينيين وانتزاع (مدريد) منهم بعد 26 عاما من الحكم المتواصل.
يذكر ان نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة عام 2019 بلغت 2ر64 في المئة لكن المحللين يتوقعون ان تتجاوز تلك النسبة عتبة 71 في المئة اليوم وتحقق نسبة مشاركة تاريخية قد ترجح كفة اليساريين.
وفي ضوء الظروف الصحية الراهنة أعدت السلطات بروتوكولا صحيا ليتمكن الناخبون من المشاركة في الانتخابات في أجواء من الطمأنينة والهدوء.
وكانت أيوسو أعلنت في مطلع شهر مارس الماضي تقديم الانتخابات الإقليمية في العاصمة تجنبا لحجب الثقة عنها بعد انتقادات واسعة لإدارتها للازمة الصحية الناجمة عن جائحة الفيروس. (النهاية) ه ن / ف س