A+ A-

"كويت الخير" تشحذ الهمم للتخفيف من وطأة برد الشتاء عن المحتاجين

مشروع (بئر كويت الخير) الارتوازية التي تعمل بالطاقة الشمسية في اليمن
مشروع (بئر كويت الخير) الارتوازية التي تعمل بالطاقة الشمسية في اليمن
 من محمد الجعبيري (تقرير اخباري)
 
الكويت - 7 - 12 (كونا) -- عاما بعد عام تزداد الاحتياجات الانسانية وعلى مدار العام الواحد تتفاقم هذه الاحتياجات بشكل كبير لا سيما في فصل الشتاء فلا يستطيع الفقراء حماية أطفالهم ولا حتى انفسهم من البرد القارس وربما لا يجدون مسكنا او مأوى يقيهم ذلك البرد.
 
   كما ان الصراعات في العديد من الدول زادت الامر الذي نتج عنه مئات الالاف من النازحين واللاجئين الذي يفترشون التراب ويلتحفون السماء والشتاء ببرده قادم لا محالة.
   وفي هذا الصدد واصلت الكويت دورها الإنساني الرائد في إيصال المساعدات لمستحقيها من المحتاجين في مختلف أصقاع العالم وذلك ايمانا منها بأهمية مساعدتهم ورسم الابتسامة على وجوههم.
 
   وجريا على عادتها سنويا في بداية فصل الشتاء أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتية في مقرها (حملة الشتاء الدافئ لكسوة عمال النظافة) حيث وزعت 3750 حقيبة شتوية على شريحة العمال في القطاعات الصناعية والتجارية في البلاد تتضمن مختلف الاحتياجات من ملابس وبطانيات ومستلزمات شتوية.
 
   ومن جانبه قال رئيس مجلس ادارة الجمعية الدكتور هلال الساير لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هذه الخطوة تأتي في إطار سعي الجمعية الدائم بأن يكون المستفيدون من خدماتها الإنسانية من الفئات المحتاجة حيث اختارت شريحة العمال من ذوي الدخل المحدود.
 
   واضاف ان توزيع حقيبة كسوة الشتاء يأتي انطلاقا لحماية العمال من البرد القارس وتسهيل عملهم وإشعارهم بالاحساس بظروفهم والوقوف بجوارهم مؤكدا حرص الجمعية على اداء دورها الاجتماعي لخدمة كل الشرائح بالمجتمع.
 
   وذكر ان هذا المشروع يعد نوعا من أنواع التكافل والتراحم الاجتماعي مبينا ان حقيبة كسوة الشتاء تتضمن العديد من الملابس المهمة التي توفر الدفء وتحققه وتحمي من المطر.
   ويتزامن نشاط هذا الاسبوع مع الاحتفال باليوم العالمي للتطوع الذي يصادف الخامس من شهر ديسمبر من كل عام حيث شاركت الكويت العالم في الاحتفال بهدف شكر المتطوعين على جهودهم اضافة الى زيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع.
 
   ولطالما شكل العمل التطوعي في الكويت علامة فارقة في حياة الكويتيين والكويتيات شيبا وشبابا واطفالا وبات تأثيرهم كقوة ناعمة في المجتمع واضحا وجليا داخل البلاد وخارجها ما اسبغ سمعة طيبة للكويت في كل مجالات التطوع.
 
   وتعد النساء والاطفال حجر اساس في العمل التطوعي في الكويت اذ قدمت المرأة الكويتية اروع الامثلة في العمل الجاد في الفرق التطوعية كما شكل كونها اما او معلمة او طبيبة عاملا في غرس هذه القيم الجميلة في نفوس الاطفال الذين ابلوا بلاء حسنا وفقا لامكاناتهم.
 
   وفي هذا السياق أكدت الأمين العام في جمعية الهلال الأحمر الكويتي مها البرجس ان الجمعية قطعت شوطا كبيرا في مجال تدعيم أسس العمل الإنساني التطوعي من خلال مساندة المحتاجين والضعفاء والمنكوبين في العالم.
 
   واشارت البرجس في كلمة لها بهذه المناسبة الى ان دور الجمعية لا يقتصر على العمل الإغاثي وإنما يمتد للعمل التنموي.
   كما حظيت جمعية الهلال الاحمر الكويتي باشادة سفير أفغانستان لدى الكويت سيد جاويد هاشمي نظير ما قدمته على مدار السنوات الماضية وما زالت تقدمه من مساعدات إنسانية وإغاثية متنوعة للشعب الأفغاني.
 
   وقال السفير هاشمي في تصريح ل (كونا) عقب لقائه رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الاحمر الكويتي إن سرعة تقديم المساعدات للشعب الأفغاني تأتي استشعارا للواجب الإنساني الذي يلتزم به في مساعدة الدول والشعوب المتضررة بالكوارث الطبيعية.
 
   ومن جانبه قال الساير إن ما تقدمه الكويت من خلال جمعية الهلال الأحمر من دعم إنساني متواصل للشعب الأفغاني يجسد مفهوم الإنسانية في إغاثة الشعوب المنكوبة.
   كما يتزامن نشاط هذا الاسبوع مع ذكرى اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يوافق الثالث من ديسمبر من كل عام.
 
   وبهذه المناسبة اقامت القنصلية العامة للكويت في اربيل بكردستان العراق احتفالية قامت خلالها بتقديم الهدايا للعديد من الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتلقون العلاج باحد المراكز الممولة من قبل الكويت.
 
   وفي اربيل ايضا تم افتتاح مركزين صحيين يقدمان الخدمات الصحية للنازحين العراقيين في مخيمين قرب اربيل.
   وقال مسؤول مؤسسة البارزاني الخيرية موسى احمد في تصريح ل(كونا) ان المركزين تم اعادة تاهيلهما بتمويل من الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية حيث يتم من خلالهما تقديم الدعم الصحي للنازحين العراقيين المقيمن في المخيمين.
 
   وتقدم احمد بالشكر للكويت على ما تقدمه من معونات انسانية مختلفة للنازحين العراقيين واللاجئين السوريين مما خفف عن كاهل حكومة الاقليم والمنظمات في اقليم كردستان اضافة الى التخفيف عن معاناة النازحين واللاجئين الذين يبلغ عددهم الى الان نحو مليون نازح ولاجئ.
 
   وفي مخيم (باسرمة) شمال شرقي اربيل تم توزيع غذائية لشهرين على 473 شخصا من اللاجئين السوريين المقيمين في المخيم.
   وكانت الكويت اطلقت مشروعا اغاثيا للاجئين السوريين من خلال توزيع اكثر من الف طن من المواد الغذائية مقدمة من قبل الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والامانة العامة للاوقاف تشمل تسعة مخيمات للاجئين السوريين في انحاء اقليم كردستان العراق.
 
   ننتقل في جولتنا الى اليمن حيث اختتمت في مدينة (الخوخة) بمحافظة (الحديدة) غربي البلاد فعاليات المخيم الطبي المجاني لأمراض وجراحة العيون الذي استفاد منه نحو 1500 مريض بتمويل متبرعين كويتيين وبإشراف جمعية الرحمة العالمية في إطار حملة (الكويت بجانبكم).
 
   وقال مدير عام مكتب الصحة بمحافظة (الحديدة) الدكتور علي الأهدل في تصريح ل(كونا) إن الإقبال على المخيم كان كبيرا جدا وشمل مديريات الساحل الغربي التابعة لمحافظتي (الحديدة وتعز) ولاجئون من دول القرن الأفريقي.
 
   وأضاف الأهدل "تمت معاينة 1500 حالة ما بين مياه بيضاء ومشاكل أخرى في العين وتم إجراء 250 عملية جراحية ناجحة لنزع المياه البيضاء وزراعة العدسات معربا عن بالغ شكره وتقديره للدعم السخي الذي تقدمه للكويت للشعب اليمني.
 
   بدوره قال مدير عام (مؤسسة التواصل للتنمية الانسانية) المنفذة للمشروع رائد إبراهيم إن هذا المخيم يأتي استمرارا ل58 مخيما سابقا في أمراض وجراحة العيون ضمن حملة (أريد أن أرى) التي تمولها (الرحمة العالمية) منذ سنوات.
 
   ومازلنا في اليمن حيث أعرب مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة (أرخبيل سقطرى) اليمنية أحمد إبراهيم عن بالغ التقدير للكويت على الدعم الكبير الذي توليه لقطاع التعليم في (سقطرى) وآخرها تكفل الجمعية الكويتية للاغاثة بمرتبات 100 معلم متعاقد.
 
   ولفت في هذا السياق إلى العمل الجاري في تنفيذ وبناء (مجمع الكويت التربوي التعليمي) بتمويل (فريق عطاء المرأة الكويتية) وإشراف (جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية) والذي يشكل أهمية كبيرة كونه من المشاريع الحيوية التي تحتاجها سقطرى لتخفيف ازدحام الطلاب وفتح آفاق تعليمية كبيرة.
 
   وفي اليمن أيضا افتتحت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية العمل بمشروع (بئر كويت الخير) الارتوازية التي تعمل بالطاقة الشمسية في محافظة (البيضاء) وسط اليمن بتكلفة إجمالية بلغت 179 ألف دولار.  
 
   وقالت (مؤسسة التواصل للتنمية الانسانية) المنفذة للمشروع في بيان إن تنفيذ هذا مشروع (بئر كويت الخير) يشكل شريان حياة لآلاف المواطنين في مدينة (البيضاء) ويحد من حالة الجفاف وندرة المياه في المدينة. 
 
   وأضاف البيان أن المشروع يتكون من بئر ارتوازية متكاملة بعمق 100 متر وشبكة توصيل رئيسية بطول 300 متر ومنظومة ضخ متكاملة تعمل بالطاقة الشمسية وتتكون من 150 لوحا مع بناء فناء خاص بها على مساحة 1050 متر مربع.
 
   وأشار إلى أن أهمية المشروع تكمن بتوفير نحو 150 ألف لتر من المياه النظيفة الصالحة للشرب يوميا لمصلحة أكثر من 100 ألف نسمة بمدينة (البيضاء). 
   وأعرب مدير (مؤسسة التواصل) رائد إبراهيم عن خالص الشكر والتقدير باسم جميع المستفيدين وجميع أبناء اليمن للكويت أميرا وحكومة وشعبا الذين وصلت مشاريعهم الاغاثية والانسانية والتنموية إلى معظم المناطق اليمنية. 
 
   وثمن الدعم الكبير الذي تكفلت به (الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية) بالكويت في دعم وتمويل مشروع (بئر كويت الخير) الذي حظي بدعم كريم ومتابعة حثيثة ومباشرة من رئيس مجلس إدارة الهيئة المستشار بالديوان الأميري الدكتور عبدالله المعتوق.
 
   ولفت إلى أن هذا المشروع يعتبر من المشاريع الانسانية والتنموية المؤثرة التي تحدث فرقا في حياة الناس حيث تسهم في تخفيف معاناتهم وتوفير بعض شروط الحياة الكريمة لهم. 
 
   والى غزة حيث بدأت سلطة المياه الفلسطينية التشغيل التجريبي لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي بجنوبي قطاع غزة والتي مول انشاءها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بقيمة 55 مليون دولار.
 
   وقال رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم إن القدرة الاستيعابية للمحطة تصل إلى نحو 27 ألف متر مكعب يوميا مشيرا الى الاستعدادات لافتتاح المحطة رسميا مطلع العام المقبل مؤكدا أن هذا الحدث يشكل نقلة نوعية باتجاه توفير خدمات الصرف الصحي في (خانيونس) التي يقطنها أكثر من 200 ألف نسمة.
 
   بدوره أشاد مفتي مسلمي هونغ كونغ وامامها الأكبر الشيخ محمد ارشد بالدور البارز الذي تقوم به الكويت تجاه قضايا الامة الإسلامية في الدفاع عنها ونصرتها منوها وفق بيان القنصلية الكويتية في هونغ كونغ ومكاو خلال حفل تكريم الجالية الإسلامية في مسجد (كاولون) الكبير لحفظة القرآن الكريم الذي تدعمه الكويت بالجهود الكويتية الكبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين بهونغ كونغ والعالم لافتا الى سجل الكويت المشرف والحافل في مجال العمل الخيري والانساني.
 
   الى جنيف حيث قالت جمعية الهلال الاحمر الكويتي انها ستسعى للتعريف بحملاتها الاغاثية الخارجية في الاجتماعات الدستورية للحركة الدولية للصليب والهلال الاحمر.
   وقال مدير العلاقات العامة والاعلام في جمعية الهلال الاحمر الكويتي خالد الزيد في تصريح ل(كونا) إن الجمعية تشارك بوفد برئاسة الساير والبرجس بهدف إبراز دور الكويت ودور الجمعية الإنساني.
 
   واوضح ان الوفد الكويتي سيستعرض في الاجتماعات جهود الجمعية في حملات الإغاثة التي نفذتها خلال الفترة السابقة للعديد من دول العالم مثل سوريا والسودان والفلبين والعراق وإندونيسيا واليمن وسيرلانكا والروهينغيا وتونس.
(النهاية)
 
   م م ج