A+ A-

باحث بيئي: نوادر النباتات البرية في الكويت تظهر مع حلول فصل الربيع

زهرة الزعفر
زهرة الزعفر

(لقاء)

الكويت - 24 - 2 (كونا) -- مع حلول فصل الربيع تظهر ألوان شتى من النباتات البرية العشبية الموسمية بألوانها الزاهية وروائحها العطرية بعضها شائع ومنتشر كثيرا في أماكن عديدة من الصحراء وآخر نادر الظهور يشاهد فقط بموسم الأمطار الغزيرة.
وتزخر البيئة الكويتية بعدة نباتات برية حولية نادرة جدا أضفت جمالا خلابا على بر البلاد أبرزها (البختري) و(الدهدهان) و(الزعفر) و(الديدحان) و(الربحلا) وما ساعد على ظهورها الهطولات المطرية الغزيرة أخيرا.
وقال الباحث البيئي وعضو جمعية حماية البيئة الكويتية المهندس عبدالمحسن السريع في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين إن (البختري) عشبة حولية من الفصيلة الخشخاشية وتسمى أيضا بالمغزرة لأنها تغزر لبن الماشية واشتهرت بهذا الاسم عند المعنيين قديما وحديثا حتى ان اسمها ورد في أشعار المتقدمين "إذ يقول ابن لعبون: "سقى صوب الحيا مزن تهامة على قبر بتلعات الحجازي يعط بها البختري والخزامى وترتع فيها طفلات الجوازي".
وذكر السريع أن عشبة البختري تتميز بلون زهرتها البنفسجي الغامق الزاهي وهي من أجمل الأعشاب الحولية تنمو في مسايل الأمطار والأراضي الطينية وأودية الشعبان وزهرتها لا تدوم طويلا بعد تفتحها وهي رقيقة تتساقط بتلاتها بالملامسة أو إذا هبت عليها الرياح عديمة الرائحة ورعوية للماشية.
وبين أن (الدهدهان) وتسمى بالفصيح (فول العرب) هي أيضا عشبة حولية جميلة نادرة جدا تنمو في دماث الأرض وعلى جوانب الطرقات ومناقع الأمطار لون زهرتها وردي فاتح لها أربع بتلات عديمة الرائحة.
ولفت إلى أنها تنتمي إلى العائلة القرنفلية وهي رعوية للماشية وتزهر في شهر فبراير لها فوائد واستعمالات طبية إذ ينظر إليها كعلاج نباتي للماعز ولعلاج الروماتيزم عند البشر وأوراق النبات يستعمل كشاي عشبي ويستعمل للدمامل والأمراض الجلدية.
وقال السريع إن الزعفر نبات عصاري عشبي حولي نادر جدا المشاهدة ولا يظهر إلا في موسم المطر الغزير أو في المحميات الطبيعة الخاصة أو الأراضي المزروعة وغير المزروعة والمناطق المهملة وينتمي للعائلة القرنفلية وأزهاره وردية غامقة صغيرة خماسية البتلات يكسو الشعر الكثيف أغصانها عديمة الرائحة رعوية للماشية وتنمو في دماث الأرض.
وأضاف أن الديدحان هي التسمية المحلية لهذا النبات أما الفصيح فهي (شقائق النعمان) وهي من النباتات النادرة في الكويت ويستبشر الناس عندما يرونها لأنها لا تنبت إلا في مطر غزير وبأماكن نائية من الكويت.
وبين أن المصادر العلمية تشير إلى أن تسميتها بهذا الاسم لها عدة تفسيرات منها أنها بسبب حماية النعمان لها من الرعي أو حمايته لمكان محدد ينبت فيه كحمى له أما التفسير الآخر والأقرب للدقة فهو أنه منسوب للدم فالنعمان من أسماء الدم وشقيقته هي الشقة منه والجزء المتناثر منه على الأرض بشكل غير منتظم وذلك بسبب لونه المشابه للون الدم.
ولفت السريع إلى أن شقائق النعمان من النبات الطبي المستخدم في عهود سحيقة عند شتى الأمم وذكر استعمالاته ابن البيطار في كتابه الجامع لمفردات الأدوية والأغذية.
وبين أن "الربحله أو الربحلا الاسم الفصيح لهذا النبات تعني الجميلة الغضة الناعمة من النساء وهو من النوادر مشاهدته في وقتنا الحالي وينبت في الأراضي الصخرية التي تغطيها الرمال الناعمة وهو نبات عشبي موسمي وردته ضاربة للحمرة جميلة الشكل والهيئة جذورها وأوراقها قابلة للأكل لدى الإنسان ومستساغ الطعم وهو مرعى للغنم والإبل". (النهاية) م ف / ت ب