A+ A-

مفوضة اممية تشدد على ضرورة دعم مبادئ حقوق الانسان العالمية

مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان ميشيل باشليت
مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان ميشيل باشليت
جنيف - 10 - 12 (كونا) -- شددت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان ميشيل باشليت اليوم الثلاثاء على ضرورة دعم مبادئ حقوق الانسان العالمية التي تم اعدادها بعناية فائقة.
جاء ذلك في بيان من مكتبها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان الذي يصادف العاشر من ديسمبر كل عام وتحتفل فيه الامم المتحدة باقرار الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر في 1948.
واضافت باشليت ان مبادئ حقوق الانسان تدعم السلام والعدالة والتنمية المستدامة للحفاظ على العالم من "تآكل حقوق الانسان التي يؤدي ضياعها الى تدهور نحو الماضي المظلم حيث يمكن الاقوياء افتراس الضعفاء في غياب تام او شبه تام لضبط النفس بحكم الاخلاق او القانون".
واشارت المفوضة الاممية الى ان حالة الطوارئ المناخية العالمية غير المسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية المتفشية في كوكبنا كله هي اخطر التحديات التي انتشرت خلال اول عقدين من القرن ال21 وتهدد حقوق الانسان.
واوضحت ان الرأي العام قد بدأ يلمس في الواقع آثارها على حقنا في الحياة والصحة والغذاء والمياه والمأوى وفي التحرر من التمييز وفي التنمية وفي تقرير المصير.
واكدت باشليت ان الكفاح من اجل العدل المناخي وحقوق الإنسان ليس بصراع سياسي ولا يتعلق الامر باليسار او اليمين بل بالحقوق والاخطاء.
وبينت ان الامر لا يقتصر على مخاوف تولدها ازمة مناخية متسارعة دفعت الملايين الى التحرك والمطالبة بالمبادرة الى العمل بل "بفضح" الناس في عدم المساواة والمؤسسات القمعية.
وطالبت باشليت صانعي السياسة في كل مكان بالاصغاء الى النداءات والدعوات والاستجابة لها عبر صياغة سياسات اكثر فاعلية وقائمة على المبادئ بشكل اكبر.
في الوقت ذاته طالبت باشليت بالاصغاء الى اصوات الشباب ذلك لان الاعلان العالمي لحقوق الانسان يشكل التزاما ثابتا من جانب الدول بحماية حقوق الجميع بما في ذلك تمكين الاجيال المقبلة من الحفاظ على كرامة الانسان والمساواة والحقوق.
واضافت انه لمن الملائم جدا ان نحتفل هذا العام بيوم حقوق الإنسان خلال مؤتمر الأمم المتحدة البالغ الاهمية والمنعقد في العاصمة الاسبانية (مدريد) من اجل تعزيز العدل المناخي. كما اعربت عن امتنانها البالغ لملايين الاطفال والمراهقين والشباب الذين يفضحون يوميا وبكل ما اوتيوا من قوة الازمة التي تواجه كوكبنا.
واضافت "يؤكد هؤلاء الشباب عن وجه حق ان مستقبلهم ومستقبل كل من لم يولد بعد على المحك ذلك لانهم من سيتحملون عواقب الافعال او الاجراءات التي ستتخذها او لن تتخذها الاجيال الاكبر سنا المسؤولة عن ادارة الحكومات والشركات وصانعو القرار الذين يعتمد عليهم مستقبل كل بلد ومنطقة".
وحثت باشليت على عدم ترك الشباب وحدهم في مواجهة قضية معالجة حالة الطوارئ المناخية التي نشهدها او ازمات حقوق الانسان العديدة الاخرى التي تسبب حاليا اضطرابات متزامنة في العديد من البلدان حول العالم.
وطالبت بالتعاون المشترك والتضامن والتحرك الفوري القائم على المبادئ على حق البشر جميعهم بالتمتع في المشاركة بالقرارات التي تؤثر على حياتهم.
وحثت المفوضة الاممية قادة المجتمعات كافة على الاصغاء الى شعوبهم وان يبادروا الى العمل وفقا لاحتياجاتهم ومطالبهم كي نضمن اتخاذ قرارات اكثر فعالية ولبناء المزيد من الثقة والوئام عبر الدول.
واشارت الى المادة الاولى من الاعلان العالمي لحقوق الانسان التي تنص بوضوح وبشكل لا لبس فيه على ان "جميع الناس يولدون احرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم ان يعاملوا بعضهم بعضا بروح الاخاء".
وقالت ان العالم لديه الحق في العيش بمنأى عن التمييز على أي اساس كان والحق في الوصول الى التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية ومستوى معيشي لائق. وحثت باشليت قادة العالم على اظهار روح قيادة حقيقية ورؤية طويلة الامد وعلى تجاهل المصالح السياسية الوطنية الضيقة وخدمة مصلحة الجميع.
يذكر ان الجمعية العامة للامم المتحدة قد اعتمدت الاعلان العالمي لحقوق الانسان في قصر (شاييو) في باريس في عام 1948 بعد ثلاث سنوات على نهاية الحرب العالمية الثانية.
واتى الاعلان ثمرة جهد لجنة صياغة ضمت اعضاء ومستشارين من جميع انحاء العالم وعمل دام 18 شهرا. (النهاية) ت ا / ش م ع