A+ A-

رئيس الوزراء الايطالي يحذر من أزمة انسانية في ليبيا بسبب التطورات

رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي في مجلس الشيوخ
رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي في مجلس الشيوخ
روما - 11 - 4 (كونا) -- أكد رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي أن التطورات الأخيرة في ليبيا "مثار قلق بالغ لبلاده ولأوروبا والمجتمع الدولي أمام مخاطر اندلاع أزمة انسانية وعودة الارهاب" مستبعدا تدفق موجات من الهجرة الى أوروبا.
وقال كونتي في افادة برلمانية أمام مجلس الشيوخ مساء اليوم الخميس ان "خطر اندلاع أزمة إنسانية في ليبيا أمر واقعي" في ظل بيانات عن "وجود أكثر من 18 ألف نازح" شردوا من منازلهم بسبب الاقتتال حول طرابلس.
وأضاف كونتي في عرضه للوضع القائم في ليبيا أن ذلك يتزامن كذلك مع "خطر ظهور بؤر جديدة للارهاب" موضحا أن حكومته "تحتفظ بدرجة عالية من اليقظة" ازاء هذا الخطر وذلك "من خلال أجهزة المخابرات".
وفيما يتعلق بالتداعيات المحتملة على تدفقات الهجرة إلى إيطاليا أو غيرها من أراضي الاتحاد الأوروبي أكد أن "المعلومات المتاحة لا تبرز في الوقت الراهن "اطار خطر وشيك".
واستعرض كونتي جهوده على الصعيد الدولي ازاء تفاقم الأزمة الليبية مشيرا الى اتصاله أمس بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي "شاركنا القلق بشأن التصعيد على الأرض ومخاطر حدوث أزمة إنسانية" واتفاقهما لمواصلة التشاور لتحديد حل مستدام للأزمة.
كما أشار رئيس الوزراء الايطالي الى أنه تبادل التقييمات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الأيام الأخيرة واتفاقهما على الضرورة العاجلة لوقف الأعمال القتالية واستئناف الحوار من أجل حل سياسي.
وأشار كذلك الى انه "ناقش الملف الليبي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في أكثر من مناسبة كان آخرها في بروكسل" وانهما على اتصال وثيق حول هدف مشترك يتمثل في السعي لتحقيق الاستقرار والتنمية في ليبيا مشددا على أن عدم استقرار ليبيا ليس في مصلحة أي بلد وأن الاختلاف حول الموضوع يبدو غير منطقي بل وغير مسموح به أساسا".
ودافع كونتي عن سياسة ايطاليا قائلا ان "تعامل ايطاليا مع أطراف الصراع "يتسق مع نهج يأخذ في الاعتبار مصالحنا الاستراتيجية ومن ثم الحاجة إلى ضمان استقرار ليبيا".
وفيما جدد رئيس الحكومة الايطالية التأكيد على أن "الحل السياسي يبقى الحل الوحيد الممكن" في ليبيا حيث لا فرصة "لاختصارات عسكرية" نبه الى أنه "لا توجد مصالح اقتصادية أو جيوسياسية يمكن أن تبرر محاولات حسم عسكرية ومخاطر اندلاع حرب أهلية" كما أن العنف ليس من مصلحة السكان ولا المجتمع الدولي ولا مصلحة إيطاليا".
وحول استمرار التواجد العسكري قال ان إيطاليا "لا تزال موجودة على الأرض اذ تعمل السفارة في طرابلس بشكل كامل حتى الآن ولم يتم اجلاء العسكريين الإيطاليين الموجودون في ليبيا الذين يتركزون أساسا لدعم أنشطة المستشفى الميداني في مصراتة وسلاح خفر السواحل الليبي".
وأضاف أن حكومته "تراقب باستمرار الظروف الأمنية" موضحا انه "طالما سمحت هذه الظروف فإننا نعتزم البقاء مع الشعب الليبي ومواصلة العمل على خط المواجهة لضمان انتقال مستدام" وأن ايطاليا "من الدول الأجنبية القليلة التي لديها مصداقية تسمح لها بالتفاعل مع جميع الجهات الفاعلة الليبية".
يذكر ان قوات المشير خليفة حفتر المتمركزة في شرق ليبيا اطلقت قبل اسبوعين عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس ودخلت في حرب مع قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا اسفرت حتى الان عن اكثر من 200 قتيلا وفق منظمة الصحة العالمية.(النهاية) م ن / م م ج