A+ A-

مفتي مصر يدعو للتعامل الحضاري مع "قضية الخلاف الفقهي"

افتتاح المؤتمر العالمي الخامس للافتاء
افتتاح المؤتمر العالمي الخامس للافتاء
القاهرة - 15 - 10 (كونا) -- دعا مفتي مصر الدكتور شوقي علام اليوم الثلاثاء الى التعامل الحضاري مع "قضية الخلاف الفقهي" لما له من اثر حميد في وحدة المسلمين وتعايشهم مع الديانات والثقافات والحضارات المختلفة.
جاء ذلك في كلمة لمفتي مصر لدى افتتاح المؤتمر العالمي الخامس للافتاء الذي تعقده الامانة العامة لدور وهيئات الافتاء في العالم تحت عنوان (الادارة الحضارية للخلاف الفقهي) برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحضور وفود من كبار العلماء والمفتين من دول عديدة منها الكويت.
وقال علام ان موضوع المؤتمر الذي يستمر يومين يناقش واحدة من اهم واخطر القضايا المعاصرة "حيث تشتد حاجة الامة الى طرح هذه القضية في ظل هذه الظروف والمتغيرات الحالية التي يعلمها الجميع".
واضاف ان الخلاف الفقهي في حقيقته لدى علماء المسلمين المعتمدين "ظاهرة صحية تعكس مدى مرونة وحيوية الفقه الاسلامي الوسيع وملاءمته لكل زمان ومكان وتوضح بجلاء ان هذا الخلاف الصحي كان سببا فاعلا في تكوين ثروة فقهية وتشريعية قلما توجد في امة من الأمم".
واكد ان معالجة قضية ادارة الخلاف "لا تزال تشغل العقل الانساني بعد حقب تاريخية طويلة انتفعت الانسانية في بعضها بثمرات الخلاف وعانت في بعضها الاخر من ويلات التعصب الديني او الطائفي او المذهبي".
واشار الى ان العلماء والفقهاء لهم جهود علمية "مشكورة" في وضع الضوابط والاصول لادارة الاختلاف الفقهي "فجعلوا للاجتهاد شروطا تجعل الخلاف محصورا بين اهل العلم المعتبرين حتى لا يكون كلا مباحا لكل مدع لا اهلية له".
كما اكد علام ان التعامل الحضاري في ادارة الخلاف الفقهي "انتج ثروة فقهية عظيمة لا مثيل لها في تاريخ البشرية واثمر رحمة بين العباد وتعايشا بينهم في جو آمن يسوده الحب والرحمة والسلام".
واشار الى ان الامة تضررت كثيرا من التيارات المتطرفة والمتشددة على اختلاف مشاربها مضيفا ان من واجب العلماء والفقهاء والمجتهدين "التصدي لمثل هذه الافكار الهدامة".
من جانبه اكد وزير العدل المصري حسام عبدالرحيم في كلمة مماثلة أن الخلاف الفقهي "لم يكن سببا للكراهية او العنف او الارهاب" منتقدا ما تقوم به الجماعات المتطرفة "التي لا تفرق بين اصول الدين وثوابته وبين المتغيرات في المجتمع".
واشار عبدالرحيم الى دور العلماء والمفتين والمتخصصين "لتوضيح صحيح الدين والاستفادة من التنوع الديني والفقهي بما يحقق مصالح البشرية والحضارة الانسانية ونشر روح المحبة والوسطية والاعتدال".
ولفت الى ان الجماعات المتطرفة اصبحت تمارس العنف الفردي والجماعي ومثلت عقبة لتقدم الاوطان بأفكارها الخطيرة على السلم المجتمعي معربا عن امله خروج المؤتمر ببرنامج عمل يفيد المؤسسات المعنية كافة.
ويشارك في اعمال المؤتمر من الكويت رئيس مجلس ادارة (الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية) المستشار بالديوان الاميري والمستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق وعضو هيئة الافتاء بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور مبارك الحربي.
ويناقش المشاركون محاور رئيسة تستهدف ترسخ فكرة ادارة واستثمار الخلاف الفقهي بشكل ايجابي سعيا للخروج بنتائج بشأن الادارة الحضارية لهذا الخلاف في الجانب الافتائي خاصة وفي جوانب الحياة كافة.
كما يشهد المؤتمر انعقاد ورش عمل تحت عناوين تشمل (الفتوى وتكنولوجيا المعلومات) و(آليات التعامل مع ظاهرة الاسلاموفوبيا) الى جانب (عرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى).
ويناقش المشاركون كذلك مجموعة من الابحاث العلمية ذات العلاقة تحت عدة عناوين مثل (منهجية المذاهب الفقهية في ادارة الخلاف الفقهي) و(نحو نظرية كلية لادارة الخلاف الفقهي) و(الخلاف الفقهي بين الانضباط والتفلت). (النهاية) م ش / ر غ / ع ع ح