A+ A-

مؤتمر اقتصادي لبناني يشدد على أهمية دور الإصلاح في النهوض الاقتصادي

فؤاد السنيورة والدكتور بدر مال الله ورشيد درباس في افتتاح مؤتمر توفير فرص العمل للشباب اللبناني في سوق العمل المحلي والدولي والخليجي في بيروت
فؤاد السنيورة والدكتور بدر مال الله ورشيد درباس في افتتاح مؤتمر توفير فرص العمل للشباب اللبناني في سوق العمل المحلي والدولي والخليجي في بيروت
بيروت - 24 - 4 (كونا) -- شدد مؤتمر اقتصادي لبناني اليوم الاربعاء على أهمية دور الإصلاح في تحقيق النهوض الاقتصادي وتوفير فرص العمل امام الشباب اللبناني في الأسواق الخليجية والدولية.
وقال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة في كلمة القاها في افتتاح مؤتمر "توفير فرص العمل للشباب اللبناني في سوق العمل المحلي والدولي والخليجي :التحديات والحلول المستدامة" ان العالم يشهد عصر الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وعصر التطور التكنولوجي الذي تعجز قدرات المجتمعات على مواكبته مما يفرض عليها إيجاد البنى الاقتصادية التحتية والفوقية التي تسمح لمخرجات التعليم بمواجهة تحديات المرحلة.
واضاف ان "برامج الإصلاح عندما تجبر الدول عليها تصبح اكثر ايلاما وتعقيدا واكثر كلفة وعرضة للاخطاء وقد لا تكون كافية لتحقيق الازدهار كما هو حالنا في لبنان" مؤكدا ان البدء بالإصلاح من شأنه ان يفتح الفرص امام الشباب ويمكنهم من الانطلاق الى أسواق العمل الخارجي العربي والدولي.
ورأى ان "لبنان قد هدر وقتا وموارد ثمينة تراجعت فيه الأحوال الاقتصادية لكن الفرصة مازالت متاحة امامه للخروج من هذه المأزق بالعودة للقيام بتصويب البوصلة الداخلية والخارجية والمسارعة الى اعتماد الإجراءات والسياسيات الصحيحة ومنها ما يتعلق بالامور الاقتصادية لتحسين المناخات الاستثمارية وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب".
ودعا الى عدم حصر المعالجات بالأمور المالية والإدارية فقط وضرورة ان تطال الأمور السياسية معتبرا ان "الخروج من المأزق مازال ممكنا وان القسم الأكبر من الحلول بأيدي اللبنانيين قبل غيرهم".
وقال السنيورة ان "الحل يأتي بالمبادرة الى تصحيح الخلل المتفاقم بالتوازن الداخلي وذلك بالعودة الى الالتزام الفعلي باتفاق الطائف والدستور نصا وروحا والالتزام بتطبيق القوانين والالتزام بتحرير الدولة من الاختطاف الذي تمارسه عليها الدويلات واستعادة الدولة القادرة والعادلة".
كما دعا الى "العودة الى احترام مصالح لبنان واللبنانيين في علاقاتهم مع الدول العربية الشقيقة التي هي اسواقهم الطبيعية والحقيقية واستعادة الاعتبار بسياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الخلافات العربية والدولية اضافة الى العودة الى احترام التزامات لبنان العربية والدولية كما العودة الى الالتزام الكامل بمعايير الكفاءة والجدارة في تسلم المناصب الحكومية".
من جهته قال مدير عام المعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت الدكتور بدر مال الله ان "هناك علاقة مضطربة وغير متوازنة بين الدول العربية المصدرة للعمالة والدول المستوردة لها" مضيفا ان "عولمة أسواق العمل والسلع والخدمات زادت من حدة المنافسة امام الدول العربية لتأخذ حصتها في أسواق العمل للدول المستوردة للعمالة".
وذكر مال الله في كلمة مماثلة انه لتحقيق نمو اقتصادي يغذي التنمية يتطلب معالجة اربعة إشكاليات أساسية الأولى تتعلق بتحقيق الإصلاح الاقتصادي والمالي في المنطقة العربية الذي تعثر بسبب غياب قرار سياسي جريء في هذا الصدد.
واضاف ان ثاني تلك الاشكاليات تتمثل في غياب وجود منظومة عربية للتخطيط الإنمائي فعالة باستثناء الكويت وسلطنة عمان في تتعلق ثالث الاشكاليات بعدم وجود نظام تعليم فعال وحداثي حيث ماتزال نظم التعليم في المنطقة العربية من الماضي مشددا على ان "وظيفة نظام التعليم نقل المجتمع الى الحداثة لا مجرد ادخال المواطنين الى سوق العمل".
وذكر "اما الإشكالية الرابعة فتتمثل بغياب حوكمة القطاع العام على الرغم من تحقيق القطاع الخاص تقدما ملموسا في هذا الاطار" معتبرا ان "القطاع العام غير المحوكم سيبقى عبئا على التنمية".
وقال مال الله ان كل معطيات التنمية والنمو الاقتصادي يجب ان تبنى على التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية والشراكة السياسية.
من جانبه اشاد رئيس جمعية النهوض اللبناني للدراسات والتمكين (نهوض) رشيد درباس ان بالدور المهم الذي يضطلع به المعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت قائلا ان اهمية المعهد تأتي لاعتماده التخطيط وفق اعلى المعايير الدولية ويسهم في تطويرها مؤكدا ضرورة قيام التنمية على حسن الإدارة والتخطيط وعلى تأهيل الأجيال للامساك بأزمة المستقبل.
وقال درباس في كلمة خلال المؤتمر ان "المعهد العربي للتخطيط معهد كويتي رعاه سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لبصيرته وحوله سموه الى موئل للعرب".
ويشارك في مؤتمر "توفير فرص العمل للشباب اللبناني في سوق العمل المحلي والدولي والخليجي: التحديات والحلول المستدامة" الذي ينظم في بيروت لمدة يومين بدعوة من المعهد العربي للتخطيط في الكويت وجمعية (النهوض اللبناني للدراسات والتمكين) نخبة من الخبراء الكويتيين الذين سيقدمون أوراقا تتعلق بتنظيم أسواق العمل في دول الخليج والرؤية التنموية المستقبلية فيها.
ويتضمن المؤتمر جلسات تتمحور حول "سوق العمل اللبناني في الحاضر والمستقبل" و"السياسات والبرامج الإصلاحية لتحسين النمو التشغيلي لاستحداث الوظائف اللائقة امام الشباب اللبناني" و"أسواق العمل المستقبلية" تجارب وخبرات دولية وعربية رائدة".
كما سيناقش قضايا تتعلق ب"أسواق العمل الخليجية في ضوء المشاريع الناشئة والرؤى التنموية المستقبلية لدول مجلس التعاون الخليجي - اليات تدعيم التكامل بين الأسواق المصدرة والمستقبلة للعمالة" اضافة الى جلسة نقاشية تتناول المشاريع الناشئة والرؤى التنموية المستقبلية لدول مجلس التعاون الخليجي كمدخل لتدعيم دور العمالة اللبنانية في الاسواق الخليجية.
وشارك في الافتتاح حشد من الشخصيات السياسية والأكاديمية من بينهم عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي.(النهاية) ا ي ب / م ع ب