A+ A-

فن (الفيلوغرافيا) في تركيا يستقطب الأيادي الناعمة رغم خشونته

إحدى لوحات فن (الفيلوغرافيا) للفنان بهادر تشيل
إحدى لوحات فن (الفيلوغرافيا) للفنان بهادر تشيل

من رضا سردار

(تقرير)

أنقرة - 26 - 12 (كونا) -- يعد فن (الفيلوغرافيا) من الفنون الحرفية التي تتطلب عملا شاقا باستخدام أدوات النجارة مثل المطرقة والمسامير مع الأسلاك لتشكيل لوحة فنية جميلة الا انه اصبح يلقى رواجا لدى الكثير من المهتمين لاسيما النساء.
ويعرف فن (الفيلوغرافيا) بأنه عملية ادخال وربط وترتيب الأسلاك والخيوط من خلال المسامير المثبتة على اللوح الخشبي بعد الرسم بنقوش معينة وزخرفة الشعارات أو أشكال الزهور أو الشخصيات على اللوح بشكل ابداعي وفني متقن والتي تكسب اللوحة منظرا جميلا.
وفي هذا السياق قالت عضوة هيئة الفنون والثقافة في بلدية (بورصة) الكبرى الفنانة نورفر غنتش لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاربعاء أنها بدأت ممارسة هذا الفن منذ 7 أعوام ولديها مجموعة من الأعمال في فن (الفيلوغرافيا).
وأضافت انها شاركت في فعاليات ثقافية واجتماعية داخل تركيا وخارجها مع منظمات المجتمع المدني بالتعاون مع الهيئة بهدف التعريف والاعلان عن فن (الفيلوغرافيا). وحول نشأة الفن أوضحت غنتش أنه ولد في الشرق الأوسط وانتشر في الشرق بعيدا عن اوروبا معتبرة ان فكرة وانطباع الآخرين عن صعوبة اجراء هذا النوع من الفنون اليدوية التي تتطلب الجهد الكبير قد تتلاشى قريبا.
وأشارت الى ان هذا الفن أطلق عليه أيضا اسم (الحرفية) بسبب تصفيف وترتيب ونقش الرسومات المختلفة على اللوح الخشبي.
وبينت أنه بسبب صعوبة اتقان هذا الفن المتناسي فقد تم إحياؤه من جديد في مطلع خمسينيات القرن الماضي على يد الفنان صائم دويرلماز الذي بدأ بإنشاء المراكز التعليمية التي خرجت العديد من الفنانين بعد ان شاهد لوحة (الفيلوغرافيا) في مجلة أجنبية خارج تركيا.
وأكدت ان النساء يمارسن فن (الفيلوغرافيا) اكثر من الرجال مبينة أنها تعلمت هذه الحرفة في (بورصة) على يد الفنانة كبرى قايا وهي إحدى طالبات دويرلماز. وشرحت غنتش تفاصيل اعداد اللوحة التي تتطلب توفير اللوح المكون من الخشب الطبيعي بحجم سماكة لا يقل عن 12 ميليمترا مع تحضير الأرضية المناسبة للعمل والتي غالبا ما يستخدم فيها القماش الغليظ أو الأقمشة الجلدية المدبوغة أو الأقمشة الأخرى المطبوعة.
وأضافت ان المسامير التي تستخدم تكون غير قابلة للصدأ ويتم تثبيتها بصورة دقيقة ومنظمة على أوراق الرسم بعد ذلك يتم سحب الورق وتبقى المسامير مثبتة حسب الشكل المطلوب ومن ثم يتم ربط الأسلاك أو الخيوط حولها بشكل متناسق ومنظم بترتيب معين.
وبينت غنتش ان عمل اللوحة يستغرق وقتا طويلا في تحضير ارضية الالواح وعمل الاطار وحجم اللوحة مضيفة ان لوحات فن (الفيلوغرافيا) غالبا ما تعلق في البيوت والمكاتب والفنادق ومراكز التسوق وتقدم كهدايا في حين يطلب أصحاب المحلات والمراكز تشكيل شعاراتها على اللوحات.
وأعربت غنتش عن الاسف لعدم وجود جمعية في تركيا تضم فناني (الفيلوغرافيا) مع ان جميع المدن والبلدات التركية تحتوي على مجاميع تهتم بهذه الحرفة الجميلة لافتة الى مشاركاتها في (مهرجان بورصة للثقافة والفنون) على مدى 4 أعوام وفي معارض ومسابقات عديدة.
وعزت أسباب عدم حصول هذه الحرفة على الدعم الكافي من المؤسسات الرسمية لعدم ادراجها ضمن الحرف التراثية معربة عن اعتقادها بأن فن (الفيلوغرافيا) سينتشر إذا تم التعريف عنه بشكل مكثف وبصورة صحيحة وتشجيع الآخرين على ممارسته ما يسهم في حصول هذه الحرفة على المكانة التي تليق بها.
من جانبه قال الفنان بهادر تشيل في تصريح مماثل ل(كونا) انه تعلم هذا الفن منذ ثلاثة أعوام مضيفا ان تعلقه بفنون الأعمال اليدوية ساهم في تطوير قدراته من خلال ممارسة فن (الفيلوغرافيا).
واكد ان فن (الفيلوغرافيا) يعتمد غالبا على الخط لاسيما الخط العربي وفنونه الكثيرة وأنواعه المختلفة.
واعتبر تشيل ان هذا الفن يمنح النفس الصبر والهدوء مشيرا الى ان بعض المؤسسات تحفز موظفيها على ممارسة هذه الحرفة من أجل الراحة النفسية وتعلم الصبر.
وأعرب عن اعتقاده بأن فن (الفيلوغرافيا) الذي انتشر في الآونة الأخيرة في تركيا انحدر من جذور شرقية ويعد نظيرا لفن الطرق أو السلاسل أو فن (السترينغ) في الغرب.
واوضح تشيل أنه يستخدم في هذه الحرفة المسامير والقماش والأسلاك المعدنية والأصباغ الملونة والمطرقة والألواح والمثقب والمخيط.
وذكر ان انجاز بعض اللوحات قد يستغرق اسبوعا كاملا او شهرين كاملين وان سعر اللوحة يختلف باختلاف الحجم والشكل وحسب نوعية اللوحة ومدى الجهد والوقت المبذول فيها.(النهاية) ر س / م خ