A+ A-

معرض (الان فيليرز وابناء السندباد) يوثق مغامر رحالة استرالي في الكويت

آلان فيليرز مع بعض أصدقاؤه في الكويت
آلان فيليرز مع بعض أصدقاؤه في الكويت
الكويت - 1 - 12 (كونا) -- قدم معرض (الان فيليرز وابناء السندباد) الذي تنظمه دار الآثار الاسلامية الكويتية ما سجله القبطان الراحل الشهير الان فيليرز في كتابه (ابناء السندباد) للكويت خاصة وللعرب ممن عملوا في مهنة الغوص على اللؤلؤ والسفر التجاري. وتناول المعرض الذي أقيم في المركز الأمريكاني الثقافي بالكويت اليوم الأحد أبرز وقائع رحلة القبطان الاسترالي (الان فيليرز) على ظهر البوم السفار (بيان) باعتبار فيليرز من اشهر الاشخاص الذين سجلوا عصر الملاحة الشراعية في الخليج العربي والمحيط الهندي.
وفي هذا الصدد قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الكويتي كامل العبدالجليل في كلمة بافتتاح المعرض ان كتاب القبطان الاسترالي فيليرز (ابناء السندباد) استعرض اشهر ربابنة السفن الشراعية من 1983-1939 ليوثق فكرة الابحار عند العرب في المحيط الهندي وبحار اخرى.
واوضح العبدالجليل ان اسم الان فيليرز يعتبر علم في عالم الابحار وكتابه الشهير (ابناء السندباد) يأتي من بين كتب كثيرة من تأليفه.
وبين ان الكتاب قدم ابعادا انسانية جديدة للشخصية العربية ودون خلاله حياة السفر التجاري البحري الكويتي قبيل اكتشاف النفط من خلال رحلة شاقة على بوم (بيان) الشهير برفقة نوخذة البحر الكويتي المعروف علي النجدي.
واضاف ان الرحلة بدأت من الخليج العربي الى شرق افريقيا ومن ثم العودة الى الكويت ودامت تسعة اشهر قطعت خلالها 10 الاف ميل مشيرا الى انه "يمكن وبكل فخر واعتزاز ان نطلق عليه (السجل الذي يؤرخ حضارة وتاريخ الكويت البحري)".
وذكر ان الكتاب وصف قصة الابحار مع العرب في مراكبهم الشراعية في البحر الأحمر وحول ساحل الجزيرة العربية الى زنجبار وتانجانيقا وقصة الغوص عل اللؤلؤ في الخليج العربي مع وصف لحياة ربابنة السفن والبحارة والتجار في الكويت.
وقال العبدالجليل ان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه عندما كان نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية ووزيرا للاعلام وصف الكتاب بأنه "وثيقة هامة تسجل للكويت الكثير من اوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".
وافاد ان فيليرز عاش بين الكويتيين واصبح واحدا منهم وغاص في سلوكهم اليومي رغم اختلاف الثقافة والرؤى وحقق من هذا الاختلاط فكرتي التعاطف والتعايش وذلك في سبيل ان نرى بين أيدينا كتابا ذو قيمة تاريخية وعلمية واجتماعية.
واشار الى ابداع فيليرز في وصف الحركة على ظهر بوم (بيان) السفينة الشهيرة مع صاحبه النوخذة علي النجدي وكشف شخوص السفينة ووضعها في إطار البطولة الجماعية التي شكلت لوحة متناعمة تنتظم فيها كل الأفعال والأحداث والمساهمة.
واوضح انه عانى كغيره من البحارة من المرض والآلم وكفاف الطعام والشراب بشكل أنعكس على مصداقية الكتاب وقيمتة الأدبية وكان بحد ذاته انجاز عظيم في ظل ندرة المصادر التاريخية وضحالة ما كتبه الغربيون عن السفن العربية.
وقال ان القبطان فيليرز كان بحق صاحب تجربة جيد ومغامرة معاشة وهو صاحب لغة شعرية فريدة اضافة الى ولعه بالتصوير الفوتوغرافي والسينمائي حيث نقل تجاربه ومشاعره الى الاف من الناس واحيا فيهم متعة لا تضاهى.
وبين انه كانت لفيليرز ما يشبه المرثية بعد ان غادر الكويت عام 1939 الى البصرة ومن ثم الى اوروبا اذ يقول "كنت حزينا وانا اترك المدينة وراء ظهري فبحارتها ومراكبها معروفون بسمتعهم الطيبة وبريق لؤلؤها مشهور في باريس ونيويورك وتجارها يلقون الاحترام في بقاع عديدة وهي الكويت مكان لطيف جميل يعيش فيه المواطنون بسلام ووئام ويساعد فيه التجار الأغنياء الفقراء من المواطنين وفق تعاليم الإسلام ويتصرف الشيخ كوالد للجميع".
من جانبه اشار السفير الأسترالي لدى الكويت جوناثان غيلبرت في كلمة مماثلة الى اهمية هذا المعرض مشيدا بدور المشرف العام لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة صباح السالم الصباح الهام في تعزيز الدور الثقافي بين الشعوب.
ونوه غيلبرت بالعلاقات الثنائية الوطيدة والمميزة بين البلدين معتبرا انها دلالة على الثقة والصداقة التي يأمل باستمرارها بين البلدين. (النهاية) ش ه د / أ م ح