A+ A-

اكاديمي كويتي يتحدث في اسبانيا عن تاريخ جزيرة فيلكا ومكانتها الحضارية

الدكتور أشكناني يتحدث عن معرضه
الدكتور أشكناني يتحدث عن معرضه

مدريد - 5 - 2 (كونا) -- ألقى الأكاديمي الكويتي الدكتور حسن أشكناني اليوم الأربعاء محاضرة حول تاريخ جزيرة فيلكا وآثارها في مؤسسة (البيت العربي) ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الكويتي الذي يعقد برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والسفارة الكويتية في اسبانيا.
واستعرض الدكتور أشكناني وهو استاذ الانثروبولوجيا وعلم الاثار بجامعة الكويت خلال محاضرته أصل اسم جزيرة جزيرة فيلكا وتاريخها الثري ومكانتها التاريخية والأثرية والثقافية والبيئية والجيولوجية والجغرافية.
وتطرق أشكناني إلى اهتمام الرحالة الأجانب والمؤرخين والبعثات الأجنبية بجزيرة فيلكا بالإضافة لجهود الشباب الكويتي والأكاديميين بالتعاون مع الأهالي والطلبة في إعادة الاهتمام وتسليط الضوء على الجزيرة العريقة بكل أبعادها الثقافية والحضارية والأثرية.
ولفت إلى أهمية تطوير مشاريع السياحة في فيلكا دون المساس بتاريخها وأصالتها ومكانتها ولا تشكل خطرا على التشكيلات الصخرية الفريدة في الكويت أو المساحات الطبيعية التي قد تبدو رمالا لكنها في الواقع محطة لهجرة الطيور.
وأشار أشكناني إلى أنه يجري دراسات على فيلكا من الناحية الأثرية وأبحاث مختبرية إلى جانب البحث عن تاريخ فيلكا في المصادر الغربية وكتب الرحالة مشيرا إلى انه تم البدء منذ عام بالبحث عن المراجع حول الجزيرة في الأرشيف الحكومي والأهلي فيما أوضح أنه تم جمع 7300 ألف مادة أصلية ما بين صور ورسائل وأفلام مهمة تتعلق بجزيرة فيلكا.
وقال ان فيلكا هي الموقع الأثري الوحيد في دولة الكويت الذي يضم أربعة آلاف عام من الحضارات المتتالية التي يمكن تحصيلها في الطبقات الأرضية مشيرا إلى مختلف الحضارات التي استوطنت فيها وتركت فيها بصمات خالدة ومهمة لفهم تاريخ بلدنا.
وأوضح أن هناك أكثر من 33 موقعا أثريا في الجزيرة التي لطالما نالت اهتمام المؤرخين والبعثات منذ 1958 منوها في هذا السياق إلى ان فيلكا تنطق بالتاريخ أفقيا وعموديا وهي مليئة بمستوطنات تتحدث عن حركة الإنسان في التاريخ القديم.
وفي تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) قال اشكناني انه سيتم برعاية المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون الآداب إصدار أول سجل (كتالوج) في تاريخ الكويت عن مقتنيات متحف الكويت الوطني بعنوان (كنوز أثرية من متحف الكويت).
وأشار إلى ان هذا السجل عبارة عن 350 قطعة تم التنقيب عنها في الكويت وتعكس كل الفترات الثقافية والحضارات مشيرا إلى ان أقدمها عظام فيل تعود ل16 مليون سنة وأحدثها فخارية إسلامية عمرها 200 سنة.
وأوضح ان (الكتالوج) يشمل جميع العصور التي توالت على الجزيرة من الحجري والبرونزي والنحاسي والهلنستي إلى المسيحي والإسلامي مشيرا إلى انه تم تصوير القطع بدقة عالية لتقديمها للمهتمين والزوار فيما لفت إلى انه يضم أيضا قطعا غير معروضة في المتحف.
كما أشار أشكناني إلى أنه يجري حاليا اعداد مشروع آخر مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) لتسجيل المواقع الأثرية في لائحة التراث العالمي بإشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون للآداب لافتا إلى ان الحكومة الكويتية تهتم ب "التراث المغمور تحت الماء".
وأوضح في هذا السياق ان فيلكا كان لديها مصائد للسمك (المصدات) حيث كان أهلها يتبعون تقنية عريقة جدا تتجسد في إقامة حواجز صخرية تحت المياه على مسافة واسعة تصيد كميات كبيرة من الأسماك لافتا إلى ان في ذلك دليل على تسخير الإنسان للطبيعة والبيئة.
وبعد انتهاء المحاضرة عرض الدكتور أشكناني مجموعة من المقتنيات الخاصة حول مشاركة المنتخب الكويتي لكرة القدم في كأس العالم في إسبانيا مشيرا إلى إنها كانت فرصة تاريخية لتعريف إسبانيا بالكويت وتعريف الكويت بإسبانيا.
وتضم فترينات المعرض إصدارات حكومة الكويت عن إسبانيا وتذاكر مباريات الكويت مع فرنسا والتشيك وبريطانيا فيما تم أيضا عرض مقتنيات عيسى الدشتي ومجموعة من الطوابع التي أصدرتها إسبانيا والكويت بمناسبة بطولة كأس العالم.
وانطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي الكويتي تحت اسم (الأيام الثقافية الكويتية في مدريد) أمس الثلاثاء وتستمر حتى يوم السبت المقبل وتضم عدة فعاليات منها معرض لمطبوعات وإصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في المكتبة الإسلامية في مدريد.(النهاية) ه ن د / ه س ص