A+ A-

مشروع النفط الثقيل.. قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتنويع لمنتجات الكويت البترولية

جانب من مشروع النفط الثقيل بمنطقة الرتقة شمالي البلاد
جانب من مشروع النفط الثقيل بمنطقة الرتقة شمالي البلاد

من خالد المطيري

(تقرير) الكويت - 24 - 7 (كونا) -- يعد مشروع النفط الثقيل الذي تنفذه شركة نفط الكويت في منطقة الرتقة شمالي البلاد إضافة مهمة للاقتصاد الوطني الكويتي وجزءا أساسيا من استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية 2040.
ومن شأن هذا المشروع الاستراتيجي الذي يعد أضخم مشروع نفطي لدى الشركة زيادة إنتاج النفط بشكل عام في البلاد وتقديم منتجات نوعية للأسواق العالمية مع تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة للكويت.
ويتيح المشروع للنفط الكويتي الدخول إلى أسواق جديدة ويساهم في خلق فرص وظيفية عديدة للشباب الكويتي على الرغم ما يشكله النفط الثقيل من تحدي لكل الدول وذلك لصعوبة استخراجه والتعقيدات التي تتكون منها مكامنه.
وفي هذا السياق قال الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت عماد سلطان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة إن يوم 22 مايو الماضي يعد يوما مميزا في تاريخ الصناعة النفطية الكويتية حيث حققت مؤسسة البترول الكويتية ممثلة بشركة نفط الكويت وقطاع التسويق العالمي إنجازا مهما من خلال تصدير أول شحنة من النفط الخام الثقيل للسوق العالمي.
وأكد سلطان أن هذا الإنجاز يأتي تتويجا لعمل دؤوب استمر لسنوات عدة مبينا أن مشروع النفط الثقيل في حقل جنوب الرتقة يعتبر من أكثر المشاريع الفنية صعوبة وتعقيدا في تاريخ شركة نفط الكويت.
وذكر أن تصدير هذا النوع من النفط الخام من شأنه تحقيق إيرادات إضافية للدولة في الوقت الحاضر كما سيسهم في تلبية جزء حيوي من الاحتياجات المحلية للطاقة متى ما تم تشغيل مشروع مصفاة الزور الجديدة.
وأفاد بأنه تم اكتشاف النفط الثقيل لأول مرة في الكويت عام 1979 من خلال حفر أول بئر استكشافية في حقل جنوب الرتقة حيث قامت شركة نفط الكويت بتطوير برنامجين تجريبيين للانتاج في عامي 1982 و1984 وقد كانت النتائج واعدة في حينه لولا توقف العمليات التطويرية نتيجة الغزو العراقي الغاشم في سنة 1990.
وأضاف أنه في عام 2006 أعادت شركة نفط الكويت إحياء هذا المشروع مجددا ليكون من ركائز خطتها الاستراتيجية طويلة المدى أملا في استغلال العائد من الاحتياطيات الضخمة من النفط الثقيل المكتشف في تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
وذكر أن استراتيجية الشركة حددت إنتاج 60 ألف برميل من النفط الثقيل يوميا من حقل جنوب الرتقة كمرحلة أولى على أن تتم معالجة هذا الخام في مصفاة الزور الجديدة للإسهام في إنتاج الوقود البيئي المنخفض الكبريت وتزويده لمحطات توليد الكهرباء في الكويت.
وقال "سيتم تصدير النفط الثقيل للسوق العالمي كعلامة تجارية جديدة للكويت تسهم في تنويع منتجاتها من النفط الخام إلى حين استكمال مشروع مصفاة الزور".
وأكد أن تطوير النفط الثقيل في حقل جنوب الرتقة لم يكن بالأمر الهين بل شكل تحديا كبيرا لشركة نفط الكويت كون هذا المكمن النفطي وهو (مكمن فارس السفلي) الواقع في حقل جنوب الرتقة يمثل أحد أكثر المكامن الرسوبية تعقيدا رغم ضحالة عمقه.
وأضاف أنه رغم احتواء مكمن فارس السفلي على نسبة مرتفعة نسبيا من الكبريت إلا أن كثافته العالية وارتفاع لزوجته يصعبان عملية استخراجه من باطن الأرض لهذا لزم على (نفط الكويت) عمل المزيد من الاختبارات التجريبية منذ عام 2007 لتقييم أفضل الطرق العلمية لتطوير وإنتاج هذا النوع من النفط وقد شمل ذلك اختبار عدد من التقنيات كالإنتاج الأولي وحقن البخار.
وأشار إلى أنه وبناء على نتائج تلك الاختبارات تقرر تطوير النفط الثقيل في حقل جنوب الرتقة في مرحلته الأولى باتباع تقنية حقن البخار متعدد الدورات تتبعها تقنية حقن البخار المتواصل حيث أثبتت النتائج أن هذه الطريقة هي الأمثل لاستخراج أكبر كمية ممكنة من النفط الثقيل وبجدوى اقتصادية أفضل.
وأضاف أنه بعد أن تم استكمال كل الدراسات الفنية والهندسية التفصيلية ذات الصلة وقعت شركة نفط الكويت مع أحد المقاولين عقد مشروع بناء منشأة الإنتاج المركزية في حقل جنوب الرتقة في عام 2015.
وأفاد بأن المشروع آنف الذكر شمل إضافة إلى منشأة الإنتاج حفر 1518 بئرا رأسية منها 930 في المرحلة الأولى مع تركيب وتشغيل مضخات الإنتاج وبناء منشأة الإنتاج المركزية بطاقة معالجة استيعابية تعادل 60 ألف برميل من النفط الثقيل يوميا و12 مليون قدم مربعة من الغاز المصاحب و170 ألف برميل من المياه.
وقال سلطان إن المشروع شمل أيضا بناء قدرة تخزينية في الموقع لتخزين 300 ألف برميل من النفط الثقيل وقدرة تخزينية أخرى في مواقع حظائر التصدير بسعة استيعابية تعادل 200ر1 مليون برميل من النفط الثقيل كما تضمن بناء 360 كيلومترا من الأنابيب المخصصة لنقل النفط المنتج إلى منطقة التصدير وكذلك نقل المياه والوقود المطلوبين للعمليات التشغيلية إلى المنشأة.
ولفت الى انه تم البدء في تشغيل المشروع في النصف الثاني من عام 2019 وذلك مباشرة بعد استكمال بناء منشأة الإنتاج المركزية مستطردا أنه تم في 15 يناير الماضي البدء في ضخ البخار في مجموعة من الآبار وبشكل تدريجي ضمن خطة معدة مسبقا إلى أن بدأ إنتاج النفط وإرساله إلى منشأة الإنتاج المركزية في 24 فبراير الماضي.
وأوضح أنه ومنذ ذلك الحين وإنتاج النفط الثقيل في تصاعد تدريجي مستمر حيث بحلول نهاية شهر مايو الماضي كان معدل الإنتاج في هذا المشروع هو 38 ألف برميل من النفط الثقيل يوميا متوقعا أن يصل إلى الذروة بإنتاج 60 ألف برميل من النفط الثقيل يوميا بحلول شهر سبتمبر المقبل.
وذكر "هذا الإنتاج يضاف إلى النفط الثقيل الذي يتم إنتاجه حاليا من حقل أم نقا في شمال الكويت والمستمر منذ عام 2016 والذي يبلغ 15 ألف برميل من النفط الثقيل يوميا وبذلك سيكون إنتاج الكويت من النفط الثقيل بحلول شهر سبتمبر هو 75 ألف برميل يوميا".
وثمن الجهود الدؤوبة التي بذلتها شركة نفط الكويت وقطاع التسويق في مؤسسة البترول الكويتية معا في تطوير خطة تسويقية ناجحة لتسويق منتج النفط الثقيل في السوق العالمي رغم ما يعانيه السوق العالمي من تقلبات في العرض والطلب نتيجة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وذكر أنه تم تفعيل هذه الخطة في 22 مايو الماضي من خلال تصدير أول شحنة من النفط الثقيل بحمولة بلغت 500 ألف برميل وتبعها في أول أسبوع من شهر يونيو الماضي تصدير الشحنة الثانية بحمولة بلغت 700 ألف برميل.
وأضاف أن هذه الخطة ستستمر في العمل إلى حين تشغيل مشروع مصفاة الزور الجديدة والتي ستقوم باستقبال النفط الثقيل من أجل إنتاج الوقود البيئي قليل الكبريت والذي سيتم استخدامه لإنتاج الطاقة في الكويت.
وشدد على أن الاستمرار بهذا النجاح في تطوير النفط الثقيل يحمل الكثير من التحديات والفرص في آن واحد من أجل تحقيق أقصى عائد ربحي للدولة من خلال تقليل التكاليف الرأسمالية والتشغيلية المرتبطة بتطوير النفط الثقيل والعمل على ذلك مع أكبر الشركات العالمية.
وحول تحسين ورفع كفاءة العمل بمشروع النفط الثقيل أكد سلطان أن (نفط الكويت) تعمل على دراسة العديد من المبادرات التي من شأنها المساهمة في تعظيم القيمة الحالية للمشروع وخلق قيمة مضافة للدولة كما تقوم الشركة بدراسة إمكانية استخدام الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو عن طريق الاستفادة من تقنية إنتاج الكهرباء (COGEN). (النهاية) خ م / ه ث