A+ A-

السلطات الامنية السودانية تفرق احتجاجات ضد الغلاء لليوم الثاني على التوالي

الخرطوم - 17 - 1 (كونا) -- فرقت السلطات الامنية في السودان لليوم الثاني على التوالي احتجاجات سلمية ضد الأوضاع الاقتصادية في السودان واعتقلت قيادات بحزب الأمة القومي وعدد من المتظاهرين.
وقال القيادي في تحالف المعارضة محمد ضياء الدين في مؤتمر صحفي ان "المعارضة وحدت جبهتها وستواصل التظاهرات حتى تجبر الحكومة على التنحي بشكل نهائي".
من جانبه قال حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان في بيان انه غير منزعج من الإحتجاجات التي تشهدها الخرطوم للتنديد بغلاء الأسعار وذلك في أول تعليق له.
وأضاف رئيس مجلس شورى الحزب كبشور كوكو في مؤتمر صحفي اليوم الاربعاء ان المظاهرات السلمية حق دستوري وتعبير سياسي "ليس فيه ما يزعج الحزب" مستدركا "إلا أن تكون هناك انفلات واعتداء على ممتلكات الدولة والممتلكات الخاصة".
وتصدت الشرطة وقوات الأمن السودانية لمئات المتظاهرين الذين خرجوا أمس واليوم بدعوة من المعارضة للتنديد بالغلاء وارتفاع الأسعار.
وهتف المتظاهرون الذي ساروا نحو ساحة في وسط أم درمان الضاحية الغربية للعاصمة اليوم الأربعاء "لا لا للجوع.. لا لا للغلاء".
وتأتي تظاهرة الاربعاء تلبية لدعوة حزب الأمة المعارض بعدما خرجت احتجاجات مشابهة قبل يوم قرب القصر الرئاسي في الخرطوم بناء على دعوة أطلقها الحزب الشيوعي.
واعتقلت السلطات عشرات السياسين والناشطين بينهم زعيم الحزب الشيوعي محمد الخطيب ورئيس حزب المؤتمر السوداني ونائب رئيس حزب الأمة القومي المعارض وآخرين.
الى ذلك أكد 16 حزبا ومنظمة مدنية في بيان تأييدها لخطوات توحيد كلمة القوى السياسية من خلال اصطفاف يحقق تيارا وطنيا عريضا ومفتوحا من أجل تحقيق مطالب الشعب في الحرية والأمن والعيش الكريم.
ودعت هذه الكيانات في بيان الأربعاء الحكومة للكف عن مطاردة المتظاهرين وقمع الحريات وأكدت تمسكها مع بقية القوى السياسية في مناهضة الموازنة الجديدة التي أجازتها الأجهزة التشريعية.
من جهتها دعت السفارة الأميركية رعاياها في الخرطوم لتجنب أماكن الاحتجاجات.
وبدأت نذر احتجاجات متفرقة في العاصمة السودانية وعدد من الولايات غضبا على موجة غلاء طاحن اجتاحت الأسواق في أعقاب تنفيذ الموازنة الجديدة للدولة وأسفرت عن مقتل طالب بمدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور.
ومنذ مطلع العام شهدت الاسواق ارتفاعا كبيرا في الاسعار بعد ان صادق البرلمان السوداني نهاية العام الماضي على موازنة العام 2018 فيما ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية من الخبز والسكر والزيت واللبن المجفف بنحو 100 في المئة.
ويعاني الاقتصاد السوداني منذ انفصال جنوب السودان عام 2011 آخذا معه 75 في المئة من إنتاج النفط الذي كان حجمه 470 ألف برميل يوميا إضافة إلى عقود من العقوبات الاقتصادية الأميركية.(النهاية) م م م / ا م م