A+ A-

ردود فعل منددة بانطلاق العملية العسكرية التركية شمالي سوريا

من أحمد سند

(خبر موسع)

الكويت - 9 - 10 (كونا) -- أدى اعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بدء عملية عسكرية ضد المسلحين الاكراد وما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) شمالي سوريا اليوم الأربعاء الى ردود فعل عربية ودولية غاضبة ومنددة بالعملية.
واستبقت الجامعة العربية الإعلان عن بدء العملية بالتنديد بها اذ أعرب الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط عن قلقه بخطط تركيا مؤكدا أنها تهدد وحدة سوريا وتفتح الباب أمام مزيد من التدهور في الموقفين الأمني والإنساني.
كما اعلنت الجامعة عقد اجتماع طارئ لمجلسها على مستوى وزراء الخارجية العرب السبت المقبل لبحث "العدوان التركي" على الأراضي السورية.
وذكر الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي في بيان أن الاجتماع الطارئ جاء بناء على طلب مصر وتأييد عدة دول وبالتشاور مع رئيس مجلس الجامعة على المستوي الوزاري في دورته الحالية وزير خارجية العراق.
واوضح زكي أن "العدوان التركي على الأراضي السورية يمثل اعتداء غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو بالجامعة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي".
كما اكدت الكويت ان العمليات العسكرية التركية تعد تهديدا مباشرا للامن والاستقرار في المنطقة داعية الى الالتزام بضبط النفس والبعد عن الخيار العسكري.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية ان "العمليات العسكرية التركية شمال شرق سوريا تعد تهديدا مباشرا للامن والاستقرار في المنطقة وتصعيدا من شأنه ان يقوض فرص الحل السياسي الذي يسعى اليه المجتمع الدولي والذي حقق مؤخرا تقدما ملموسا بتوصل المبعوث الدولي الى تشكيل اللجنة الدستورية التي ستحدد مستقبل الشعب السوري".
ودعا المصدر كافة الاطراف الى "الالتزام بضبط النفس والبعد عن الخيار العسكري حتى لا تنزلق الاوضاع الى ما يضاعف المعاناة الانسانية لابناء الشعب السوري الشقيق وحتى يتحقق الحفاظ على استقلال وسيادة سوريا وسلامتها ووحدة اراضيها".
ودانت السعودية العملية واصفة إياها ب "العدوان" والتعدي السافر على وحدة واستقلال وسيادة الاراضي السورية.
وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية في تصريح اوردته وكالة الانباء السعودية عن قلق المملكة تجاه ذلك "العدوان" بوصفه يمثل "تهديدا للامن والسلم الاقليمي" مشددا على ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري الشقيق واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة اراضيها.
وقال انه "بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا فان خطورة هذا العدوان على شمال شرق سوريا له انعكاساته السلبية على امن المنطقة واستقرارها خاصة تقويض الجهود الدولية في مكافحة تنظيم داعش الارهابي في تلك المواقع".
كما دانت الامارات بأشد العبارات "العدوان" العسكري التركي على سوريا قائلة في بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي ان "هذا العدوان يمثل تطورا خطيرا واعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلا صارخا في الشأن العربي".
وأكد البيان موقف الامارات "الثابت والرافض لكل ما يمس سيادة الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين" محذرا من تبعات هذا القرار على وحدة سوريا وسلامتها الاقليمية ومسار العملية السياسية فيها.
ودانت البحرين بشدة الحملة العسكرية التركية واعتبرتها "انتهاكا مرفوضا" لقواعد القانون الدولي "واعتداء" على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وطالبت وزارة الخارجية البحرينية في بيان صحفي مجلس الأمن بالإسراع في الاضطلاع بمسؤولياته في التصدي لهذا "الهجوم" حفاظا على الأمن والسلم وضمان توفير الأجواء الداعمة لمواصلة الجهود الرامية للتوصل لحل سلمي في سوريا يستند إلى مبادئ بيان (جنيف 1) وقرار مجلس الأمن (2254).
ومن عمان طالب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تركيا بوقف هجومها على سوريا فورا وحل جميع القضايا عبر الحوار في إطار القانون الدولي.
وأكد الصفدي في تغريدة بحسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) رفض بلاده أي انتقاص من سيادة سوريا معربا عن إدانة "كل عدوان يهدد وحدتها".
وشدد على ان حل الأزمة يكون سياسيا "بما يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وحقوق مواطنيها ويخلصها من الإرهاب وخطره هو سبيل تحقيق الأمن لسوريا وجوارها".
وفي القاهرة دانت وزارة الخارجية المصرية الحملة العسكرية التركية "بأشد العبارات" مؤكدة مسؤولية المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن في "التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين".
وقال البيان إن "تلك الخطوة تمثل اعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي".
وشدد على ضرورة وقف أية مساعٍ تهدف الى احتلال أراضٍ سورية أو اجراء "هندسة ديمغرافية" لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا.
وحذر كذلك من "تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الاقليمية أو مسار العملية السياسية في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن رقم (2254)".
وعلى الصعيد الدولي اكد الرئيس الامريكي دونالد ترامب مجددا أن بلاده "لا تؤيد" العملية العسكرية التركية قائلا إن الولايات المتحدة "أوضحت لتركيا أن هذه العملية فكرة سيئة".
وأكد ترامب في بيان أنه "لا يوجد جنود أمريكيون في المنطقة" مبينا انه منذ اليوم الاول لدخوله المعترك السياسي أوضح أنه لا يريد خوض هذه الحرب التي لا معنى لها لا سيما تلك التي لا تفيد الولايات المتحدة".
وأضاف أن تركيا "تعهدت بحماية المدنيين والأقليات الدينية بمن فيهم المسيحيون وضمان عدم حدوث أزمة إنسانية" مشددا على "اننا سنلزمهم بهذا التعهد".
وأشار الى انه بالإضافة إلى ذلك أصبحت تركيا الآن مسؤولة عن ضمان بقاء جميع مقاتلي (داعش) محتجزين في السجن وألا يعاد تشكيل (داعش) بأي طريقة أو شكل".
وأعرب عن توقعه بأن "تفي تركيا بجميع التزاماتها ونواصل مراقبة الوضع عن كثب".
وعلى الصعيد الأوروبي دعا الاتحاد الأوروبي تركيا لوقف عمليتها العسكرية التي اطلقتها اليوم الاربعاء في شمال سوريا قائلا في بيان أصدرته الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني ان " تجدد القتال في شمال شرق سوريا سيقوض استقرار المنطقة يؤدي لزيادة معاناة المدنيين وتفاقم أعداد النازحين".
وشددت موغيريني على ضرورة التعامل مع المخاوف الأمنية التركية لكن من خلال الأدوات السياسية والدبلوماسية وليس القوة العسكرية مضيفة أن العملية العسكرية التركية ستجعل آفاق العلمية السياسية في سوريا التي تقودها الأمم المتحدة أكثر صعوبة".
كما حذرت من أن تلك العملية الأحادية تهدد النجاح الذي حققه التحالف الدولي ومن بينهم تركيا في هزيمة (داعش).
ورات موغيريني انه من غير المرجح أن تلبي "المنطقة الآمنة" التي تعتزم تركيا انشاءها في عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا المعايير الدولية لعودة اللاجئين.
من جانبه دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تركيا إلى التحلي بضبط النفس ووقف عمليتها العسكرية في سوريا.
وقال يونكر أمام البرلمان الأوروبي "أدعو تركيا وكذلك الجهات الفاعلة الأخرى إلى التحلي بضبط النفس ووقف العمليات الجارية بالفعل" مشيرا الى أنه رغم مخاوف تركيا الأمنية على حدودها مع سوريا فإن "هذا العمل العسكري لا يؤدي إلى نتائج جيدة".
كما عبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ خلال زيارة رسمية الى ايطاليا عن قلقه من تداعيات الهجوم العسكري التركي.
وقال شتولتنبرغ ان السلطات التركية "ابلغت (ناتو) بعملياتها في شمال شرق سوريا" مشددا على أهمية تجنب الاعمال التي "تزعزع استقرار المنطقة وتزيد من التوتر وتتسبب في مزيد من المعاناة الانسانية".
ومن موسكو دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القيادة التركية الى اجراء "حسابات دقيقة" على خلفية عملياتها العسكرية في شمالي سوريا.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان ان بوتين دعا خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان الى اجراء حسابات دقيقة للوضع هناك للحؤول دون الحاق الضرر بالجهود المشتركة الرامية الى تسوية النزاع في سوريا.
واضاف البيان ان الجانبين اكدا اهمية احترام سيادة سوريا وضمان وحدة اراضيها موضحا انه تم كذلك تبادل الاراء حول تطورات الوضع في سوريا والاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال القمة الثلاثية التي عقدت في انقرة في سبتمبر الماضي لقادة الدول الضامنة لمسار استانا (روسيا وايران وتركيا).
يذكر ان وزارة الخارجية التركية استدعت سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي لاطلاعهم على تطورات عملية (نبع السلام) التي يشنها الجيش التركي في شرق نهر الفرات بسوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي في بيان له انه جرى استدعاء سفراء الدول الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الى مقر الوزارة حيث تم اطلاعهم على تفاصيل وتطورات العملية التي جرى اطلاقها.(النهاية) أ م س