A+ A-

الحديد البارد (المجلفن).. تقنية اقتصادية حديثة وسريعة في عالم البناء

يمتاز نظام الحديد البارد بدقة وسرعة الإنجاز
يمتاز نظام الحديد البارد بدقة وسرعة الإنجاز

من سالم المذن

(تحقيق)

الكويت - 21 - 7 (كونا) -- دخلت تقنية الحديد البارد الحديثة والمبتكرة أو مايسمى بالحديد (المجلفن) عالم التشييد والبناء عند بناء أدوار أو طوابق إضافية أو متتابعة في المنازل القديمة والشاليهات والمزارع لتميزها بسهولة التنفيذ وسرعته واختصارها الوقت ما بين 70 و 80 في المئة مقارنة بالنظام الخرساني التقليدي.
والحديد البارد نظام متكامل واقتصادي يتميز بسرعة التركيب إذ يتكون من الهيكل الحديدي ومواد التكسية ومواد العزل والتشطيبات ويمكن عبره تكسية المباني بأي مادة من مواد التشطيب وفقا للطلب.
وهذه التقنية الحديثة التي بدأت تنتشر في عمليات البناء في البلاد تمتاز أيضا بأسعارها التنافسية إذ تقل تكلفتها بنسبة 60 في المئة عن تكلفة البناء الخرساني.
وتصلح تقنية البناء بالحديد البارد لبناء أدوار إضافية في البيوت القديمة ذات الأساسات المتهالكة نوعا ما والفلل والشاليهات والمزارع والديوانيات إضافة إلى المخازن والمباني الصناعية وسكن العمال كذلك.
ويأتي هذا النظام مطابقا للمواصفات الفنية للبناء في الكويت ويتم تركيبه بلا أخطاء بشرية بسبب استخدام معدات آلية فضلا عن سرعة الإنجاز والتنفيذ التي تصل إلى 10 آلاف متر شهريا بمتانة وجودة عاليتين مع قوة التحمل للعوامل الطبيعية إضافة إلى إمكانية عزل الأصوات بين الغرف.
ويضفي الحديد البارد على المباني مميزات عدة منها العزل الحراري بدرجة عالية مما يساهم في توفير الطاقة المستخدمة فضلا عن مقاومته للحريق وقد تصل إلى أكثر من ثلاث ساعات مقارنة بالنظام التقليدي وعدا عن ميزات هذه التقنية الجديدة في توفير الجهد والوقت والسرعة عند الإنجاز فإنها تحقق أعلى متطلبات السلامة الإنشائية.
واستطلعت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد آراء بعض المتخصصين والفنيين في مجال البناء حول إيجابيات وسلبيات الحديد (المجلفن).
وقال عيسى الحجب وهو أحد المهندسين المختصين ل(كونا) إن هذا النوع من البناء يعتبر من التقنيات الحديثة التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في العديد من الدول الأوروبية والآسيوية وأخيرا في دول الخليج العربي لما يتميز به من جدوى اقتصادية ومقاومته للتغيرات المناخية كالحرارة والأمطار والغبار مع إمكان عزل الأصوات بين الجدران.
وأضاف الحجب أن هذه التقنية جديدة في البلاد ولها مميزات جعلتها بديلا مجزيا عن النظام الخرساني التقليدي من ناحية عامل الوقت والتكلفة بشأن الأدوار والطوابق الإضافية أو بناء بيوت المزارع و الشاليهات.
وتوقع انتشار هذا النوع من البناء في السنوات المقبلة خصوصا للراغبين في إضافة المزيد من الأدوار في البيوت القديمة نظرا إلى خفة وزنها وسرعة تنفيذها بأقل تكلفة.
من جانبه قال المدير التنفيذي لشركة (سبيد هاوس) لمجال التشيد والبناء المهندس حمد العنزي ل(كونا) إن نظام الحديد البارد من أجود أنواع البناء الحديثة والتي تتم عن طريق إشراف ورقابة أحدث الآلات الموجودة في المصانع وأكثرها تطورا.
وأوضح العنزي أن هذا النوع من البناء المنفذ بواسطة الآلات المتطورة يتم فيه تلافي الأخطاء البشرية والأضرار التي قد تحدث في موقع البناء كما أنه بعد مرحلة صنعها يتم تأمين عملية نقلها بشكل آمن إلى موقع البناء وتركيبها بسهولة وفي مدة زمنية قصيرة.
وأفاد بأن المباني التي يتم تشييدها بنظام الحديد البارد تكون أخف وزنا مقارنة بتلك المصنوعة من الخرسانة التقليدية مما يزيد من مقاومتها للزلازل لخفة العبء المفروض على هيكل الأبنية وقدرتها على تحمل وإستيعاب الحمولات والأوزان العالية.
وأوضح أن مراحل تشييد مباني الحديد البارد مماثلة لمرحلة تشييد المباني التقليدية المبنية من الخرسانة ففي المرحلة الأولى تجري عملية التصميم ثم إعداد المخططات المعمارية بعدها يتم تصنيع الصلب من قوالب الفولاذ (المجلفن) ذات السمك اللازم داخل المصانع.
وذكر أن سرعة إلانجاز في البناء بواسطة الحديد (المجلفن) تزيد بنسبة 80 في المئة عن نظيرتها التقليدية إضافة إلى توفيرها مانسبته مابين 30 و 45 في المئة من التكلفة الإجمالية للبناء مقارنة بالبناء التقليدي.
وعن مدى الإقبال على البناء بالحديد (المجلفن) لفت العنزي إلى أن كفاءة المنتج وسرعته وسهولته في التشطيب وقلة تكلفته مقارنة بالتقليدي جعلت الإقبال عليه كبيرا لاسيما عند تشييد المباني ضعيفة التأسيس.
وأشار إلى أن معظم المستخدمين الجدد لهذه التقنية يرغبون في إضافة طوابق وأدوار جديدة في المنازل السكنية أو الشاليهات أو المزارع أو المكاتب والمباني التجارية لما توفره تلك التقنية من سهولة في تثبيت المواد الصحية والكهرباء ومرونة في الحلول المعمارية.
لكن العنزي أوضح أن العمر الافتراضي للنظام يصل حتى 120 عاما مشيرا إلى منح ضمان للهيكل الفولاذي يتراوح ما بين 15 و 20 عاما.
من ناحيته قال فيصل عبدالغفور المدير العام لشركة (أم. جي.أو) لمجال التشييد والبناء بالطريقة الحديثة من الهياكل الفولاذية ل(كونا) إن البناء بنظام الحديد البارد يمتاز بالصلابة والمتانة والجودة العالية التي تقاوم كل المتغيرات والعوامل البيئية والطبيعية فضلا عن امتلاكه حلولا ضد الصدأ بأن يتم تلبيسه من الخارج بطبقتين من الألواح الأسمنتية.
وأضاف أن هذا النوع من البناء يمكن تشييده على أرضيات رديئة لخفة وزنه ومرونته في تقديم الحلول المعمارية والكهربائية فضلا عن قابليته لإعادة الاستخدام (التدوير) بنسبة تتجاوز 90 في المئة.
بدوره أفاد حسين عسكر وهو مقاول في إحدى الشركات الخاصة للبناء والتشييد ل(كونا) بأن نظام البناء بالحديد البارد أو (المجلفن) يعتبر مجزيا اقتصاديا في حال تم بناؤه عند إضافة أدوار جديدة في السكن الخاص ولفترة زمنية محددة وليس لبناء (بيت العمر) بأساسات واعمدة كالنظام التقليدي الخرساني.
وقال عسكر إن البناء بالنظام الخرساني يمتاز بخصائص كثيرة عن الحديد البارد فهي تأخذ شكلا صلدا متينا وشديدة المقاومة للاجهاد الناتج عن الضغط عليها إضافة إلى إمكان عزل الصوت بكفاءة عالية.
وتوقع أن يشهد البناء بالحديد (المجلفن) انتشارا أوسع لدى الشباب حديثي الزواج ذوي الميزانيات المحدودة لزيادة أدوار أخرى للقسائم الخاصة لسهولة التركيب وسرعة الإنجاز وقلة التكلفة.
من جانبه أعرب المواطن عبدالله العنزي ل (كونا) عن شعوره بالرضا بعد استخدامه تقنية البناء بالحديد البارد إذ إن النتيجة فاقت توقعاته في توسعة جزء من منزله وقد تم الإنجاز خلال فترة وجيزة مشيرا إلى عدم وجود تباين بين التوسعة والتشطيب النهائي مع المنزل الأساسي.
أما المواطن محمد وليد فقال ل(كونا) إن البناء بالحديد (المجلفن) مكنه من إضافة طابق إضافي إلى منزله بطريقة عصرية وبميزانية محدودة.
يذكر أن تشكيل الهياكل الحديدية يتم في المعمل مباشرة ثم تنقل إلى موقع البناء ويتم تركيبها بكل سهولة مع مواد التكسية ومواد العزل والتشطيبات. (النهاية) س خ م / ت ب