A+ A-

اختصاصيون كويتيون بمرض السكري: الأدوية الحديثة تسهم في الحد من انتشار المرض المتسارع

اخصائية جراحة القدم السكرية والجروح الدكتورة سلمى خريبط
اخصائية جراحة القدم السكرية والجروح الدكتورة سلمى خريبط

من محمد الكندري

الكويت - 13 - 11 (كونا) -- أعرب مسؤولون صحيون واختصاصيون كويتيون بمرض السكري عن الامل في أن تساعد الأدوية الحديثة على الحد من انتشار هذا المرض المتسارع في البلاد مشددين في الوقت ذاته على أهمية الوقاية منه لاسيما في المراحل العمرية المبكرة.
وحذر هؤلاء الاختصاصيون الصحيون في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي لمرض السكري الذي يصادف يوم غد الأربعاء من مغبة اهمال المرض الذي تبلغ نسبة الإصابة به في الكويت نحو 19 في المئة مشيرين الى اخطاره الكبيرة على حياة المصابين به والذين يبلغ عددهم نحو 400 الف من الكويتيين والمقيمين.
وفي هذا السياق اكد الوكيل المساعد لشؤون الرقابة الدوائية والغذائية في وزارة الصحة الكويتية الدكتور عبدالله البدر ل (كونا) حرص الوزارة على توفير أفضل الأدوية الحديثة لعلاج مرض السكري وذلك تماشيا مع اطلاقها في السوق العالمي.
وقال ان"البلاد شهدت حديثا طفرة في علاجات السكري حيث تم ترخيص وتسجيل ادوية بيولوجية حديثة وادوية يتم حقنها مرة واحدة بالاسبوع مما يجنب المرضى الحقن اليومي إضافة الى توفير انواع الانسولين المطورة وادوية تستطيع التحكم بشكل افضل في السكري بنوعيه الاول والثاني".
وأوضح البدر ان مرض السكري يعتبر من الامراض المزمنة التي تتطلب تلقي المريض العلاج بشكل منتظم ولفترات طويلة مبينا انه من هذا المنطلق يأتي دور وزارة الصحة في تخفيض اسعار ادوية السكري لوصول الدواء للمريض بسعر مناسب وجودة عالية.
وأفاد ان الرقابة الدوائية بالكويت تعتبر صمام الامان لدواء آمن وفعال حيث تتم إجراءات الرقابة على جميع شحنات الادوية الواردة وتحليلها للتأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات العالمية ومتابعة سلامة الدواء بعد التسويق.
من جانبه قال استشاري أمراض الباطنية والسكري ورئيس وحدة السكري في المستشفى الأميري واستشاري أمراض السكري في معهد دسمان للسكري الدكتور عبدالنبي العطار ل(كونا) ان هناك اكثر من 400 مليون نسمة مصابون بهذا المرض في العالم.
واوضح ان نسبة انتشار هذا المرض تبلغ حاليا في الكويت نحو 19 في المئة أي ان هناك نحو 400 الف مريض من الكويتيين والمقيمين مشيرا الى تكلفة علاج المرض الكبيرة الامر الذي يشكل عبئا على المجتمع والدولة.
وقال "اننا ننظر لمريض السكري على أنه مشروع لأمراض أخرى مصاحبة له في حال الإهمال حيث يزداد احتمال الإصابة بنوبات القلب والجلطات الدماغية وتصلب الشرايين والفشل الكلوي".
وأشاد العطار بمستوى العلاج والرعاية للمصابين بمرض السكري في الكويت مشددا على ضرورة الوقاية منه خاصة وان مرض السكري من النوع الثاني الذي يعد الاكثر انتشارا بين الاشخاص يعد قابل للوقاية منه بنسبة قد تصل الى 60 في المئة.
وفي معرض اشارته الى اهم طرق الوقاية من هذا المرض لفت العطار الى ضرورة تبني التوجيهات الصحية العالمية المتمثلة بمزاولة رياضة المشي يوميا لمدة نصف ساعة وإنقاص الوزن الزائد 7 في المئة او اكثر وتناول الأغذية السليمة المليئة بالألياف فضلا عن دور الأسرة في وقاية أفرادها لاسيما الأطفال وصغار السن.
وشدد على ضرورة اجراء فحص ومسح مبكرين لتفادي الإصابة بمرض السكري ناصحا كل من بلغ 40 عاما بأن يجري فحصا سنويا مرة واحدة للكشف عن الاصابة بالمرض من عدمها واتباع النصائح والارشادات والاجراءات المطلوبة.
وأشار الى تقدم الأبحاث وطرق العلاج الخاصة بالسكري في العالم وطرح طرق علاج جديدة مبينا في الوقت ذاته اهتمام وزارة الصحة الكويتية بمرض السكري وحرصها على توفير الأطباء والأدوية المناسبة.
بدورها كشفت الرئيس التنفيذي للقطاع الطبي بمعهد دسمان واستشاري غدد صماء وسكر وتغذية الدكتورة اباء العزيري ل(كونا) أن الدراسات الاخيرة التي اجراها المعهد بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة بينت أن معدلات انتشار مرحلة ما قبل السكري بين المواطنين الكويتيين من الجنسين من الفئة العمرية ما بين 18 – 69 عاما قد بلغت 4ر19 بالمئة في حين بلغت معدلات انتشار السكري لدى الفئة العمرية ذاتها لدى المواطنين من الجنسين نحو 8ر18 بالمئة.
وعن أحدث الطرق الوقائية والعلاجية لمواجهة مرض السكري قالت العزيري إن محاولات الباحثين في عالم الطب تعددت لإيجاد طرق من شأنها علاج السكر ولكنها الى الآن لم تصل إلى علاج نهائي بهذا الشأن موضحة أن معهد دسمان للسكري وقع اتفاقية حقوق برنامج (DAFNE) البريطاني الذي يعد البرنامج التعليمي الأول من نوعه في الوطن العربي لتعليم المصابين بالنوع الأول من السكري كيفية التعايش مع المرض وتغيير جرعات الأنسولين حسب كمية الكربوهيدرات المتناولة.
وبينت أن هذا البرنامج أثبت فاعليته حيث انخفضت حالات دخول المستشفى للمصابين بالمرض بعد انتهائهم من البرنامج ومعرفة التحكم فيه في مختلف الحالات.
وأكدت أن العديد من الأبحاث الحديثة أظهرت أن غالبية المصابين بالمرض هم من المصابين بالنوع الثاني من السكري اذ أظهرت العديد من الأبحاث الحديثة ارتباطه الوثيق بنمط الحياة اليومية وبالتالي فان نسبة امكانية تفادي الإصابة بالنوع الثاني السكري تصل الى 58 بالمئة وذلك عبر تغيير نمط الحياة اليومي.
واضافت ان معهد دسمان للسكري راي أهمية البحث في هذا الشأن عبر إجراء دراسة واسعة النطاق على المصابين حديثا بالنوع الثاني من السكري أو ممن مضى على اصابتهم أقل من 3 سنوات للوصول الى طرق التعافي من خلال تغيير نمط الحياة اليومي.
ودعت جميع المصابين بالسكر إلى توخي الحذر وعدم الانجراف وراء الرسائل المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة بخصوص إيجاد حل نهائي للسكري.

من ناحيته اكد اختصاصي أول غدد صماء في مستشفى مبارك الدكتور ثامر العيسى ل(كونا) أن الكويت تعد من الدول ذات نسب الاصابة العالية وانتشار مرض السكر بين أفراد المجتمع اذ تحتل مركزا متقدما في معدل الإصابة السنوي لمرض السكر من النوع الأول والذي يصيب الأطفال والصغار بالعمر موضحا ان الكويت الثانية عالميا بعد فنلندا في هذا المعدل وفقا لاحصائيات الاتحاد الدولي للسكري لعام 2017.
   وأعلن العيسى أن معدل انتشار مرض السكر لدى الأفراد ما بين سن 20 الى 79 سنة بحسب هذه الإحصائيات وهو في الأغلب مرض السكر النوع الثاني ويصيب عادة الكبار في العمر مع وجود تاريخ عائلي للمرض والسمنة وقلة الحركة وزيادة استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي بالنشويات والسكريات قائلا ان هذا المرض ينتشر في الكويت بنسبة 16 في المئة في حين تتقدم المملكة العربية السعودية على الكويت بأعلى نسبة انتشار للمرض بنسبة 7ر17 فالإمارات العربية المتحدة بنسبة 3ر17 فقطر فالبحرين بنسبة 5ر16 لكلاهما ويلي الكويت سلطنة عمان بنسبة 6ر12 بالمئة.
   وقال إن "نسبة انتشار المرض في الكويت خصوصا النوع الثاني منه هي الاعلى لدى السيدات مقارنة بالرجال" مشيرا في هذا الصدد الى "بحث نشرته مجلة علمية عالمية في عام 2013 يبين ان هناك لكل 100 حالة مرض بالسكري في الكويت 43 حالة اصابة بين الرجال و57 حالة اصابة مابين السيدات".
   واشار الى أن دول مجلس التعاون الخليجي تأتي في المراكز المتقدمة لأول عشرة دول في منطقة الشرق الأوسط من حيث نسبة انتشار مرض السكر للفئة العمرية مابين سن 20 الى 79 عام وهو في الأغلب مرض السكر النوع الثاني اذ تحتل الكويت المرتبة ال 6 بحسب ايضا احصائيات الاتحاد الدولي للسكري لعام 2017.
   وحول طرق العلاج والوقاية من المرض قال العيسى أن السكر من النوع الأول يرتكز على إبر الانسولين تحديدا بسبب نوع المرض اذ ان المصابين بالنوع الاول يصبحون غير قادرين على انتاج هرمون الانسولين المهم في ضبط معدل السكر في الدم لافتا الى "وجود تطورات مهمة في أنواع الانسولين منها الانواع الاقل عرضة لهبوط السكر علاوة على التكنولوجيا الحديثة لمضخات الانسولين والتي تعمل على توصيل الانسولين الى الجسم بالضخ المستمر وبدون الحاجة الى الإبر".
   وبين ان مرض السكر من النوع الثاني له العديد من العلاجات المتوفرة وغالبيتها عبارة عن أقراص تعمل بطرق مختلفة لخفض نسب السكر عند المرضى والأحدث منها لها فوائد واضحة لحفظ صحة القلب والكلى كما ان هناك علاجات متطورة عن طريق الحقن اليومية او الأسبوعية وهي مواد دوائية مختلفة عن الانسولين تساعد على ضبط السكر وأيضا لها فوائد أخرى كخفض الوزن والحفاظ على صحة القلب والكلى.
   من جانبه قال رئيس رابطة السمنة الكويتية الدكتور يوسف بوعباس ان لمرض السكري من النوع الثاني ارتباط وثيق بمرض السمنة بنسبة تصل إلى أكثر من 90 في المئة كسبب رئيسي لهذا النوع من السكر مضيفا انه بسبب إنتشار مرض السمنة فى الكويت فإن نسبة الاصابة بالسكري عند الكبار تصل إلى مابين 20-25 في المئة عند الرجال والنساء.
   وأضاف بوعباس ل(كونا) ان الاخطر من ذلك أن هذا النوع من السكري بدأ يظهر في المجتمع الكويتي عند المراهقين لاسيما فى سن مابين 15-20 عام حيث نادرا ما كان يظهر هذا المرض من النوع الثاني لديهم بل كان النوع الاول هو السائد مضيفا ان النوع الثاني اصبح منتشرا بشكل يؤدي إلى القلق على صحة المجتمع الكويتي في المستقبل.
   وحذر من أن ظهور السكري من النوع الثاني لدى هذه الفئة يؤدي بشكل سريع إلى مضاعفات خطيرة لاسيما خلال السنوات الخمس الاولى من ظهور المرض كونه يصبح شرسا عند ظهوره فى هذا العمر من خلال تأثيره على الكلى والعيون والاعصاب والقلب مما يستدعي بذل الجهود لمنع انتشار هذا الداء الخطير.
   من جهته قال استشاري الجراحة العامة وجراحات السمنة في مستشفى جابر الأحمد للقوات المسلحة الدكتور عبدالله المليفي ان الكويت تاتي في المرتبة ال 6 عالميا والاولى خليجيا في الإصابة بمرض السكري مضيفا ان حوالي ربع سكانها يعانون من داء السكر و مضاعفاته.
   وأضاف المليفي ل(كونا) ان عمليات السمنة تعد من افضل الحلول لداء السكري من النوع الثاني حيث تبلغ نسبة الشفاء من المرض حوالي 75 في المئة بعد العملية بينما يتم لدى ال 25 في المئة المتبقية تخفيض جرعهم الدوائية.
   وأوضح انه للحصول على افضل النتائج يجب على المريض ان يجري العملية خلال 5 سنوات من اكتشاف مرض السكري مما قد يعطي فرصة للشفاء التام من المرض مستقبلا.
   من جانبها قالت اخصائية جراحة القدم السكرية والجروح الدكتورة سلمى خريبط ان عدد الحالات التي راجعت العيادة وتعاني من تقرحات القدم السكرية مابين الكويتيين خلال الفترة مابين عامي 2015-2016 بلغت 71 في المئة عند الذكور في حين بلغت عند الاناث 29 في المئة.
   وأضافت خريبط ل(كونا) ان إجمالي عدد حالات تقرحات القدم السكرية مابين عامي 2015-2016 في مستشفى مبارك بلغ 12 ألف حالة منها 62 في المئة للرجال و32 في المئة للنساء.
   واشارت الى المخاطر المصاحبة لاعتلال القدم السكرية ومنها الاعتلال العصبي المحيطي وتلف الأعصاب وفقدان الإحساس في القدمين والساقين وانخفاض او قصور الدورة الدموية إلى القدمين.
   وأوضحت ان الخبر السار هو أنه بالامكان تجنب العديد من مشاكل القدم الرئيسية وذلك بالحفاظ على أفضل نسبة للجلوكوز في الدم وبالأخص السكر التجسسي بمعدل أقل من 6ر5 في المئة ومراقبة ضغط الدم وارتداء أحذية ذات خاصية لمرضى السكري أو أحذية ناعمة في جميع الأوقات باستثناء النوم أو الاستحمام.
   ودعت الى معالجة المشاكل وإصابات القدم الصغيرة في وقت مبكر لان ذلك هو أفضل وسيلة لمنع تلك المضاعفات الكبرى والإلتهابات الخطرة مضيفة انه يتم سنويا تطوير منتجات وأساليب جديدة لعلاج مشاكل القدم المرتبطة بالسكري.
   يذكر ان الاتحاد الدولي للسكري وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية حدد يوم 14 نوفمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي للسكري بهدف نشر الوعي بهذا المرض من حيث معدلات الإصابة به وكيفية الوقاية منه.
   وقد تم اختيار هذا اليوم ليكون متزامنا مع ذكرى ميلاد الدكتور فريدريك بانتين تقديرا لجهوده مع الدكتور تشارلز بيست في اكتشاف مادة الانسولين التي ساعدت الكثير من مرضى السكري في البقاء على قيد الحياة. (النهاية)

   م ع ك / ا ع س