A+ A-

قمة بيروت الاقتصادية حققت نجاحا من خلال مبادرتي سمو أمير الكويت والرئيس اللبناني

من أيوب خداج (تقرير اخباري)

بيروت - 24 - 1 (كونا) -- شكلت مبادرة سمو امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بإنشاء صندوق للاستثمار في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي عاملا اضفى حيوية على اعمال قمة بيروت الاقتصادية التي عقدت اخيرا فيما أعطت مبادرة الرئيس اللبناني ميشال عون بتأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية دفعة امل للدول والشعوب العربية المتضررة من الحروب والنزاعات.
واعتبرت جامعة الدول العربية ان القمة حققت نجاحا برز من خلال المبادرتين وحثت الدول العربية على تنفيذ القرارات المتخذة لاسيما انها تمحورت حول الاستثمار في الانسان ومنح القطاع الخاص الأهمية المطلوبة لإشراكه في التنمية.
ورأت الجامعة انه يسجل للبنان النجاح في التنظيم والاستضافة واستقبال الوفود وتوفير الأمن للمشاركين رغم الصعوبات التي يعانيها والتجاذبات السياسية التي يشهدها.
ونجح لبنان في تنظيم القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت في بيروت قبل أيام على المستويين الأمني لجهة التدابير والإجراءات المحكمة والإعلامي لجهة توفير المستلزمات للصحافيين وسرعة تأمين التغطية المطلوبة لوقائع الاجتماعات.
ورغم ان مستوى التمثيل في القمة لم يكن رفيعا فان مسؤولي جامعة الدول العربية اكدوا في تصريحات عديدة ان مقياس نجاح القمة يكمن في قراراتها والمشاريع التي يتفق عليها.
وتمكن لبنان في القمة من تسليط الضوء على قضية مركزية بالنسبة له وهي مسألة اللاجئين بجعل البيان الختامي للقمة يتمحور حول ازمة النازحين واللاجئين ودعوة المجتمع الدولي الى وضع "كل الامكانيات المتاحة لايجاد الحلول الجذرية والناجعة ومضاعفة الجهود الدولية الجماعية لتعزيز الظروف المؤاتية لعودة النازحين واللاجئين الى اوطانهم بما ينسجم مع الشرعية الدولية ذات الصلة ويكفل احترام سيادة الدول المضيفة وقوانينها النافذة".
وجاء البيان الختامي ليؤكد اعتبار ازمة النازحين واللاجئين الحالية في دول العالم العربي اسوأ كارثة انسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية تتحمل المنطقة العبء الأكبر منها لجهة استضافة العدد الأكبر من النازحين واللاجئين ولجهة المساهمة في تقديم تمويل المساعدات الإنسانية اللازمة لهم من خلال مؤتمرات المانحين المختلفة.
وإعلاميا قد يكون مستوى التمثيل أدى الى عدم الاستحواذ على الاهتمام الإعلامي الواسع عربيا وعالميا الا ان ذلك لا يلغي التنظيم المتميز والتعاطي الجيد من قبل المنظمين مع الاعلام وتوفير الخدمات المطلوبة لهم.
ولفت الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبوالغيط في المؤتمر الصحافي في ختام القمة الى "دقة التنظيم وحسن الضيافة" معتبرا ان "هذه القمة هي قمة المواطن العربي لأنها تمكن المجتمعات والدول العربية وتضع الجميع في مسار خدمة المواطن بشكل مباشر ليس فيه مسائل سياسية او نقاط خلافية".
ومن جانبه اعتبر الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان مجرد إقامة القمة في لبنان يمثل اعترافا عربيا بان الامن مستتب وهذا الامر يخدم الاقتصاد الذي يتأثر الى حد بعيد بالاستقرار والامن.
ورغم وصفه مبادرة الرئيس عون بإنشاء مصرف عربي لإعادة الاعمار والتنمية ب"المهمة" الا انه قال ان تحقيقها "مرهون بالاتفاقات السياسية وهذا امر غير مضمون في ظل غياب اتفاق واضح لإعادة اعمار سوريا".
بينما اعتبر عجاقة ان مبادرة سمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ومساهمة الكويت ب50 مليون دولار وكذلك قطر بنفس المبلغ "هو من اكثر الاهداف العملية والتي يمكن الاستفادة منها مباشرة لتوفر الاموال بتأمين نصف قيمة الصندوق البالغ رأس ماله 200 مليون دولار".
ولفت الى ان القرارات الأخرى التي اتخذتها القمة والتي تتعلق بالمرأة والطفل والشباب تستلزم خطوات عملية ومشاريع تنموية حقيقية لترجمتها عمليا.
وبدوره قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت الدكتور عماد سلامة ل (كونا) ان لبنان كان لديه هدفان اساسيان الأول نجاح تنظيم اللقاء والحصول من خلاله على دعم عربي لاستقراره المالي والثاني اعتماده "منصة لإعادة اعمار سوريا".
وقال سلامة ان لبنان "نجح في التنظيم لكن الدعم المالي لم يأت الا من جهة واحدة ما افقده المظلة العربية الجامعة اما بالنسبة لإعمار سوريا ومساعدة اللاجئين والنازحين فقد نجح لبنان بطرحه مشروعا يهم كل العرب بإنشاء مصرف للإعمار".
وأضاف ان "نجاح فكرة المصرف المذكور متعلق بتبلور الحل السياسي في المنطقة كما ان تحول لبنان الى منصة لإعادة اعمار سوريا يعتمد على قدرة لبنان على تشكيل حكومة قادرة على طرح نفسها كوسيط بين هذه الدول" معتبرا ان "لبنان بإمكانه تحقيق ذلك". (النهاية) ا ي ب