A+ A-

الاحتجاجات العراقية تدخل يومها ال46 والتداعيات تنذر بتعقيد المشهد

بغداد - 9 - 12 (كونا) -- دخلت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العراق في موجتها الثانية يومها ال46 اليوم الاثنين وسط مؤشرات تنذر بتعقيد المشهد مع ازدياد حالات اغتيال الناشطين وقصف معسكرات الجيش العراقي.
وقال شهود عيان وناشطون لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان ساحة التحرير معقل المحتجين في بغداد لاتزال حتى اليوم تستقبل المحتجين من احياء العاصمة وحتى من المحافظات المجاورة في اصرار واضح على ديمومة الضغط الجماهيري لتلبية المطالب.
ولفت الشهود الى ان المحتجين وجدوا كذلك في ساحة (الخلاني) عند مقتربات جسر السنك وقرب ساحة (الوثبة) عند مقتربات جسر الاحرار حيث حصلت مناوشات يوم امس بين المحتجين والشرطة دون وقوع اصابات.
كما نقلت محطات تلفزة واذاعات محلية عراقية اخبارا وصورا لتواصل الاحتجاجات في الناصرية والبصرة وواسط والمثنى والديوانية وميسان وكربلاء والنجف دون تسجيل حالات اشتباك او صدامات مع قوات الشرطة في تلك المحافظات.
ويأتي كل ذلك وسط بروز تطورات جديدة تنذر بتعقيد المشهد ومنها تصاعد عمليات اغتيال واختطاف الناشطين في بغداد ومحافظات اخرى والتي كان اخرها اغتيال الناشط المدني فاهم الطائي من قبل مسلحين مجهولين امس.
من جانبه قال مصدر امني ل(كونا) امس ان مسلحين ملثمين قتلا فاهم الطائي بمسدس كاتم للصوت في منطقة البارودي وسط كربلاء حين عودته من ساحة الاعتصام متوجها الى منزله.
وفي محافظة (ميسان) نجا الناشط المدني باسم الزبيدي من محاولة اغتيال مشابهة حيث اطلق مجهولون الرصاص عليه من دراجة نارية فأصابوه بمناطق متفرقة من جسده دون ان يتمكنوا من قتله وفقا لما اوردته قناة الشرقية الفضائية العراقية.
كما نقلت القناة مناشدات لذوي عشرة ناشطين اختطفوا اثناء عودتهم من ساحة التحرير في بغداد الى مدينة كربلاء قبل ايام وهم يطالبون القوات الامنية بالكشف عن مصير ابنائهم.
في المقابل عقد محافظ كربلاء نصيف الخطابي اجتماعا امنيا طارئا مع قادة الاجهزة الامنية بعد ساعات من اغتيال الناشط فاهم الطائي وذلك لبحث الاعتداءات التي طالت الناشطين من ابناء المحافظة.
وقال الخطابي في بيان اليوم انه وجه الاجهزة الامنية المختصة بتشكيل فريق عمل بشكل عاجل وسريع من اجل القبض على الارهابيين وتقديمهم للعدالة وتكثيف الاجراءات الامنية من اجل حماية المواطنين والمتظاهرين على حد سواء.
وكل هذا التصعيد جاء بعد ليلة دامية يوم الجمعة الماضي اقتحمت فيها جماعات مسلحة ساحة الخلاني وقتلت وأصابت بالرصاص الحي العشرات من المحتجين السلميين وهو الامر الذي شكل صدمة في الشارع العراقي وقوبل بردود افعال مستنكرة من الامم المتحدة ومن الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان انها تحقق في ذلك الحادث لمعرفة الجهات المتورطة فيما وعدت لجنة الامن والدفاع النيابية باستضافة القادة الامنيين للوقوف على تفاصيل الحادث.
ولم يقتصر الامر على اغتيال الناشطين واقتحام ساحات التظاهر بل ان عمليات القصف الصاروخي لمعسكرات الجيش العراقي دخلت مؤخرا كعامل جديد مزعزع للامن في البلاد.
واعلنت خلية الاعلام الامني صباح اليوم ان معسكرا للجيش العراقي قرب مطار بغداد الدولي غربي العاصمة تعرض للقصف باربعة صواريخ (كاتيوشا) ما تسبب باصابة ستة جنود بجراح متباينة.
وهذا الهجوم هو الثالث في اقل من اسبوع اذ سبق ان استهدفت قاعدة بلد الجوية في (صلاح الدين) شمال بغداد في الخامس من ديسمبر الجاري بثلاثة صواريخ دون خسائر وقبلها استهدفت قاعدة (عين الاسد) في الانبار في الثالث منه بخمسة صواريخ دون خسائر بشرية.
واختصر زعيم القائمة الوطنية العراقية اياد علاوي المشهد العراقي اليوم في تصريح ادلى به الى محطة تلفزة محلية قائلا ان "العراق اليوم اشبه بباخرة تحترق وعلينا انقاذها وايصالها الى شاطئ السلام".
ودعا الحكومة المستقيلة الى "حماية الشعب واذا فشلت بذلك كما هي الان فانها ستحاسب" معربا عن ثقته بان المحاكم الجنائية الدولية ستفتح ابوابها لمحاكمة المسؤولين العراقيين المتورطين بقتل المتظاهرين في ساحة الخلاني. (النهاية) ع ح ه / ع ع ح