A+ A-

مؤتمر (كوب 25) يخفق في اتخاذ قرار لتنظيم أسواق الكربون العالمية

مدريد - 15 - 12 (كونا) -- اختتم مؤتمر المناخ (كوب 25) في مدريد فعالياته اليوم الأحد مع اخفاق وفود ما يقارب من 200 دولة في التوصل إلى اتفاقات لتنظيم أسواق الكربون العالمية بعد نحو أسبوعين من المفاوضات.


وبذلك تم تأجيل القضية التي كانت في صلب المفاوضات المعقدة والتي دفعت المؤتمر للتأخر 36 ساعة في اختتام فعالياته ليكون أطول مؤتمر مناخ منذ 25 عاما إلى مؤتمر الأطراف ال26 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المقرر عقده في (غلاسكو) باسكتلندا في نوفمبر من العام المقبل.

وقالت رئيسة المؤتمر (كوب 25) وزيرة البيئة التشيلية كارولينا شميدت في الجلسة العامة الختامية اليوم ان الأطراف "عملت بجد لضمان أسواق كربون عالمية تضمن المحاسبة الحازمة واحترام السلامة البيئية ولكن البعض لم يكن مرتاحا للقرارات وعليه فإن تم تأجيل النظر في هذه القضية إلى مؤتمر المناخ العام المقبل".


شددت على ان المشاركين في المؤتمر كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق في ذلك الخصوص ومساعدة البلدان النامية على تحقيق التنمية المستدامة والتقدم بفاعلية أكبر في خطوات التصدي لحالة الطوارئ المناخية.


وفي سياق آخر ثمنت شميدت اتفاق الأطراف على قضايا من شأنها تعزيز دور النساء ومنحهن الأدوات للتصدي لتغير المناخ باعتبارهن الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة مشددة في هذا السياق إلى ان تغير المناخ ليس مشكلة النساء فقط وإنما مشكلة الانسانية.

واعتبرت ان مؤتمر (كوب 25) ساهم أيضا في التأكيد على أهمية المحيطات ومدى تأثرها بتغير المناخ ودورها في التصدي له موضحة ان دولا عديدة ستشمل المحيطات في أجنداتها الوطنية للتصدي لتغير المناخ.


وفي المقابل قالت ان القرارات المتخذة في (كوب 25) غير كافية وانها غير راضية عن مخرجاته لأن الاتفاقات التي تم التوصل إليها غير كافية ولم تصل إلى المستوى المطلوب للتصدي لحالة الطوارئ المناخية مشيرة إلى ان الأجيال الجديدة والعالم بأسره يترقبون استجابة حازمة وعاجلة للتصدي لتغير المناخ.


وفي سياق آخر وقع الأطراف بيانا يدعو لمساعدة الدول الفقيرة التي تعاني من تداعيات التغيرات المناخية على الرغم من انه شهد اختلافا في الآراء بين بعض الدول المتقدمة والنامية بخصوص صياغة النص وعدم التشديد فيه.


وتم كذلك الموافقة على نداء لرفع "الطموح المناخي" لتخفيض الانبعاثات في عام 2020 بما يتماشى مع توصيات العلماء للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند 5ر1 درجة مئوية بنهاية القرن.


وتنبع أهمية مؤتمر الأطراف من ان قيود اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ غير ملزمة على انبعاثات الغازات الدفيئة لكل دولة بشكل منفصل وليس لديها آلية بشأن ذلك فتم التفاوض على امتدادات مختلفة لهذه المعاهدة خلال مؤتمرات الأطراف الأخيرة بما في ذلك اتفاقية باريس التي تم تبنيها في عام 2015.

ووضع مؤتمر باريس اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لمكافحة تغير المناخ وتسريع وتكثيف الإجراءات والاستثمارات اللازمة لتحقيق مستقبل مستدام منخفض الكربون وقد تعهدت الأطراف الموقعة عليه بوضع خطط لمكافحة تغير المناخ والحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية ومواصلة الجهود للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.


وهذا هو مؤتمر الأطراف الأخير قبل أن ندخل في عام 2020 الحاسم حيث يتعين على العديد من الدول تقديم خطط عمل مناخية جديدة بهدف تحقيق الأهداف الثلاثة المتمثلة في خفض الانبعاثات بنسبة 45 في المئة بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 واستقرار ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 5ر1 درجة مئوية بنهاية القرن.


يذكر ان المؤتمر الذي بدأ في الثاني من شهر ديسمبر الحالي افتتحه رئيس الوزراء الاسباني المنتهية ولايته بيدرو سانشيز والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس فيما شارك في جلسته الافتتاحية أكثر من 50 رئيس حكومة ودولة من جميع أنحاء العالم.

(النهاية) ه ن د / ش م ع