A+ A-

الصين تعفي دولا أفريقية من ديون مستحقة في نهاية عام 2018

من عبدالله بوقس كوالالمبور - 3 - 9 (كونا) -- قررت السلطات الصينية إعفاء دول افريقية محددة من سداد ديون حكومية مستحقة في نهاية 2018 وذلك لتطمين شركائها الافارقة وسط مخاوف من أجندة النفوذ الصيني في القارة السمراء وشكوك بعض الدول النامية من الوقوع في "فخ الديون".
وقال الرئيس الصيني شي جين بينج اليوم الاثنين خلال أعمال منتدى التعاون الصيني-الأفريقي المنعقد في بكين أن الاعفاء سيشمل الدول الأفريقية الأقل تقدما والمثقلة بالديون والفقيرة والتي ليس لها سواحل والدول الجزرية الصغيرة التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين.
ودعا جين بينج إلى "بناء مجتمع صيني-أفريقي ذي مستقبل مشترك يتحمل المسؤولية المشتركة ويسعى للتعاون المربح للجميع".
وأشار إلى إن الصين ستنفذ 50 مشروعا بشأن التنمية الخضراء وحماية البيئة في أفريقيا مع التركيز على مكافحة تغير المناخ والتصحر وحماية الحياة البرية متعهدا بأن حكومته ستنشئ صندوقا للسلام والأمن مع الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية إلى الاتحاد الأفريقي.
وتبدي بعض الدول الإفريقية وبعض الدول النامية وكذلك الغربية مخاوف من توسع النفوذ الصيني في أفريقيا وآسيا من خلال مشاريع مبادرة (الحزام والطريق) الصينية في أنحاء كثيرة من العالم وربطها بطموح بكين في تشكيل قوة عظمى.
ففي الأشهر الأخيرة واجهت بكين انتقادات بشأن ممارساتها المتعلقة بالديون من دول مثل أستراليا والهند وماليزيا حيث حذر رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد من "نسخة جديدة من الاستعمار" خلال زيارته لبكين الشهر الماضي بعد تعليق مشروع صيني للسكك الحديدية في ماليزيا.
وبهذا الصدد قال مدير معهد الدراسات الصينية بماليزيا الدكتور بيتر شانغ لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) انه على الصين أن تطمئن شركاءها الأفارقة بشأن تلك المخاوف مع الأخذ بالاعتبار احتياجات البلدان الأفريقية.
وأفاد شانغ أن العلاقات الصينية-الافريقية تطورت منذ الألفية الجديدة من خلال "القوة الاقتصادية الناعمة" حيث قدمت الصين منحا وقروض ميسرة لدول افريقية ورفعت من حجم التجارة إضافة إلى إقامتها لعدد كبير من المشاريع الاستثمارية في البنية التحتية للدول الافريقية.
وأفاد أنه مع انتشار مشاريع واستثمارت مبادرة الحزام والطريق في القارة الإفريقية كان من المتوقع إعلان الرئيس الصيني مزيدا من الدعم والتقدم في مبادرته حيث أعلن اليوم عن تقديم مساعدات بقيمة 60 مليون دولار للدول الافريقية.
وأكد أن الصين ستقوم باستثمار مشاريعها في أفريقيا بشكل استراتيجي وذكي مع تعهدها الكامل في تنمية القارة الافريقية وتغليب لغة المصلحة المتبادلة والاحترام والمساواة دون التدخل في الشؤون الداخلية الافريقية.
وقال "على من الرغم من تأكيد الصين في الشراكة العادلة لكن الأفارقة يجب أن يتأكدوا من جدية الفوائد والمنافع في أي تعاون مع الصين" مضيفا أنه على الأفارقة أيضا دراسة جميع جوانب المشاريع والصفقات المقدمة من الصين ومفاوضتها بشكل يعود بالنفع لدول افريقيا.
وتسعى الصين التي تبرز كقوة اقتصادية عظمى إلى تحفيز بقية الدول النامية على رؤية بكين الكبرى من خلال القوة الاقتصادية الناعمة رغم مخاوف وشكوك بعض الدول من وقوعها في فخ الديون لاسيما الدول الافريقية.
وفي هذا الإطار قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يونغ "حتى الآن لم تشكك أي دولة أفريقية من خطر الوقوع في الديون بسبب التعاون مع الصين" مضيفة "على العكس من ذلك فإن العديد من الزعماء الأفارقة يثنون على التعاون مع الصين في مجال الاستثمار والتمويل".
ووفقا لاستطلاع (بيو) العالمي فقد كانت مواقف الدول الإفريقية وكذلك الأوروبية والأمريكية اللاتينية وبعض دول آسيا أكثر إيجابية عن الصين من خلال اتخاذها خطوات مهمة خلال السنوات الأخيرة في بناء قوتها الاقتصادية الناعمة في العالم.
فيما كشفت دراسة أجراها مركز (التنمية العالمية) وهي مؤسسة فكرية أمريكية "مخاوف جدية" بشأن استدامة الديون السيادية في ثماني دول آسيوية وأوروبية وأفريقية تتلقى أموال من مشاريع مبادرة (الحزام والطريق).
وقدمت الصين إلى القارة الإفريقية قروضا بقيمة 126 مليار دولار خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2016 فيما تسعى بكين إلى رفع حجم التبادل التجاري مع افريقيا إلى 400 مليار دولار ورفع حجم الاستثمارات في دول افريقيا إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020.(النهاية) ع ا ب / ا م م