A+ A-

عبد المجيد تبون .. المترشح الاقرب للنظام الحالي في الجزائر

الجزائر - 13 - 12 (كونا) -- لم يشكل فوز المترشح للانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس بالجزائر عبد المجيد تبون مفاجأة حيث توقع غالبية الجزائريين تصدره لنتائج الاقتراع الرئاسي واعتبره الجميع منذ البداية بمنزلة "مرشح النظام" وأن تحضيره لخلافة الرئيس السابق قد بدأ في اغسطس من عام 2017 مباشرة بعد اقالته من منصبه كرئيس وزراء.
ولقد اجمع الجزائريون على ان تبون سيكون الفائز في الانتخابات الرئاسية وهذا قبل انطلاق الحملة الانتخابية بعد ان تم تداول معلومات على نطاق واسع تفيد بأن "ابعاد الرجل من منصبه كرئيس للوزراء عام 2017 ما هو إلا عملية ذر للرماد في الاعين لتحضيره ليصبح رئيسا للبلاد".
ويعتبر تبون اقرب المترشحين للنظام الحالي حيث سبق له ان عمل مع غالبية المسؤولين الحاليين في البلاد كما ان تجربته في الميدان وتوليه لعدة مناصب سمحا له بالاحتكاك مع الاطارات السابقة والجديدة على جميع المستويات.
وقد صرح تبون خلال حملته الانتخابية بأنه "الوحيد الذي بإمكانه استرجاع الاموال التي نهبها المسؤولون الجزائريون ورجال الاعمال ويعرف قيمتها والاماكن التي سيقصدها لإعادتها الى الخزينة العمومية" مما اعطى انطباعا بأنه يحظى بدعم اكبر مؤسسات الدولة.
ويجمع المتتبعون للشأن السياسي في البلاد على ان "تبون رئيسا للبلد هو بمنزلة ضمان لاستمرارية الدولة" او بمعنى آخر "ضمان لاستمرارية النظام الحالي الذي لن يجد رجلا بكفاءته وخبرته وحنكته لإدارة المرحلة المقبلة لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد".
ودون التقليل من امكانيات الرجل وخبرته الطويلة في تسيير شؤون البلاد فقد كان الاوفر حظا لرئاسة الجمهورية لاسيما انه كان مطلعا على غالبية الملفات وسبق له ان ادارها وساهم في حل العديد منها.
وكان مرور تبون مثلا على وزارة السكن قد ترك آثارا ايجابية على القطاع حيث كان وراء بعث مشروع تطوير السكن من خلال خلق صيغة جديدة للاسكان والمعروفة ببرنامج (عدل) الذي سمح بإسكان الملايين من الجزائريين من خلال تسهيل عملية تسديد مساكنهم على مراحل في بلد يعاني ازمة حادة في السكن وارتفاع اثمانها.
وقد حظي تبون بدعم كبير من هذه الفئة لاسيما ان هذا الملف بقي يراوح مكانه بعد رحيله من الحكومة مما جعل مئات الآلاف من الذين بقيت ملفاتهم عالقة في هذه الصيغة يسارعون الى مساندته بحثا عن اعادة بعث المشروع من جديد والاسراع في تسوية اوضاعهم.
إلا ان النزيل الجديد لقصر الرئاسة (المرادية) سيجد نفسه امام ارث ثقيل يتطلب اصلاحات عميقة في جميع المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية فضلا عن حراك شعبي يرفض التراجع عن مطالب يرفعها منذ قرابة عشرة أشهر.(النهاية) م ر / م خ