A+ A-

التطرف ضد الفلسطينيين طريق الأحزاب الإسرائيلية لكسب الناخبين

من نجود قاسم (تقرير اخباري)

رام الله - 16 -9 (كونا) -- تسابقت الكتل الانتخابية الإسرائيلية في اظهار تطرفها سعيا لكسب الناخب الإسرائيلي الذي يتوجه لجولة اقتراع ثانية يوم غد الثلاثاء في غضون عام واحد بعد ان حل (الكنيست) - البرلمان - نفسه في مايو الماضي بسبب فشل رئيس وزراء الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي.
ومن اجل كسب الانتخابات ولتجنب عقوبة السجن بتهم الفساد سعى نتنياهو بكل قوته وخبرته السياسية وبدعم من الإدارة الامريكية للفوز بولاية خامسة تبقيه في الحكم أربع سنوات أخرى.
واستل نتنياهو في الأسابيع الماضية ما بجعبته من تطرف لاستمالة اليمين الإسرائيلي المتطرف واكد بداية الشهر الجاري نيته فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الأراضي المحتلة عام 1967 مشددا انه لا يفرق بين الكتل الاستيطانية والبؤر النائية.
واقتحم نتنياهو الحرم الابراهيمي في الرابع من الشهر الجاري وقال ان الاحتلال سيبقى "في الخليل إلى الأبد ولن نخرج منها" كما اعلن قبل ايام عزمه فرض السيادة على الاغوار وشمال البحر الميت وعقد الاحد الماضي اجتماعا لحكومته في الاغوار بالضفة الغربية وقرر شرعنة بؤرة استيطانية فيها.
ويبقي البرنامج الانتخابي ل تحالف (ازرق ابيض) برئاسة بيني غانتس رئيس اركان جيش الاحتلال الاسبق منافس نتنياهو الاقوى حسب استطلاعات الرأي الإسرائيلية على غور الأردن تحت السيادة الإسرائيلية و"القدس الموحدة" عاصمة لإسرائيل ويلتزم بالبناء في المستوطنات المقامة على اراضي الضفة الغربية ويعتبر ان الجولان المحتل ليس موضوعا للتفاوض.
وقال المحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور ان عملية السلام غائبة كليا عن برامج الأحزاب المتنافسة لاسيما الأحزاب الكبيرة مثل (الليكود) وتحالف (ازرق ابيض).
واضاف لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الاحزاب الكبيرة المتنافسة "لا تطرح أي خيار باتجاه حل الدولتين او المفاوضات على العكس من ذلك غانيتس يعلن انه لن ينسحب من المستوطنات والاغوار ونتنياهو يشرعن المستوطنات ويتعهد بضم الاغوار".
ويرى منصور ان جولة الانتخابات الحالية مصيرية بالنسبة لشخص نتنياهو لأنه في حال فشله سيخرج من الحلبة السياسية وسيجد نفسه في السجن لذلك هو يقدم الوعود ويصعد من خطابه ويتلقى الهداية من حلفائه.
وقال الصحفي وليد العمري في ندوة نظمت في رام الله حول الانتخابات الإسرائيلية ان نتنياهو يطرح نفسه لاعبا دوليا متفوقا على منافسيه في الانتخابات بعقده اجتماعات مع الرئيس الروسي ورئيس الوزراء البريطاني وبتلقيه الدعم من الرئيس الأمريكي مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبسيادتها على الجولان العربي المحتل.
اما احزاب اليسار فيرتكز برنامج حزب العمل على القضايا الاجتماعية الاقتصادية ولا يتطرق الى المسالة الفلسطينية حسب ما قالته صحيفة (هأرتس) الإسرائيلية.
واضافت الصحفية "ولدى سؤال التحالف عن موقفه من هذه المسألة قال انه سيسعى لتسوية اقليمية مع الفلسطينيين والدول العربية المعتدلة تجري في اطارها اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح ووقف البناء خارج الكتل الاستيطانية".
وتابعت ان ما يطرحه (المعسكر الديمقراطي) وهو اتحاد بين حزب (ميرتس) - يساري- وحزب ايهود باراك - رئيس وزراء سابق - من برنامج في الموضوع السياسي الأمني يشكل دليلا على تبني خطاب اليمين.
وعلق منصور على ذلك بالقول "اليسار واحزاب اليسار شبه انقرضت فهي موجودة على هامش السياسية الإسرائيلية خاصة حزب العمل وحزب ميرتس ولا يوجد أي معارضة حقيقية لبرنامج اليمين الذي يطرح مشاريع الضم والقضاء على حل الدولتين".
وحسب احصائيات لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل فان 6 ملايين يحق لهم الاقتراح بينهم 900 ألف عربي.
واظهر استطلاع للرأي اجراه مركز القدس للإعلام والاتصال ومقره رام الله ان 69 بالمئة من الفلسطينيين غير مهتمين بالانتخابات الجمهور الفلسطيني حيث ان ما نسبته 41ر1 في المئة ان تأثيرها سيكون سلبيا على القضية الفلسطينية.
وارجع أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس أمجد أبو العز عدم الاهتمام الفلسطيني بالانتخابات الى أسباب عديدة من أبرزها التطابق في النهج بين اليسار واليمين في إسرائيل على مدار 25 عاما الماضية التي تلت توقيع اتفاق السلام بين منظمة التحرير وإسرائيل.
وقال ابو العز في تصريح ل (كونا) " كان هناك تبدل في الأدوار والسياسات بين أحزاب اليمين واليسار لكن النهج لم يتغير برفض إقامة الدولة المستقلة على حدود عام 1967 ورفض عودة اللاجئين والاستمرار في الاستيطان".
وأضاف ان الامر الاخر يعود الى ان "القيادة الفلسطينية غير قادرة على التعامل مع معطيات الحكومة الإسرائيلية سواء كانت من اليمين او من اليسار إضافة الى ان المجتمع الإسرائيلي اصبح يميل الى اليمين واليمين المتطرف".
وذكر موقع (عرب 48) الاخباري ان اخر خمسة استطلاعات للراي نشرتها وسائل الاعلام الإسرائيلية اشارت الى ان احزاب اليمين التي تضم (الليكود) بزعامة نتنياهو وكتلة (الى اليمين) برئاسة اييليت شاكيد وكتلة (يهدوت هتوراة) وحزب (شاس) وحزب (عوتسما يهوديت) الفاشي ستمثل في الكنسيت بعدد مقاعد تتراوح ما بين 51 و62.
وستحصل أحزاب الوسط /اليسار التي تضم كتلة تحالف (ازرق ابيض) و(المعسكر الديمقراطي) وكتلة (العمل) على مقاعد يتراوح عددها ما بين 39 و45 كما ستحصل (القائمة العربية المشتركة) برئاسة ايمن عودة على 10 الى 12 مقعدا وحزب (إسرائيل بيتنا) برئاسة افيغدور ليبرمان على سبعة الى تسع مقاعد.
ويبلغ عدد نواب (الكنيست) 120 نائبا وتجرى الانتخابات مرة كل اربع سنوات ويمكنه حل نفسه والدعوة لانتخابات مبكرة بموافقة 61 نائبا كما جرى في مايو الماضي حيث ايد القرار 74 نائبا بعد فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي. (النهاية) ن ق / خ ن ع