A+ A-

إدانات عربية ودولية واسعة للهجوم على منشأتي (أرامكو) بالسعودية

من محمد الجعبيري

(خبر موسع)

الكويت - 14 - 9 (كونا) -- موجة واسعة من التنديد العربي والدولي للهجوم الذي استهدف معملين تابعين لشركة (أرامكو) السعودية السبت وأدى إلى اندلاع حريقين تمت السيطرة عليهما ليؤكد المجتمع الدولي تضامنه الكامل مع السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وفيما أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن ان التحقيقات في الهجوم الذي استهدف معملين في محافظة (بقيق) و(هجرة خريص) جارية لمعرفة الأطراف المتورطة اعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم.
واكد المتحدث الرسمي باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في تصريح صحفي استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف "باتخاذ وتنفيذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه التهديدات الإرهابية للحفاظ على المقدرات الوطنية وكذلك أمن الطاقة العالمي وضمان استقرار الاقتصاد العالمي".
وتوالت الإدانات العربية والدولية للهجوم إذ أعربت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والجامعة العربية ومصر والكويت والإمارات والأردن واليمن والجزائر وباكستان عن ادانتهم للهجوم ووقوفهم بجانب المملكة العربية السعودية كما عبر المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث عن "قلقه الشديد" إزاء هذه الهجمات.
ومن جانبه اكد الرئيس الامريكي دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان استعداد بلاده للتعاون مع المملكة العربية السعودية في كل ما يدعم أمنها واستقرارها.
وقالت وكالة الانباء السعودية (واس) ان الرئيس الامريكي شدد على التأثير السلبي للهجمات الإرهابية التي استهدفت معملين تابعين لشركة (أرامكو) السعودية على الاقتصاد الأمريكي وكذلك الاقتصاد العالمي.
ومن جهته أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث عن قلقه البالغ إزاء الهجوم مشيرا في بيان إلى أن هذا التصعيد العسكري الذي تبنته ميليشيات الحوثي "مقلق للغاية".
ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والحرص على عدم تكرار حوادث كهذه كونها "تشكل تهديدا خطيرا على الأمن الإقليمي".
ولفت الى أن تكرار تلك الهجمات "يزيد من تعقيد الوضع الهش أصلا ويعرض العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة للخطر".
وفي لندن دانت الحكومة البريطانية الهجوم مؤكدة التزام المملكة المتحدة بدعم أمن المملكة العربية السعودية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان صحفي ان "تهديد المناطق المدنية والبنية التحتية التجارية أمر خطير واستفزازي وغير مقبول على الإطلاق" داعيا الحوثيين الى وقف مثل هذه الاعمال فورا.
عربيا اعتبرت جامعة الدول العربية هذه الهجمات تصعيدا خطيرا من قبل الحوثيين ومن يقفون وراءهم مؤكدة في بيان لها ان "تبني الميليشيات الحوثية لمثل هذه العمليات الارهابية يكشف عن أن قرارها صار مرتهنا بالكامل لطهران" مضيفة أن مثل هذه الأفعال تعكس طبيعة هذه المنظمات الارهابية التي تنفذ أجندات خارجية لا علاقة لها باليمن أو أهلها.
وأوضح البيان أن وزراء الخارجية العرب عبروا خلال اجتماعهم الأخير عن دعمهم الكامل للسعودية ودول الخليج في مواجهة أي تهديد يتعرضون له مضيفا أن المجلس الوزاري اعتمد قرارا خاصا بشأن أمن الممرات البحرية ومصادر الطاقة.
وقال ان الجامعة العربية تتضامن بشكل كامل مع المملكة العربية السعودية معتبرا أن العدوان على منشآتها النفطية مساس بالأمن القومي العربي ينبغي التصدي له مشددا على ان الجامعة تؤيد كافة الاجراءات التي تتخذها المملكة من أجل تأمين أراضيها في مواجهة هذا العدوان "الخسيس".
وفي القاهرة أكدت الخارجية المصرية في بيان تضامنها حكومة وشعبا مع حكومة وشعب السعودية ودعم الاجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضد محاولات استهدافها وفي سبيل التصدي لجميع أشكال الارهاب والعنف والتطرف.
وعلى المستوى الخليجي وصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني في تصريح صحفي الهجوم بأنه "عمل ارهابي وجبان وتهديد سافر لأمن المملكة واستقرارها ومصالحها الحيوية".
وقال إن التنظيمات الارهابية "الجبانة" دأبت على استهداف المنشآت النفطية في المملكة في محاولة منها لتعريض امدادات الطاقة العالمية للخطر لكنها لم تلق إلا الفشل الذريع وظلت المملكة العربية السعودية بدورها الاقتصادي العالمي عصية على مخططاتهم الاجرامية داعيا المجتمع الدولي الى اتخاذ موقف حازم من هذه الأعمال الارهابية الاجرامية والقوى الداعمة لها.
بدورها أعربت الكويت عن استنكارها الشديد للهجومين مؤكدة وقوفها التام إلى جانب المملكة العربية السعودية وتأييدها في كل ما من شأنه الحفاظ على أمنها وسلامة اراضيها.
وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بأن دولة الكويت وفي الوقت الذي تدين فيه وبأشد العبارات الهجوم التخريبي الذي استهدف أمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة وامدادات الطاقة العالمية لتؤكد مطالبتها المجتمع الدولي ببذل جهود مضاعفة للجم مثل هذه الاعتداءات ومنع تكرارها.
إلى ابوظبي حيث نددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتية في بيان صحفي بالعمل "الارهابي والتخريبي" واعتبرته "دليلا جديدا على سعي الجماعات الإرهابية الى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأكد البيان تضامن الامارات الكامل مع السعودية والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وأضاف ان أمن الامارات وأمن السعودية كل لا يتجزأ وان أي تهديد أو خطر تواجهه المملكة تعتبره الدولة تهديدا لمنظومة الأمن والاستقرار في الامارات.
وفي عمان أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وقوف بلاده الى جانب السعودية في التصدي لأي محاولة تستهدف أمنها واستقرارها مشددا على أن "الأمن القومي السعودي من الأمن القومي الأردني".
وقال الديوان الملكي الأردني في بيان إن ذلك جاء في اتصال هاتفي أجراه الملك عبد الله مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أعرب خلاله عن إدانته واستنكاره الشديدين إزاء "الاعتداء الجبان" الذي استهدف موقعين تابعين لشركة (أرامكو) النفطية في السعودية.
وفي السياق أكدت وزارة الخارجية اليمنية في بيان وقوف اليمن حكومة وشعبا مع السعودية ضد كل ما يمس أمنها واستقرارها وتأييده جميع الإجراءات التي تتخذها المملكة لمكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. وشدد البيان على "موقف اليمن الثابت ضد الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وصورة" مبينا أن مثل هذه الأعمال الإرهابية تشكل تهديدا خطيرا ليس فقط على المملكة وإنما على أمن واستقرار المنطقة ككل. وفي اسلام اباد ذكرت الخارجية الباكستانية في بيان أنه لا يمكن التغاضي عن مثل هذه الأعمال التي تؤدي الى تخريب الأنشطة التجارية وتعطيلها وتسبب الخوف والإرهاب معربة عن املها في عدم تكرارها نظرا إلى الأضرار التي ستسببها للمنطقة.
كما جدد البيان دعم باكستان الكامل وتضامنها مع السعودية ضد أي تهديد لأمنها وسلامتها الإقليمية. وفي الجزائر قال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي الشريف في تصريح صحفي إن "الجزائر تدين بشدة الهجمات التي تعرضت لها اليوم منشآت نفطية بمحافظة بقيق وهجرة خريص شرق المملكة العربية السعودية معربة في نفس الوقت عن "شجبها واستنكارها لكل ما من شأنه النيل من مقدرات هذا البلد الشقيق".
وفي رام الله اعتبرت الرئاسة الفلسطينية في بيان الهجوم تصعيدا خطيرا يزيد من حدة التوتر في المنطقة.
وأكدت "وقوف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني الى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات الإرهابية وعلى قدرة المملكة على الانتصار على الإرهاب والإرهابيين".
وقالت الرئاسة إنها تدعم الإجراءات السعودية كافة الهادفة للدفاع عن أراضيها وامنها واستقرارها وحماية شعبها مشددة على ان فلسطين وشعبها يحفظون للملكة مواقفها المشرفة ووقوفها الدائم مع قضية فلسطين وكافة قضايا الامتين العربية والإسلامية.
كما ادان البرلمان العربي الهجوم الذي وصفه رئيس البرلمان الدكتور مشعل السلمي في بيان بأنه "عمل ارهابي جبان" يأتي ضمن مخطط لاستهدف المنشآت الحيوية والاقتصادية والتأثير على امدادات الطاقة وأسعار النفط في السوق العالمي.
وطالب السلمي المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للتصدي لهذه الأعمال الارهابية ومحاسبة المخططين والداعمين والممولين والذين يقفون خلفها سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو دولا.
وأعرب عن ثقته التامة في قدرة السعودية على حماية منشآتها الحيوية والاقتصادية وتصديها بحزم للجماعات الارهابية مؤكدا تضامن البرلمان التام مع المملكة ودعمها في كل ما تتخذه من اجراءات لحماية منشآتها الحيوية والاقتصادية وضد كل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها.
وفي مايو الماضي جرى استهداف محطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة (أرامكو) بمحافظتي (الدوادمي) و(عفيف) بالرياض بطائرات (درون) مفخخة.
وأكدت السلطات السعودية آنذاك عدم وقوع أي إصابات في هذا الهجوم لافتة إلى أن إمدادات عملائها من النفط الخام والغاز "لم تتأثر". (النهاية) م م ج