A+ A-

قمة الكوريتين الثالثة تاريخيا والأولى على أراضي الجنوب تعقد غدا وسط مؤشرات إيجابية

من ميوكو اشيغامي

(تقرير اخباري)

طوكيو - 26 - 4 (كونا) -- يعقد زعيما كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية غدا الجمعة قمة مهمة جدا بينهما تعتبر أول محادثات رسمية بين البلدين منذ أكثر من 10 سنوات.
وستعقد القمة بين رئيس كوريا الجنوبية (مون جي إن) وزعيم كوريا الشمالية (كيم جونغ أون) في الطرف الجنوبي لقرية (بامونجوم) وهي قرية الهدنة بين البلدين وتقع في المنطقة العسكرية التي تفصل بين البلدين.
ومن المتوقع أن تعقب هذا الحدث قمة ثانية بنفس الأهمية أو ربما أكثر ستجمع الزعيم الكوري الشمالي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقد تعقد في شهر مايو أو أوائل شهر يونيو.
وزادت القمتان المرتقبتان من حجم التوقعات بأن يناقش المسؤولون الثلاثة مسألة إخلاء كوريا الشمالية من الاسلحة النووية لا سيما بعد أن أعلنت بيونغ يانغ في 21 أبريل الجاري أنها قررت تعليق كافة التجارب النووية والبالستية والاغلاق الفوري لمنشأة نووية بارزة.
وجاء قرار بيونغ يانغ خلال اجتماع عقده الزعيم كيم مع أعضاء اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم لكنه لم يوضح ما إذا كان القرار يصل الى حد تسليم كوريا الشمالية أسلحتها النووية الحالية.
ومهما يكن حجم الاعلان الكوري الشمالي فانه لقي ترحيب الرئيسين الأمريكي والكوري الجنوبي.
وبالعودة الى القمة بين الكوريتين غدا فانه منذ يوم الجمعة الماضي تم إنشاء خط ساخن مباشر بين رئيسي البلدين وهو الأول من نوعه الذي يربط بين هذين الزعيمين المتنازعين منذ خمسينيات القرن الماضي وهو ما يعني أن هذا الخط قد يخفف من حدة التوترات بينهما ويقضي على احتمال حصول أي صدام عسكري تتسبب فيه الحسابات الخاطئة أو سوء التفاهم.
ولا تزال سيؤول وبيونغ يانغ تقنيا في حالة حرب رغم عدم وجود معارك منذ انتهاء الحرب الكورية الاهلية (1950 - 1953) والتي قاتلت خلالها الولايات المتحدة والأمم المتحدة الى جانب كوريا الجنوبية للدفاع عنها من غزو نفذته كوريا الشمالية بدعم من الصين والاتحاد السوفييتي السابق.
وخلفت الحرب نحو أربعة ملايين قتيل وانتهت باتفاق هدنة وليس اتفاق سلام ما أدى الى نشوء منطقة على الحدود بين البلدين فيها وجود عسكري مكثف ومحصن جدا.
ومنذ ذلك الحين وقع العديد من الاعتداءات والاشتباكات بين الجانبين ومن أبرزها الحادث الذي وقع في مارس 2010 عندما غرقت سفينة حربية كورية جنوبية في البحر الأصفر نتيجة هجوم بطوربيد أطلقته غواصة كورية الشمالية ما أدى الى مقتل 46 بحارا.
وفي نوفمبر 2010 أيضا شنت بيونغ يانغ هجوما بالقذائف على جزيرة كورية جنوبية حدودية في البحر الأصفر ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين.
إضافة الى ذلك كررت كوريا الشمالية إجراء تجاربها النووية والبالستية المستفزة خلال العام الماضي ما ساهم في إضفاء التوتر على العلاقة بين الجانبين وأشعل حربا كلامية بين ترامب وكيم.
إلا ان التوتر تراجع بشكل كبير منذ ذلك الحين في وقت قدم كيم عرضا نادرا للجنوب في خطابه خلال رأس السنة الميلادية عندما طرح رغبة كوريا الشمالية بالمشاركة في دورة الألعاب الشتوية التي أقيمت في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية من 9 الى 25 فبراير وأرسل شقيقته لتمثيله فيها فنقلت خلال الزيارة العرض بعقد قمة الغد.
وكانت الكوريتان عقدتا قمتين سابقتين عامي 2000 و2007 وكلاهما في بيونغ يانغ وركزتا على تعزيز العلاقات الثنائية فيما ستكون قمة الغد الأولى التي تعقد على أراضي كوريا الجنوبية ما يعني أن قدوم كيم يجعله أول زعيم كوري شمالي يزور أراضي الجنوب منذ أكثر من 60 عاما.(النهاية) م ك / ر ج حرره: روجيه زياده