A+ A-

فرنسا تعود الى حقبة الارهاب "تحت راية الجهاد"

من مريم الزنكي

باريس - 23 - 3 (كونا) - عادت فرنسا من جديد لتعيش حقبة من الارهاب الذي يأتي تحت " راية الجهاد" على الرغم من حالة الطوارئ المفروضة في البلاد.
فمنذ بداية عام 2015 أودى الإرهاب بحياة مئات الاشخاص في فرنسا إلا ان موجة العنف تباطأت في نهاية عام 2016 واحبطت السلطات الفرنسية العديد من المخططات الارهابية. ويرجح الخبراء تغلغل " الارهاب المعاصر" في فرنسا للعديد من الاسباب ابرزها وجود بيئة خصبة في سجونها لزرع الفكر الجهادي المتطرف.
وسجنت الاستخبارات الفرنسية العديد من المتطرفين البارزين الذين وجدوا فرصة جديدة للارشاد وتبادل الافكار في ضوء السجون المكتظة مما أدى إلى وقوع حوادث مرتبطة بالجهاد.
كما ان الأحكام التي تصدر في فرنسا في قضايا الإرهاب عادة ما تنحصر على بضع سنوات فقط ليخرج المتطرف من السجون الى تخطيط جديد . ففي الحادث الاخير الذي تعرضت له فرنسا اليوم تشتبه السلطات بان منفذ الهجوم وهو مغربي في الثلاثين من عمره كان تحت مراقبة السلطات الفرنسية.
كما ترتبط الهجمات الإرهابية تقريبا بأشخاص من أصول عربية وذلك يعود في التحليل النفسي الى توتر في الهوية والانتماء بين هوية الدولة الأصل والهوية الأوروبية ليصبح فريسة سهلة للتجنيد الإرهابي.
وتتسبب المشاعر المتذبذبه بين الانتماء الأوروبي وعدم تكافؤ الفرص كونه ينحدر من أصول غير أوربية في التوتر النفسي الذي يجعله هدفا للخلايا المتطرفة.
ولمواجهة هذا الامر افتتحت الحكومة الفرنسية مراكز لإعادة تأهيل أصحاب الفكر الراديكالي في إطار سعيها لمحاربة الإرهاب الذي يتوالد داخل البلاد.
الا ان هذه المراكز واجهت انتقادات لاذعة من شخصيات بارزة مثل عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري فيليب باس الذي اعتبر تلك الخطوة "مهزلة بكل المقاييس".
وقال معارضو المراكز ان برنامج إعادة التأهيل صمم على عجل من دون دراسة وافية مما يعكس مناخا سيئا لإعادة تأهيل أصحاب الفكر المتطرف.
ويقول خبير الاستخبارات الفرنسي ومدير مركز تحليل الإرهاب بباريس جين تشارلز بريسارد في تصريحات صحفية انه "من المستحيل إعادة تأهيل أصحاب الفكر الراديكالي ومن الافضل أن نقوم بإجراءات وقائية لا أن تحاول تغيير ما في عقول الناس".
وتتصدر قضايا الأمن القومي وخطاب الإسلاموفوبيا الذي تبناه اليمين المتطرف الفرنسي الجدل السياسي في فرنسا.
وكانت مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان تشن هجوما لاذعا على منافسها المنتصر إيمانويل ماكرون واصفة إياه "بالضعيف" في مواجهة الإرهاب "الإسلامي".
واكدت لوبان مرارا انه "لا يملك أي مشروع لحماية الشعب الفرنسي من الإسلاميين المتطرفين".
ان الإرهاب الجديد في فرنسا ارهاب متشابك انتقالي تصعب مواجهته من دون معالجة البنية الاجتماعية الحاضنة التي أنتجته.
ولا تزال التحديات امام فرنسا هائلة فهناك الجهاديون الذين يغادرون العراق وسوريا بعد الهزائم التي لحقت بتنظيم (داعش) وكذلك إطلاق سراح جهاديين من السجون في البلاد مما يزيد من التهديد الداخلي.
وشهدت فرنسا اليوم الجمعة هجمات مسلحة واحتجاز رهائن في متجر جنوبي البلاد ما اسفر عن قتل نحو اربعة اشخاص من بينهم منفذ الهجوم واصابة اخرين.(النهاية) م ج ز