A+ A-

منتدى (دافوس) يطلق مبادرة لتزويد مليار شخص بفرص التعليم المتطور

دافوس (سويسرا) - 22 - 1 (كونا) - - أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم الأربعاء إطلاق مبادرة لتزويد مليار شخص بالتعليم والمهارات المهنية المتطورة بهدف الاسهام في القضاء على البطالة وتحسين مستويات معيشتهم بحلول عام 2030.
وأضاف المنتدى في بيان خلال فعاليات دورته الخمسين بمنتجع (دافوس) بسويسرا ان المبادرة التي تحمل اسم (ثورة إعادة التأهيل) تهدف أيضا الى حماية العمال من التغير التكنولوجي ومساعدة الاقتصادات من خلال توفير مهارات جديدة للثورة الصناعية الرابعة.
وأشار إلى دعم حكومات الامارات والولايات المتحدة والبرازيل وفرنسا والهند وباكستان وروسيا لهذه المبادرة بالتعاون مع شركاء تجاريين من كبريات المؤسسات العالمية.
وأوضح البيان ان هذه المبادرة ستساعد ملايين الموظفين والعمال في مواجهة التغيرات التي تفرضها التطورات التقنية الهائلة والتي تتطلب تطوير المهارات بشكل مستمر كما ستضمن المبادرة أيضا تزويد الشركات والاقتصادات بالعمالة الماهرة اللازمة المواكبة لمتطلبات اقتصاد عصر الثورة الصناعية الرابعة. ونقل البيان عن المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى بروفسور كلاوس شواب قوله "إن أفضل طريقة لتعزيز تماسك المجتمعات هي توفير فرص عمل ودخل لائق للجميع". وأضاف "ان المنتدى وخلال فعاليات دورته الخمسين هذا العام يعمل على إنشاء منبر عام خاص لمنح التأهيل المناسب الذي تحتاجه الثورة الصناعية الرابعة الزاحفة بقوة ولا يمكن التعامل معها الا بثورة في إعادة الهيكل وتطوير التعليم".
وستعمل المبادرة على محورين احدهما على مستوى أنظمة الصناعة والتعليم كمنصة لربط وتنسيق المبادرات الفردية في البلدان الراغبة في الاستفادة منها والجهات الصناعية والمنظمات والمؤسسات التعليمية المعنية بقضايا تنمية المهارات. ويركز المحور الثاني على المستويات الإقليمية والمحلية بدعم الحكومات في سد الفجوة التي تعاني منها لتعزيز مهارات الايادي العاملة المحلية. ويتزامن المحوران مع توفير أدوات سياسية مبتكرة وأشكال جديدة للتمويل وشراكات مرنة لاسيما مع القطاع الخاص اسوة بتعهد اكثر من 415 شركة أمريكية بتقديم اكثر من 5ر14 مليون فرصة لتعزيز الحياة المهنية للعمال الأمريكيين خلال السنوات المقبلة.
ولفت البيان الى ان عددا من الشركات العالمية تقوم بالفعل باتخاذ إجراءات منسقة بشأن تحولات القوى العاملة من خلال التعاون بين القطاعات والمشتركة بين قطاع الأعمال والنقابات العمالية وقطاع التدريب. وتشمل هذه الصناعات قطاعات الطيران والسفر والسياحة والخدمات المالية ووسائل الإعلام والترفيه والمعلومات والتعدين والنفط والغاز والرعاية الصحية. وشدد المنتدى على ضرورة توفير استثمار عاجل في رأس المال البشري لإحياء مسارات الحراك الاجتماعي وصولا الى عالم أكثر عدالة من خلال تعبئة قادة الصناعة والحكومة والمنظمات الدولية كما يعول المنتدى على دور منصات التواصل بين مختلف القطاعات المهنية وشركات التوظيف على الإنترنت وخارجها ومقدمي مناهج التعليم والتدريب كما أشار البيان الى منظمات اممية مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) واخرى تابعة للمجتمع المدني ستستفيد من تلك المبادرة عبر شراكة عالمية متعددة القطاعات أُنشئت لتلبية الحاجة الملحة إلى توسيع نطاق التعليم وتنمية المهارات وفرص العمل للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة.
ويؤكد خبراء المنتدى الاقتصادي العالمي ان التغيير التكنولوجي والانتقالات الصناعية والعولمة تؤثر بشكل كبير وواضح على الوظائف والمهارات المطلوبة في العديد من الوظائف. ووفقا لتقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فان 1ر1 مليار وظيفة قابلة للتغيير الجذري خلال السنوات العشر المقبلة بسبب الابتكارات التكنولوجية الحديثة.
ويتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن تتغير نصف المهارات الأساسية تقريبا بحلول عام 2022 وحده ومن ثم فإنه يتعين التحرك قبل ان تتسع الهوة بين الإمكانيات المهنية المتاحة وحاجة سوق العمل المتطورة بوتيرة فائقة السرعة.
وتتواصل فعاليات المنتدى هذا العام من ال20 الى ال24 من يناير الجاري بحضور اكثر من 50 رئيس حكومة ودولة وقرابة ثلاثة آلاف من كبار صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم بمشاركة رؤساء منظمات الأمم المتحدة والاكاديميين وممثلي المجتمع المدني. وانطلق المنتدى الاقتصادي العالمي عام 1971 بهدف تحسين وضع العالم ويعقد سنويا في منتجع (دافوس) شرقي سويسرا دورته السنوية بحضور ابرز صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم. (النهاية) ت ا / ف س