A+ A-

هجوم (ارامكو).. ادانات متواصلة وتضامن مع السعودية

من محمد الجعبيري

(خبر موسع)

الكويت - 15 - 9 (كونا) -- توالت الادانات العربية والدولية للهجوم على شركة (أرامكو) السعودية اذ اعربت كل من الكويت ومنظمة التعاون الاسلامي عن تضامنهم الكامل مع المملكة في حين حملت واشنطن ايران المسؤولية ووصف الاتحاد الأوروبي الهجوم بأنه تهديد للأمن الإقليمي وسط مخاوف من ارتفاع أسعار النفط.
وقد أجرى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اتصالا هاتفيا مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عبر سموه خلاله عن إدانة دولة الكويت واستنكارها الشديد للهجوم معربا سموه عن وقوف دولة الكويت التام إلى جانب المملكة العربية السعودية وتأييدها في كل ما من شأنه الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها مبتهلا سموه رعاه الله إلى الباري عز وجل أن يحفظ المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق من كل مكروه.
وفي نيويورك دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الهجوم الذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه.
الى واشنطن حيث رأت مستشارة الرئيس الامريكي كيليان كونواي أن "النظام الإيراني مسؤول عن الهجوم على المناطق المدنية والبنية التحتية الحيوية لإمدادات الطاقة العالمية ونحن لن نؤيد ذلك" مؤكدة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه للأمن القومي يحتفظون بالعديد من الخيارات فيما يتعلق بكيفية التعامل مع إيران لا سيما عندما يتعلق الأمر بالانتقام من السلوك الخاطئ لإيران وحماية المصالح الأمريكية.
ننتقل الى بروكسل حيث قال الاتحاد الاوروبي ان الهجوم يشكل تهديدا حقيقيا للأمن القومي.
وقالت ماجا كوسيجانسيك المتحدثة باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني في بيان صحفي "في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات في المنطقة فإن هذا الهجوم يقوض العمل القائم من اجل الحد من التصعيد وعقد حوار" مشددة على اهمية الوقوف على الحقائق والتعرف الى مرتكبي الهجوم مؤكدة في الوقت نفسه ان الاتحاد الاوروبي يكرر دعوته الى ضبط النفس وتخفيف التوتر.
واضافت ان الاتحاد الاوروبي يعرب عن التعاطف مع السلطات السعودية والشعب السعودي.
وفي باريس اعربت الخارجية الفرنسية في بيان عن تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية.
وقال البيان ان مثل هذه الاعمال تؤدي إلى تفاقم التوترات ومخاطر الصراع في المنطقة.
الى لندن حيث وصف وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب في رسالة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) الهجوم بطائرات مسيرة على المنشأتين بأنه "متهور وفاضح يستهدف امن المملكة العربية السعودية".
واضاف ان الهجوم يمثل محاولة خطيرة لتقويض امن منطقة الشرق الأوسط وإلحاق أضرار بإمدادات النفط العالمية مؤكدا ان بلاده تدين هذا العمل بأشد العبارات.
وفي جدة دان وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات وبالإجماع استهداف معملين تابعين لشركة (أرامكو) السعودية في محافظة (بقيق) وهجرة (خريص) شرقي المملكة العربية السعودية.
جاء ذلك على هامش اجتماع منظمة التعاون الاسلامي على مستوى وزراء الخارجية الاستثنائي المنعقد بجدة والذي بحث "إعلان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة في حال اعادة انتخابه".
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين في تصريح صحفي عقب الاجتماع ان "الوزراء عبروا عن إدانتهم للحادثة الإرهابية ونوهوا بالبيانات الرسمية الصادرة من الدول الأعضاء وغير الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية التي دانت واستنكرت هذه الاعتداءات التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في السعودية والمنطقة وتستهدف إمدادات الطاقة العالمية والاقتصاد العالمي".
واعرب الوزراء عن تضامن دولهم مع السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لمواجهة الإرهاب والحفاظ على أمنها واستقرارها مشيدين بما تقوم به من دور محوري في مكافحة الإرهاب.
وطالب العثيمين الوزراء بوقفة جادة ضد هذا الاعتداء الآثم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه معتبرين أن المساس بأمن المملكة هو مساس بأمن وتماسك العالم الإسلامي.
وفي بيروت دان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاعتداء حيث نقل المكتب الإعلامي للحريري قوله "ان هذا العدوان يرتب مسؤوليات كبيرة على المجتمع الدولي لوضع حد لكل ادوات العدوان والارهاب التي تجتاح البلدان العربية وتعرض الاستقرار الاقليمي لمزيد من التخبط في صراعات متنقلة".
وأكد تضامن لبنان مع المملكة العربية السعودية وان "العدوان عليها حلقة من مسلسل يستهدف الخليج العربي والأمن الإقليمي والدولي" داعيا "الأشقاء العرب الى التضامن لدرء المخاطر التي تهدد بلداننا وتنذر بعواقب وخيمة على اكثر من صعيد".
الى أنقرة حيث قالت وزارة الخارجية التركية في بيان ان هذه الأعمال الاستفزازية قد تضر بالأمن والاستقرار في المنطقة خصوصا في الخليج العربي.
من جانبها وردا على الاتهامات الموجهة اليها نفت الحكومة العراقية ما تداولته وسائل اعلام بشأن استخدام الاراضي العراقية لمهاجمة منشآت نفطية سعودية بالطائرات المسيرة.
وذكرت الحكومة في بيان انها ملتزمة دستوريا بمنع استخدام اراضيها للعدوان على جوارها واشقائها واصدقائها وانها ستتعامل بحزم مع كل من يحاول انتهاك الدستور موضحة انها شكلت لجنة من الاطراف العراقية ذات العلاقة لمتابعة المعلومات والمستجدات مؤكدة انها "تتابع باهتمام بالغ هذه التطورات وتتضامن مع اشقائها وتعرب عن قلقها من ان التصعيد والحلول العسكرية يعقدان الاوضاع الانسانية والسياسية ويهددان الامن المشترك والامن الاقليمي والدولي".
وفي غضون ذلك ووسط مخاوف أن يؤثر الهجوم على اسعار النفط العالمية أعلن الرئيس الأمريكي انه سمح بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي عند الضرورة في أعقاب الهجوم على منشأتي النفط في السعودية.
وقال ترامب في تغريدة على (تويتر) "استنادا إلى الهجوم على المملكة العربية السعودية والذي قد يكون له تأثير على أسعار النفط سمحت بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي إذا لزم الأمر وستكون الكمية التي سيتم تحديدها كافية للحفاظ على إمدادات السوق جيدة".
وفي فيينا قال الخبير الاقتصادي النمساوي هانز غارتنير إن الاعتداء على معملين كبيرين لشركة (أرامكو) قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط في السوق.
وأضاف غارتنير أن هذه "الضربة الارهابية" قد تقلق المستهلكين وتؤدي الى ارتفاع مؤقت في الاسعار رغم وجود كميات كافية من النفط في السوق.
وأوضح أنه نظرا لاعتماد مناطق ودول في مختلف انحاء العالم لاسيما في اسيا وأوروبا بشكل كبير على صادرات النفط السعودية فان ذلك قد يدفع الى حدوث هزة في السوق ومخاوف من حدوث نقص في إمدادات الطاقة وبالتالي التسبب في ارتفاع الاسعار.
وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أكد السبت توقف عمليات الإنتاج في معامل (بقيق) و(خريص) والتي تقدر بنحو 7ر5 مليون برميل من النفط الخام (نحو 50 بالمئة) من إنتاج شركة (ارامكو) النفطية اثر الاستهداف الارهابي لمعملي الشركة. (النهاية م م ج