A+ A-

(جاذبية).. معرض تشكيلي قطري يحاول فك غموض العالم بمشاعر لونية فياضة

جانب من اللوحات المعروضة
جانب من اللوحات المعروضة

من شهد كمال

الكويت - 16 - 12 (كونا) -- بالطبع تختلف مشاهد الحياة وفهما بين شخص وآخر وكل يراها من زاويته الخاصة وبعيدا عن صعوبة أو مشقة تفسير هذا العالم يبقى المحك الأساس هو معنى وجدوى الغوص في متاهاته وأبعاده والتعبير عن ذلك بشتى الطرق ومنها الفن التشكيلي.
فالفنانة التشكيلية القطرية أمل العاثم لها خلاصة تدور حول فك غموض هذا العالم مختطة في ذلك بريشة ومشاعر لونية فياضة سردا عن حكاية الجاذبية الكونية بمداراتها لتغوص في أعماقها الثرية وبلوحات احتضنها معرضها (جاذبية) ازدانت به اليوم الأحد جدران قاعة الفنون بضاحية عبدالله السالم تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وأسمت العاثم كما تقول لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) كل عمل من أعمالها ال 38 في المعرض (يونيفيرسال) بمعنى عالم "إذ جاء المسمى والأفكار من المرآة السماوية التي تنعكس على العرض لأن العوالم والكون وكل ما يحدث يترك أثره على الأشخاص وينعكس عليهم".
ولم تغفل عن الإشارة إلى تفاعلها مع القضايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية وكل ما يؤثر عليها كإنسانة بما تحمله من مشاعر وطبيعة بشرية فلوحات (جاذبية) المعروضة مرت بفترة ضغوط شتى لكنها تؤكد من بين رسائلها على وحدة البيت الخليجي.
وتحاول العاثم في أعمالها بسط نفوذ اللون وتناثراته البديعة لتمزج بين الألوان الحارة والباردة في فراغ شاسع لتوضح الحزن والفرح وامتزاج المشاعر وتداخل العوالم في منهج التجريد الجمالي والأسلوب التنفيذي لهذه الأفكار المليئة بالأمل والجماليات ولحظات التفاؤل المصاحبة لرصد هذه الوقفات الإنسانية التأثيرية في فنون التشكيل.
وتبقى الإضاءة عنصرا جميلا في لوحاتها إذ تكسب الفراغات عناصر ذات بعد صوفي ورغم لغة الإسقاط الفني التي تسعى الفنانة إلى إثراء لوحاتها بها فإن فنية الفكر والوجود موجودان داخل وفوق سطوح اللوحات يمنحان عنصر القوة الفنية لأعمالها التي تحاكي لغة الثبات الجمالي في الواقع الإنساني المحيط بها.
ومما لا شك فيه أن الأعمال تؤدي دورها كمؤثر فني لما تحمله من تنوعات فكرية ولونية وحالات فنية متنوعة بأسلوب مبتكر وإدخال العناصر والتفاصيل داخل هذه اللوحات منحها قوة التأثير والتحريض على التأمل والمشاهدة.
وتتركز العناصر العامة لأعمال العاثم الفنية حول جاذبية تاريخية بلون هوية خاصة تتخطى فضاء العمل مما عكس مجتمعا أكثر رحابة متجليا في مدار أكثر اتساعا.
ويبقى القول إن إبداع الفنانة التشكيلية القطرية أمل العاثم يسكن روح المرأة ويتردد بين جنباتها الروحية فهي تستخدم فرشاتها لتحفر عميقا في باطن الإشكاليات الفنية تعبر عنها من خلال الألوان والخطوط وتظهر هويتها الفنية على كل أعمالها. وكان للكويت بكل ما تعنيه إشادة خاصة من العاثم كما المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبدورها في دعم الفن والفنانين سواء في الكويت أو خارجها والحرص على التبادل الفني والثقافي خصوصا أن العاثم خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت.
في المقابل رحب الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الدكتور بدر الدويش في تصريح مماثل بالمشاركة الخليجية في الكويت من خلال المعارض والمهرجانات المختلفة.
وقال الدويش إنه في نظام العولمة "علينا في المجلس الوطني للثقافة مواكبة هذا العالم والاستفادة من خبرات الغير من خلال المعارض التي تعزز التعاون بين الفنانين وتبادل الخبرات واغتنام الفرص للالتقاء بالنخب الثقافية باختصاصاتهم المختلفة ومنهم الفنانون التشكيليون. (النهاية) ش ه د / ت ب