A+ A-

تناقضات الاقطاب الدولية وسبل مكافحة الارهاب في صدارة اعمال مؤتمر ميونيخ للأمن

ميونيخ - 18 - 2 (كونا) -- تصدرت ملفات امنية وعسكرية عدة ابرزها العلاقات المتوترة بين الدول وهواجس اندلاع مواجهة عسكرية نووية اضافة الى جهود محاربة الارهاب الدولي اعمال الدروة ال54 من مؤتمر ميونيخ للأمن.
ففي اليوم الاول للمؤتمر الذي تستضيفه عاصمة ولاية (بافاريا) في فبراير من كل عام ركزت وزيرتا الدفاع الألمانية اورسولا فون دير لاين والفرنسية فلورانس بارلي على ضرورة مضي دول الاتحاد الاوروبي قدما في تأسيس قوة عسكرية اوروبية موحدة وتعزيز التعاون العسكري الاوروبي.
وناشدت وزير الدفاع الفرنسية حكومات الدول الاوروبية بزيادة استثماراتها في مجال الدفاع قائلة "ان التحول الذي تشهده السياسة العسكرية الامريكية تدعو الاوروبيين الى ضرورة الاعتماد على الذات في مواجهة التحديات الامنية الجديدة".
من جانبها طالبت وزيرة الدفاع الألمانية بتطوير "ثقافة عسكرية اوروبية موحدة" قائلة "بالطبع نريد ان نحافظ على علاقاتنا العسكرية مع الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي (ناتو) ولكننا نريد ان نكون جاهزين ايضا للدفاع عن انفسنا".
واكدت اهمية التنمية في حل النزاعات والتوصل لحلول للحروب موجهة انتقادات للرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي يركز وفقا للوزيرة الألمانية في سياسته على الحلول العسكرية. والقى الامين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ كلمة رحب فيها بالخطط الألمانية الفرنسية الا انه حذر في نفس الوقت من تأثيرات سلبية لتعزيز التعاون العسكري بين الدول الاوروبية على اداء الحلف.
وشهد اليوم الاول من المؤتمر القاء الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش كلمة ناشد فيها دول العالم الى تعزيز الجهود من اجل محاربة الارهاب الدولي وتقديم المساعدات من اجل تمكين المنظمات الدولية على صعيد مساعدة اللاجئين وايوائهم.
واوضح غوتيريش ان الحلول العسكرية لوحدها لا تكفي لمواجهة الازمات والارهاب مناشدا الحكومات المختلفة بالمزج بين الحلول العسكرية وتقديم المساعدات التنموية التي تساعد على محاربة جذور الازمات.
وفي اليوم الثاني من اعمال المؤتمر القى كل من رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشار النمساوي سيباستيان كورتس ووزير الخارجية الألماتي سيغمار غابرييل خطابات ركزوا فيها على الاوضاع في الاتحاد الاوروبي والعلاقات مع الولايات المتحدة.
وركزت رئيسة الوزراء البريطانية على تبعات خروج بلادها من الاتحاد الاوروبي (بريكست) لاسيما على الصعيدين الامني والعسكري حيث اكدت ان بلادها "ستبقى بعد الخروج من الاتحاد الاوروبي على علاقة وثيقة مع الاتحاد الاوروبي".
اما يونكر فقد طالب الدول الاوروبية بتحمل مسؤولياتها على الصعيد الدولي قائلا "الظروف والتحديات الدولية الجديدة تحتم علينا ان نكون قادرين على تحمل المسؤوليات".
من جانبه طالب المستشار النمساوي كورتس في كلمته الى حل ما بات يعرف ب "ازمة اللجوء" حيث قال "ان ذلك يتطلب تشديد الرقابة على الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي وعدم منح عصابات الاتجار بالبشر الحق في تقرير من يسمح له باللجوء او الهجرة الى الاتحاد الاوروبي".
وتطرق وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل في كلمته الى الوضع في شمال سوريا دون ذكر الولايات المتحدة وتركيا بالاسم قائلا "هناك خطر حقيقي من نشوب حرب في شمال سوريا حتى بين شركائنا في حلف شمال الاطلسي". كما شهد اليوم الثاني لقاء بين رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم ونظيره العراقي حيدر العبادي حيث بحث الجانبان العلاقات الثنائية والازمة السورية وملفات الامن والطاقة والنفط.
واشاد العبادي في كلمة له بالانتصارات التي حققها الجيش العراقي على ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) موضحا "ان العراق تمكن اخيرا من دحر مقاتلي التنظيم واستعادة السيطرة على اراضيه من التنظيم العراقي".
وناشد الدول الغربية بمواصلة دعم جيش بلاده ومواصلة تسليحة من اجل ان يبقى قادرا على مواجهة خطر الارهاب مطالبا الدول العربية كذلك بتعزيز التعاون الامني من اجل التصدي للاخطار التي يشكلها الارهاب على بلاده وجميع دول المنطقة.
اما رئيس الوزراء التركي فقد استغل المؤتمر من اجل الطمأنة بخصوص مستقبل العلاقات بين بلاده من جهة وألمانيا والاتحاد الاوروبي من جهة اخرى.
وجاءت كلمة المسؤول التركي في اليوم الثاني من المؤتمر وهو اليوم الذي شهد اعلان الحكومة الألمانية عن اطلاق السلطات التركية سراح صحفي ألماني قضى اكثر من عام في السجون التركية بتهمة الترويج للإرهاب.
واوضح ان التحسن الذي تشهده العلاقات بين بلاده و ألمانيا "يسمح الان بتبادل الزيارات على اعلى المستويات" مؤكدا ان الرئيس التركي رجب طيب اوردوغان سيقوم فور تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة بزيارة الى العاصمة برلين حيث سيلتقي المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.
اما اليوم الثالث والاخير فقد تميز بخطابين وحلقتي نقاش الاول القى الاول منها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والثاني نظيره الايراني محمد جواد ظريف.
واتهم الجبير الحكومة الايرانية بمواصلة "تصدير" الثورة الايرانية الى دول المنطقة قائلا "ايران لا تتوقف عن تصدير ثورة الخميني الى دول الجوار ولا عن دعم حزب الله اللبناني الذي يعد اكبر تنظيم ارهابي في المنطقة ولا عن تدبير اعمال ارهابية في السعودية والبحرين ودول اخرى".
اما وزير الخارجية الايراني ظريف فقد اعتبر خطابا القاه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في اليوم الثالث من المؤتمر ب "السيرك الهزلي".
وخاطب ظريف المشاركين في حلقة النقاش بالقول ان خطاب نتانياهو الذي هدد فيه ايران برد عنيف اذا واصلت اطلاق الصواريخ على اسرائيل من سوريا بالقول "لقد توفرت لكم الفرصة صباح اليوم بسماع سيرك هزلي لا يستحق حتى الرد عليه".
واختتم (مؤتمر ميونيخ للأمن) في دورته ال 54 اليوم الاحد اعماله حيث شارك على مدى ثلاثة ايام وفقا لمصادر المؤتمر 30 رئيس دولة وحكومة و 100 وزير خارجية ودفاع من جميع انحاء العالم بغرض تنسيق المواقف الدولية لمواجهة التحديات الامنية التي يواجهها العالم.(النهاية) ع ن ج / س ع م