A+ A-

الاحتجاجات العراقية تدخل يومها ال26 رغم اتفاق الساسة على الاصلاحات

بغداد - 18 - 11 (كونا) ـ ـ تواصلت اليوم الثلاثاء الاحتجاجات الشعبية الواسعة في بغداد وعدد من المحافظات العراقية الاخرى لتدخل يومها ال26 رغم اتفاق كتل سياسية البلاد على خارطة اصلاحات.
وذكر شهود عيان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المتظاهرين وبينهم اعداد كبيرة من طلبة المدارس والجامعات توافدوا مجددا على ساحتي (التحرير) و(الخلاني) وسط بغداد لينضموا الى المئات من المعتصمين هناك في اصرار واضح على مواصلة الحراك الهادف لإسقاط الحكومة.
واوضحوا ان قوات الشرطة وجهاز مكافحة الشغب واصلت هي الاخرى قطع جسور (الجمهورية) و(السنك) و(الاحرار) لمنع عبور المحتجين الى المنطقة الخضراء ومكتب رئيس الوزراء على الجانب الاخر من بغداد.
وبينوا ان حدة المواجهات والصدامات بين قوات الامن والمحتجين تراجعت نسبيا قرب جسري (السنك) و(الاحرار) فيما توقفت تماما في ساحة (التحرير) قرب جسر (الجمهورية).
وفي بقية المحافظات ذكر شهود عيان وناشطون ل(كونا) ان الاحتجاجات لا تزال مستمرة بذات الوتيرة فضلا عن استمرار الاضرابات في معظم الدوائر الحكومية لاسيما في محافظتي ذي قار والمثنى.
وذكر ناشط بمدينة الناصرية كبرى مدن ذي قار ل(كونا) ان المحتجين اغلقوا مقر شركة نفط ذي قار وسط الناصرية وارغموا الموظفين على العودة الى منازلهم في الوقت الذي اغلقت فيه جميع الكليات ومعظم المدارس لامتناع الطلبة عن الدوام والتحاقهم بالمعتصمين في ساحة الحبوبي حيث مركز التظاهر.
وبين ان مدينة الناصرية شهدت مساء امس الاثنين انفجار ثلاث عبوات صوتية في مناطق متفرقة دون تسجيل اي خسائر بشرية.
وفي البصرة اقدم محتجون على قطع الطريق العام الذي يربط مدينة الزبير بمقر شركة المصافي النفطية العراقية فيما قام اخرون بقطع الطريق المؤدي الى ميناء ام قصر والطرق المؤدية الى الحقول النفطية في البرجسية وفقا لاذاعة (المربد) التي تبث من هناك.
وبينت الاذاعة ان مدينة سفوان الحدودية شهدت هي الاخرى اعتصاما لمتظاهرين امام مبنى الادارة المحلية فيها دون تسجيل اي حوادث عنف.
ونقلت محطات تلفزة عراقية محلية ومواقع التواصل الاجتماعي مشاهد اخرى مشابهة للاحتجاجات وقطع الطرق في كربلاء والنجف وميسان وواسط والمثنى والديوانية.
ويأتي ذلك رغم اتفاق 12 كتلة سياسية مساء امس على وضع خارطة اصلاحات بهدف تلبية مطالب المحتجين على ان تنفذ في سقف زمني لا يتجاوز 45 يوما وبخلافه فان تلك الكتل ستعمل على سحب الثقة من حكومة عادل عبد المهدي او الدعوة لانتخابات مبكرة.
وتضمنت خارطة الطريق اقرار قوانين مهمة ومحاسبة المتورطين بقتل المتظاهرين واجراء تعديل وزاري مهم بعيدا عن المحاصصة الحزبية وهو الامر الذي كشف عنه المتحدث الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي قائلا ان عبد المهدي سيتوجه قريبا الى البرلمان لعرض تعديله الوزاري.
ونقلت وكالة الانباء العراقية عن الحديثي القول ان عبد المهدي سيقدم قائمة التعديل الوزاري لعدد من الوزارات الخدمية والاقتصادية بهدف تحسين الاداء الوزاري استجابة لمطالب المتظاهرين على المستوى المعيشي والخدمي.
وعلى صعيد متصل قضت المحكمة الجنائية المركزية في الرصافة بالحبس لثلاث سنوات بحق شخص أدين بإطلاق الرصاص على المتظاهرين والقوات الامنية قرب جسر الجمهورية في بغداد.
وذكر مجلس القضاء الاعلى في بيان ان "المدان اعتقل بالجرم المشهود من قبل المتظاهرين وهو يطلق العيارات النارية وتم تسليمه الى القوات الأمنية".
وكانت الاحتجاجات العراقية قد انطلقت في موجتها الاولى في الاول من اكتوبر الماضي قبل أن تتجدد في ال25 منه وحتى اليوم للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرض عمل وإقالة الحكومة وقد شهدت اعمال عنف سقط فيها اكثر من 320 قتيلا والاف الجرحى. (النهاية) ع ح ه / ف س