A+ A-

مبعوث اممي: ليبيا باتت قاب قوسين او أدنى من الانزلاق في حرب أهلية

نيويورك - 21 - 5 (كونا) -- أكد الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة انه بعد 42 يوما من المعارك حول طرابلس والتي خلفت الكثير من الموت والدمار فإن ليبيا باتت قاب قوسين أو أدنى من الانزلاق في حرب أهلية بإمكانها ان تؤدي الى تقسيم دائم للبلاد.
وقال سلامة في إحاطته خلال جلسة مجلس الامن حول الوضع في ليبيا اليوم الثلاثاء "أسفرت الاشتباكات في طرابلس عن مقتل 460 قتيلا منهم 29 مدنيا واكثر من 2400 جريح معظمهم من المدنيين فيما أُجبر أكثر من 75أالف مدني على النزوح معظمهم من النساء والأطفال بينما لايزال نحو 100 الف مدني محاصرين في مناطق المواجه".
واشار الى الأمن الذي كانت تتمتع به العاصمة طرابلس والاستقرار الذي كان ينعم به الأهالي نتيجة المسار السياسي والحماس الذي عم البلاد على أعتاب الملتقى الوطني لكنه اعرب عن الاسف من فشل العملية السياسية وتوجه المدنيين لحمل السلاح بعد الهجوم على طرابلس.
واعرب سلامة عن قلقه العميق ازاء الارتفاع الحاد في وتيرة عمليات الاختطاف والاختفاء والاعتقال التعسفي منذ بداية النزاع الحالي فقد تعرض ما لا يقل عن سبعة أشخاص من مسؤولين وموظفين للاحتجاز التعسفي أو الاختطاف في شرق ليبيا وغربها ولا تزال مصائرهم مجهولة.
ولفت الى تآكل النسيج الاجتماعي في ليبيا على نحو خطير نتيجة استمرار النزاع قائلا "ان أصوات الأطراف الداخلية والإقليمية تطغى على الأصوات التي تنادي بوقف القتال والمصالحة بين الأطراف المتحاربة مستخدمة المنصات الإعلامية كسلاح لدس أخبار زائفة وأكاذيب وأقاويل لتأجيج الكراهية".
واكد سلامة أنه لا يمكن حل الأزمة الليبية عسكريا موضحا انه "لا يمكن للعملية السياسية أن تتجاهل الحرب الدائرة الآن وكأنها لم تحدث ويتعين على الأمم المتحدة كوسيط محايد العمل على تعديل ذلك المسار بغية غلق الهوة العميقة من انعدام الثقة التي سادت".
وأضاف أن تحقيق مستقبل أفضل لليبيا لا يزال ممكنا غير أن هناك حاجة ملحة للتحرك الآن قبل أن تنتقل المعركة إلى أحياء العاصمة المكتظة بالسكان وهذا بدوره سيتطلب تحرك المجتمع الدولي بشكل منسق وفوري.
ورأى انه "ما لم تدرك الأطراف الفاعلة على الصعيدين الدولي والإقليمي بأن ليبيا ليست مجرد جائزة ينالها الأقوى بل إنها بلد يقطنه 5ر6 مليون شخص يستحقون السلام ويحق لهم اختيار طريقهم للمضي قدما بشكل جماعي فإن مستقبل ليبيا سيكون قاتما".
ودعا المبعوث الاممي الليبيين إلى وقف القتال الآن من أجل أحبائهم وبلدهم ومن أجل السلام والأمن الدوليين مطالبا مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليته في الحث على وقف القتال ودعوة الأطراف المتحاربة الى العمل مع البعثة لضمان وقف تام وشامل للأعمال العدائية والعودة الى عملية سياسية شاملة تقودها الأمم المتحدة. (النهاية) أ ص ف / ر ج