A+ A-

روسيا: محاولات فرض نماذج خارجية على الشرق الاوسط أدت إلى تقويض توازنه

موسكو - 19 - 2 (كونا) -- قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء "ان محاولات فرض نماذج خارجية للتحولات في دول الشرق الاوسط ادت الى تقويض التوازن الذي تشكل منذ عقود هناك".
واوضح لافروف في كلمة ألقاها نيابة عنه المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الاوسط وشمال افريقيا ميخائيل بوغدانوف خلال مؤتمر نظمه نادي (فالداي) حول الشرق الاوسط "ان الشرق الاوسط الذي مر بمعاناة شديدة خلال السنوات الماضية يحتل مكانا مركزيا في جدول الاعمال الدولية".
وشدد على ان الامن والاستقرار الدوليين ومستقبل دول المنطقة يعتمد على مسار التطورات الجارية هناك مضيفا "ان محاولات فرض وصفات من الخارج بما في ذلك بالقوة على المنطقة ادت الى اضعاف وتفكك دول برمتها وانتشار غير مسبوق للارهاب الدولي بالاضافة الى هجرة واسعة النطاق وتقويض حالة الوفاق بين الجماعات العرقية والدينية التي تشكلت عبر العصور".
ولفت لافروف الى ان ما يزيد الوضع تعقيدا كذلك عدم التوصل الى حل للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي.
من جانبه لفت بوغدانوف الذي يشغل كذلك منصب نائب وزير الخارجية الروسي النظر الى ان ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) يعزز مواقعه في ليبيا نافيا في الوقت ذاته وجود اي اهداف سرية تسعى روسيا لتحقيقها هناك.
واكد ان موسكو تعمل من اجل جمع الفرقاء الليبيين بهدف التوصل الى قواسم مشتركة لتحقيق التسوية في ليبيا واحلال السلام هناك.
وفيما يتعلق بالشأن العراقي ذكر المسؤول الروسي "ان الارهابيين هناك انتقلوا لتكتيك الاعمال التخريبية والرهان على اثارة النعرات بين مكونات المجتمع العراقي الاساسية" معربا عن الاسف لكون "التربة الملائمة لاثارة التوتر وعدم الاستقرار هناك مازالت قائمة على الرغم من انتهاء العملية العسكرية ضد (داعش)".
وسلط بوغدانوف الضوء على اهمية تعزيز التنسيق والجهود الخاصة بمكافحة الارهاب في اطار (مركز المعلومات) في بغداد الذي يضم ممثلين عن روسيا وايران والعراق وسوريا وكذلك تنسيق الجهود بين العراق وسوريا للقضاء على ما تبقى من "التجمعات الارهابية" في منطقة الحدود بين البلدين.
كما اشار الى وجود مخاطر لانتقال المسلحين من منطقة الشرق الاوسط الى الجمهوريات السوفياتية السابقة عبر الاراضي الافغانية محذرا من ان "الوجود الارهابي في هذه المنطقة يهدد الدول الاعضاء في منظمة معاهدة الامن المشترك التي تضم روسيا وجمهوريات سوفياتية سابقة".
واعرب بوغدانوف عن استعداد موسكو للعمل مع واشنطن في سوريا على اساس قرارات الامم المتحدة واحترام سيادة سوريا وسلامة اراضيها موضحا ان قرار مجلس الامن الدولي رقم (2254) يشكل ارضية لهذا التعاون.
وفي السياق ذاته اعرب المسؤول الروسي عن رغبة بلاده في التعاون مع تركيا على تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بالقضاء على "اوكار الارهاب" في محافظة (ادلب) السورية بأسرع وقت مبينا ان روسيا تعمل مع الاطراف الكردية بالتنسيق الكامل مع الحكومة السورية.
ولفت الى انه سبق للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والامريكي دونالد ترامب ان اتفقا على مبادئ العمل المشترك في سوريا الذي يقوم على اساس احترام سيادتها ووحدة اراضيها.
يذكر انه يشارك في اعمال المؤتمر مسؤولون وخبراء ودبلوماسيون من العديد من الدول بينهم وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان وعضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) نبيل شعث ومدير معهد الاستشراق الروسي فيتالي ناؤومكين.
وتكرس مداولات نادي (فالداي) التي تستمر على مدى يومين بمناقشة تطورات الوضع في الشرق الاوسط والتصدي "للارهاب" واعادة اعمار سوريا ومنظومة الامن في المنطقة. (النهاية) ا س / ا ب خ