A+ A-

رئيس وزراء كوريا الجنوبية يزور الكويت 30 الجاري وسط تطور ملحوظ للعلاقات

من آمنة الشمري

(تقرير)

الكويت - 25 - 4 ( كونا ) -- وسط تطور ملحوظ للعلاقات بين البلدين تأتي زيارة رئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية لي يون للكويت المقررة خلال الفترة من 30 ابريل إلى 3 مايو والتي سيلتقي خلالها كبار المسؤولين في البلاد.
ومن المتوقع أن يبحث يون خلال الزيارة سبل تعزيز التعاون بين الكويت وكوريا الجنوبية في عدد من المشاريع المهمة وذلك تأكيدا لمتانة العلاقات بين البلدين الصديقين.
وترتبط الكويت وكوريا الجنوبية بعلاقات سياسية واقتصادية متينة يسودها الاحترام إذ اعترفت كوريا بالكويت كدولة مستقلة في ديسمبر عام 1962.
وفي الستينيات بدأت الكويت بتصدير اول شحنة نفط لمصلحة كوريا الجنوبية في حين طلبت كوريا الجنوبية في مارس 1963 اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وفي ديسمبر 1969 تم انشاء مؤسسة الانماء التجاري الكوري في الكويت وفي يوليو 1972 تأسس مكتب التمثيل التجاري الكوري بالكويت.
وفي يونيو 1979 تمت الموافقة بين البلدين على تبادل التمثيل الدبلوماسي بدرجة سفارة حيث جرى في 17 يوليو 1979 افتتاح السفارة الكورية في الكويت فيما قدم السفير الكوري في 12 مارس 1980 اوراق اعتماده لسمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح كأول سفير لبلاده بالكويت.
وكانت دولة الكويت اعتمدت في عام 1993 اول سفير كويتي مقيم في سيئول ومنذ السبعينيات ساهمت الشركات الكورية في تشييد البنية التحتية في الكويت وساهمت في اقامة الطرق السريعة وانشاء الجسور والمستشفيات ومحطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه وخلال فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات قام مئات من رجال الاعمال الكوريين بزيارة الكويت.
وتعد كوريا من اوائل الدول التي دانت الغزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990 وكان موقفها مؤيدا للكويت وعودة الشرعية الكويتية ودعمت كوريا موقفها الرافض للغزو العراقي من خلال المشاركة بارسال فريق طبي وفريق نقل جوي اثناء حرب تحرير الكويت كما انها شاركت بمبلغ نصف مليار دولار في نفقات الحرب.
وتبلغ عدد الوكالات التجارية الكورية الجنوبية العاملة في الكويت نحو 150 وكالة في وقت تزيد فيه عدد الشركات الكويتية المتعاملة مع مثيلاتها الكورية على 100 شركة غالبيتها في قطاع السيارات وقطع الغيار وتستثمر الكويت سنويا اكثر من 900 مليون دولار في كوريا الجنوبية في المجالات المالية والمصرفية ولاسيما النفطية منها.
وكانت الكويت وكوريا وقعتا في شهر اكتوبر عام 1999 على مذكرة تفاهم بشان تنمية وتطوير التعاون التجاري والصناعي بينهما بحيث يشمل تبادل الزيارات والاستفادة من التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة وزيادة التبادل الصناعي بين البلدين وان تصبح الكويت تدريجيا مركزا لصناعة التكنولوجيا المتقدمة.
ويهدف البلدان الى تعزيز وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي وتوطين صناعات تكنولوجية ذات المردود الايجابي على البلدين والمستثمرين لاسيما ان الكوريين متخصصون في بناء الطرق والمشروعات الكبيرة كالناقلات النفطية والتجارية العملاقة. كما ان غرفة تجارة وصناعة الكويت ترتبط بمذكرة تعاون مع وكالة تطوير التجارة والاستثمار الكورية في مجال التجارة والاستثمار.
وأعطت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين دفعة كبيرة للعلاقات الثنائية منها الزيارة المهمة لسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء إلى كوريا في مايو 2016.
وقام أيضا رئيس البرلمان الكوري تشانغ سيه ساي كيون بزيارة الكويت في ابريل 2017 تلبية لدعوة رسمية من رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم الذي زار كوريا في مايو 2015 وقامت في أكتوبر 2018 وزيرة الأراضي والبنية التحتية والنقل الكورية كيم هيون مي بزيارة الكويت.
وحول حجم التبادل التجاري بين البلدين فإنه يشهد تزايدا بشكل سريع وملحوظ إذ تجاوز 10 مليارات دولار في عام 2017 ويتضح عبر التعاون الثنائي الوثيق مدى قوة التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وشهدت العلاقات بين البلدين خلال السنوات القليلة الماضية قفزة نوعية من خلال التعاون في مجال بناء المدن الذكية حيث قامت مؤسسة الأراضي والإسكان الكورية LH بعمل التصميم التفصيلي لمدينة جنوب سعد العبدالله التي ستستوعب 30 ألف وحدة سكنية وتعد أول مدينة ذكية صديقة للبيئة في البلاد كما اختيرت مؤسسة إنشيون العالمية الكورية لتشغيل مبنى الركاب (T4) في مطار الكويت الدولي.
وهناك عدد من الفعاليات الثقافية التي قامت السفارة الكورية بتنظيمها واستضافتها الكويت على مدار السنوات القليلة الماضية في مجال العروض الموسيقية والثقافة الكورية وزيارة الفرق الفنية الكورية للكويت.
ويعيش حاليا نحو 2500 مواطن كوري جنوبي في الكويت عدد كبير منهم أقام فيها منذ السبعينيات ويعمل معظمهم في الشركات الإنشائية والهندسية والتجارية والطبية. (النهاية) أ ش / ي س ع