A+ A-

نائب الرئيس العراقي يشيد بقدرة الكويت وحكمتها في معالجة "العقد السياسية الكبيرة"

نائب الرئيس العراقي الدكتور اياد علاوي مستقبلا الوفد الكويتي الاعلامي
نائب الرئيس العراقي الدكتور اياد علاوي مستقبلا الوفد الكويتي الاعلامي

من فواز اسميران

بغداد - 24 - 1 (كونا) -- اشاد نائب الرئيس العراقي الدكتور اياد علاوي بقدرة الكويت وحكمتها في معالجة "العقد السياسية الكبيرة" قائلا انها "رغم صغر حجمها فإن لها مكانة معنوية في المنطقة والعالم".
جاء ذلك خلال لقائه يوم امس الثلاثاء بالوفد الاعلامي الكويتي الذي يزور العاصمة العراقية بغداد حاليا.
واعرب علاوي عن شكره لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح "الرجل الحكيم والعروبي والوطني" على دعمه الدائم للعراق وحنكته في معالجة القضايا العربية.
واشاد بحكمة القيادة السياسية الكويتية في سعيها الدائم لحل الخلاف والنزاع العربي مشددا على ضرورة تقدير تضحيات وجهود الكويت من قبل الدول العربية في محاولاتها الدائمة لرأب الصدع وتجاوز الخلافات "فدعوة الكويت لمؤتمر اعمار العراق هي دعوة لإعادة الوئام العربي".
وبالنسبة لما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) قال علاوي انه "من الخطأ اعتبار انه انتهى اذ ان المعركة مازالت مستمرة ولكن طرق المواجهة ستتغير عبر المواجهة الاستخباراتية والعمليات النوعية للقضاء على الارهاب ووحدة المجتمع وتحصينه من الافكار المتطرفة".
واوضح ان تلك الافكار جاءت بسبب المحاصصات الطائفية والتجاوزات على بعض شرائح المجتمع والسياسات التي بنيت على ردود الفعل غير المقبولة.
واعرب علاوي عن اسفه لان الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالعراق ليست في المسار السليم مضيفا ان العراق غني برجاله وثرواته لكن امواله بددت لعدم ادراك مخططات العمل السليم وغياب الادارة اللازمة وانتشار الفساد لغياب المحاسبة والرقابة والتشريعات الرادعة.
وقال ان ذلك "النهج السلبي جاء لوجود المحاصصة الطائفية وهو مالا نؤمن به" داعيا الى التصدي للتدخلات الخارجية وايجاد الحل من الداخل.
وحول توقعه لشكل التركيبة السياسية بعد الانتخابات التشريعية المقرر عقدها في شهر مايو المقبل قال علاوي ان التوقع صعب اذ ان الانتخابات قد لا تجري في بيئة نزيهة وواضحة لوجود العديد من العوامل التي تحول دون نجاحها.
واشار الى صعوبة الامر في ظل وجود ما يصل الى ثلاثة ملايين نازح اضافة الى وجود المناطق غير المسموح بدخولها ووجود ميليشيات مسلحة وانتشار الطائفية وتشكيل مفوضية الانتخابات الذي يعتمد على مفهوم المحاصصة ووجود مشكلات مع اقليم كردستان مشددا على ضرورة وجود ضوابط لتحقيق جزء من النزاهة فالبيئة الحالية غير صحية وهو ما اشار اليه خلال لقائه بمساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية الأسبوع الحالي.
وقال علاوي ان قرار مجلس النواب العراقي بإشراف القضاء على مفوضية الانتخابات امر مهم لانه قد يساهم في تخفيف الانحرافات التي تمارس خلال العملية الانتخابية.
واوضح ان دعوته الى ان تجرى الانتخابات التشريعية في مجلس النواب بالتزامن مع اجراء انتخابات مجلس المحافظات امر مهم لضمان مشاركة اكبر عدد ممكن من المواطنين اذ ان انتخابات مجالس المحافظات مهمة نظرا لما تقدمه من خدمات.
ودعا الى تشكيل لجنة ثلاثية تضم موفدا من الامم المتحدة والمجلس الاعلى للقضاء ومجلس النواب العراقي لبحث الدور الرقابي في الانتخابات.
ورجح علاوي الا تكون الانتخابات التشريعية المقبلة معبرة عن ارادة الشعب العراقي مضيفا انها ستكون مؤشرا للانتخابات التي ستليها والتي يأمل ان تكون معبرة فعلا عن ارادة الشعب العراقي.
وقال انه لا يتوقع تغييرا كبيرا في الانتخابات المقبلة بالرغم من تراجع الخطاب السياسي الطائفي وزيادة المطالبات بالدعوة الى وحدة الصف والمجتمع.
وافاد بأن اجراء الانتخابات في تلك الظروف ظاهرة غير صحية لكن لا يوجد طريق اخر فطريق الاصلاح يتحقق في انتخابات لابد ان يتحقق فيها القدر الاكبر من النزاهة مضيفا انه بالرغم من تغيير المزاج العام فإنه لا يتوقع اقبالا كبيرا على الانتخابات المقبلة لاسيما اذا جاءت منفصلة عن انتخابات مجالس المحافظات.
وفي سياق متصل اعرب علاوي عن أسفه ازاء حالة التفكك التي يعيشها العالم العربي بشكل ادى الى تراجع القضية الفلسطينية كمحور مهم في مسار العمل العربي معتبرا ان التفرقة العربية لن تؤدي الى نتائج فلابد للعرب من ادراك ما هو مطلوب منهم مستقبلا.
واستنكر علاوي ما قام به النظام العراقي السابق في غزوه للكويت واصفا اياه "بالمغامرة اللعينة" وهو ما "رفضناه وتصدينا له جميعا".
وقال ان تراجع دوري الجناحين العراقي والمصري وغيابهما عن المسرح السياسي ادى الى تراجع الدور العربي منوها بدور الاعلام الكويتي الريادي في حث العرب على تجاوز خلافاتهم لإعادة الروح العربية الى الطريق المنشود.
ودعا علاوي الى عقد قمة عربية لإعادة التضامن المفقود تقترن بعقد مؤتمر امن اقليمي بحضور تركيا وايران لأنه "امر مهم" مناشدا الجميع احترام السيادة وعدم القبول بأي من مظاهر التطرف والارهاب.
ويلتقي الوفد الإعلامي الكويتي الذي يزور العاصمة العراقية بغداد عددا من المسؤولين الحكوميين ورؤساء الاحزاب السياسية للنظر في مؤتمر اعادة اعمار العراق الذي ستستضيفه دولة الكويت في منتصف شهر فبراير المقبل.
ويضم الوفد الكويتي كلا من أمين سر جمعية الصحافيين الكويتية منسق الزيارة عدنان الراشد ونائب المدير العام لقطاع التحرير رئيس تحرير وكالة الانباء الكويتية (كونا) سعد العلي والوكيل المساعد للاعلام الخارجي في وزارة الإعلام الكويتي فيصل المتلقم ورئيس تحرير جريدة النهار الدكتور عماد بوخمسين.
كما يضم رئيس تحرير جريدة (كويت تايمز) عبدالرحمن العليان ومن ديوان رئيس الوزراء حسن الصايغ وممثل جريدة (الجريدة) ابراهيم المليفي وممثل جريدة (القبس) ابراهيم السعيدي وممثل جريدة (الشاهد) محمد العجمي وممثل جريدة (الراي) وليد الهولان والمحرر ب (كونا) فواز اسميران والمصور ب (كونا) مصطفى البدر ومن إدارة الاعلام العربي في قطاع الاعلام الخارجي طلال المشيطي.
ومن المقرر أن ينعقد مؤتمر إعادة إعمار العراق في الفترة من 12 الى 14 فبراير المقبل بمشاركة عدد من الدول المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية وسيكون برئاسة خمس جهات هي الاتحاد الاوروبي والعراق والكويت والأمم المتحدة والبنك الدولي. (النهاية) ف ن / خ ن ع