A+ A-

رغم الحصار الاسرائيلي .. لا يزال مصنع ادوية في قطاع غزة قادرا على الانتاج

أطباء فلسطينييون خلال إشرافهم على تصنيع بعض الادوية بقطاع غزة
أطباء فلسطينييون خلال إشرافهم على تصنيع بعض الادوية بقطاع غزة

من وسام ابوزيد (تقرير اخباري)

غزة - 14 - 2 (كونا) -- رغم الظروف الصعبة التي يواجهها القطاع الصحي الفلسطيني وتوقف بعض المستشفيات عن استقبال المرضى بسبب انقطاع الكهرباء وقلة مئات الاصناف من الادوية اللازمة للأمراض المزمنة وعجز المستشفيات عن اجراء عمليات دقيقة يواصل الفلسطينيون تحدي الحصار الاسرائيلي وينتجون أكثر من مئة صنف من الأدوية التي تسد بعض احتياجات المرضى ووزارة الصحة الفلسطينية داخل قطاع غزة.
وعلى بعد امتار من بلدة (بيت حانون) قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة يقوم مصنع فلسطيني تابع ل(شركة الشرق الاوسط لإنتاج الادوية) ومقرها غزة بإنتاج أكثر من مئة صنف من الادوية اللازمة التي تلبي احتياجات المرضى وبعض احتياجات المستشفيات الفلسطينية في ظل ما تعانيه وزارة الصحة الفلسطينية منذ أكثر من 12 عاما من الحصار الإسرائيلي الذي اثر على كافة القطاعات الفلسطينية خاصة الصحية منها.
وفي هذا السياق قال مدير شركة الشرق الاوسط لصناعة الأدوية الدكتور مروان الاسطل لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن الشركة التي أنشئت عام 1994 بمواصفات عالمية واجهت الكثير من التحديات خلال السنوات الماضية من بينها التعرض للقصف الإسرائيلي في عام 2003 ما أدى الى إغلاقها مدة ثلاثة أشهر إضافة إلى إغلاق المعابر ومنعها من استيراد المواد الخام لصناعة الأدوية للعديد من الأمراض المزمنة أو تصدير منتجاتها إلى دول خارجية.
ورغم الصعوبات والمعوقات الإسرائيلية اكد الأسطل أن المصنع الخاص بالشركة ينتج أكثر من 100 صنف من الأدوية اللازمة للمرضى الفلسطينيين وان منتجاته تضاهي تلك العالمية في حين مازال توزيعها يقتصر حاليا على السوق المحلي فقط اضافة الى صناعة بعض الأصناف الاخرى إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
واضاف ان المصنع بدأ عمله بإنشاء خط لانتاج ستة أصناف دوائية فقط من السوائل والكبسولات في عام 1999 وفي عام 2002 تم عمل خطوط إضافية لصناعة مستحضرات التجميل وأنواع أخرى من الأدوية الخاصة بالأطفال ومرضى السكري والقلب.
واوضح ان صناعة الأدوية والأصناف الدوائية ترتفع سنويا بمعدل ستة أصناف جديدة كل عام واحيانا اكثر من ذلك خاصة بعد أن حصل على الجودة الأولى في صناعة الأدوية في فلسطين فضلا عن قيامه بتمثيل فلسطين بناء على ترشيح وزارة الصحة الفلسطينية له في (اتحاد الصناعات الدوائية) ومقره الأردن.
واشار الى ان الحصار الاسرائيلي يقف حائلا امام تصدير الشركة لمنتجاتها من الادوية الى العالم الخارجي ويمنعها من ذلك رغم محاولاتها فتح فروع لها في دول عربية كما قامت سلطات الاحتلال بمنع الشركة منذ عام 2007 من التصدير الى الضفة الغربية.
وكشف عن ان الدواء المسكن للأمراض (فولتامول) يعد الاول في فلسطين رغم كل الصعوبات والتحديات والأوضاع الصعبة وهو احد ابتكارات الشركة في حين يؤكد المسؤولون في الشركة انهم مازالوا في تطور مستمر بما لدى الأطباء الفلسطينيين من قدرة وكفاءة على ابتكار أنواع جديدة من الأدوية.
وحول المواد الخام وصعوبة استيرادها من العالم الخارجي إلى قطاع غزة أكدت مديرة المختبر في الشركة وداد القيق في تصريح مماثل ل(كونا) أن إسرائيل تعرقل دخولها الى المصنع في قطاع غزة وتمكث المواد مدة طويلة تصل إلى تسعة أشهر لوصولها بسبب إغلاق المعابر في حين تمنع دخول بعضها ما يجعل الشركة تستورد مواد خام كبيرة لتكفي عدة أشهر لضمان استمرار إنتاج الادوية.
وأضافت القيق ان استيراد المواد الخام يكلف خزائن الشركة الكثير من الأموال ويرهقها مشيرة إلى أن ذلك لا يمنعهم من الاستيراد كي يتمكنوا من إنتاج الأدوية اللازمة للمريض الفلسطيني بجودة عالية وبأسعار مناسبة.
واعربت عن شعورها بالفخر والاعتزاز كفلسطينية تعمل في مصنع يعد الأول في فلسطين وينتج أدوية ومستحضرات تجميل تضاهي المنتجات العالمية.
ويعتبر مصنع الشرق الاوسط من بين مصنعين فقط في قطاع غزة يقومان بانتاج الأدوية في حين يتم استيراد باقي الاحتياجات ومئات الاصناف من خارج قطاع غزة بسبب نقص الامكانات لتصنيعها.(النهاية) و ا ب