A+ A-

(العمل الدولية): النزاع والأزمات في الشرق الأوسط تسببا بارتفاع نسبة عمل الأطفال

غلاف تقرير بعنوان (عمل الاطفال في المنطقة العربية: تحليل كمي ونوعي)
غلاف تقرير بعنوان (عمل الاطفال في المنطقة العربية: تحليل كمي ونوعي)
جنيف - 20 - 3 (كونا) -- قالت منظمة العمل الدولية اليوم الاربعاء ان النزاع والأزمات في منطقة الشرق الاوسط تسببا بارتفاع نسبة عمل الاطفال في جميع انحاء المنطقة.
واضافت المنظمة في تقرير بعنوان (عمل الاطفال في المنطقة العربية: تحليل كمي ونوعي) ان معاناة الاطفال في الشرق الاوسط تشمل ايضا تورط الأطفال في النزاعات المسلحة وغيرها من الأنشطة غير المشروعة.
وشدد التقرير على ان "هناك حاجة ملحة وفورية لحماية الاطفال في المنطقة العربية سواء كان استغلالهم الخطير نتيجة لقضايا اقتصادية بحتة أو مقترنا بالنزاع والتهجير".
كما شدد التقرير على ضرورة ادراك الدول العربية ان عمل الاطفال يفرض تحديات فورية ومستقبلية ليس فقط على الاطفال انفسهم ولكن ايضا على دولهم ومجتمعاتهم وكذلك على الاقتصاد الاوسع.
واشار الى اهمية معالجة الاسباب الجذرية لقضية عمل الاطفال وتداعياتها والقضاء عليها في نهاية المطاف لاسيما أسوأ اشكالها".
واوصى التقرير الدول العربية بتحسين اطر الحوكمة لديها لا سيما من خلال مواءمة التشريعات الوطنية مع المعايير القانونية الدولية وضمان التنفيذ الفعال لقوانين ولوائح عمل الاطفال.
كما اوصى بحماية الاطفال من الضعف الاقتصادي والاجتماعي من خلال تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأسر حتى لا تلجأ الى عمل الاطفال لتوليد دخل للأسر التي يعاني فيها البالغون من الفقر والبطالة.
وشدد في هذا الصدد على ضرورة تحسين سياسات سوق العمل وتوفير الحماية الاجتماعية وتسهيل الوصول الى الخدمات الأساسية بما في ذلك برامج التعليم والتوعية.
وذكر ان "الوضع ازداد سوء على مدى السنوات العشر الماضية التي شهدت خلالها المنطقة مستويات عالية من النزاع المسلح مما ادى الى نزوح جماعي للسكان داخل البلدان وبينها".
واضاف ان اكثر من نصف الدول العربية متأثرة حاليا بالنزاعات او تدفقات اللاجئين والنازحين داخليا مثلما هو الحال في العراق والأردن ولبنان وليبيا والصومال والسودان وسوريا وتونس والضفة الغربية وقطاع غزة واليمن.
واشار الى ان "الاطفال في اجزاء من المنطقة العربية يستدرجون بشكل متزايد الى اسوأ اشكال عمل الاطفال ويتعرضون للاستغلال والاعتداء وسوء المعاملة وانتهاك الحقوق بشكل خطير ومقلق".
وبين التقرير ان "الاطفال اللاجئين والنازحين يعملون في انشطة في شتى القطاعات مع زيادة ملحوظة في العمل بالشوارع والزواج المبكر والاستغلال الجنسي التجاري".
واشار الى ان "عمل الاطفال اللاجئين والمهجرين ما هو بالاساس سوى آلية تأقلم مع الواقع تلجأ إليها اسرهم التي تواجه الفقر المدقع او يكون فيها البالغين عاطلين عن العمل".
واوضح التقرير ان نسبة تجنيد الاطفال دون سن ال15 سواء من السكان المحليين أو اللاجئين واستغلالهم من قبل الجماعات المسلحة مرتفعة لا سيما في اليمن وسوريا والعراق.
في الوقت ذاته اشار التقرير الى احتجاز مئات الاطفال في جميع انحاء المنطقة وتعرضهم للتعذيب بسبب تورطهم مع جماعات مسلحة واجبارهم على ممارسة انواع جديدة من الانشطة المرتبطة بحالات النزاع المسلح مثل التهريب وجمع النفايات والقيام بالاعمال الخاصة بالجنائز.
وصدر هذا التقرير من منظمة العمل الدولية بتكليف من جامعة الدول العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية وبالتعاون مع منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) وهو الاول الذي يقدم لمحة عامة عن خصائص واتجاهات عمل الاطفال في الدول الاعضاء بالجامعة العربية.(النهاية) ت ا / م خ