A+ A-

رسام وباحث كويتيان: (بانوراما الكويت الثانية) تجسد مدينة الكويت الثانية والسور الثاني

الفنان التشكيلي والباحث في مجال الفنون والتاريخ أسعد بوناشي والباحث التاريخي وعضو جمعية المؤرخين الكويتية
الفنان التشكيلي والباحث في مجال الفنون والتاريخ أسعد بوناشي والباحث التاريخي وعضو جمعية المؤرخين الكويتية
انقرة - 22 - 12 (كونا) -- قال فنان تشكيلي وباحث تاريخي كويتيان اليوم الجمعة إن لوحة (بانوراما الكويت الثانية) التي هما بصدد وضع اللمسات الاخيرة عليها تجسد مدينة الكويت الثانية والسور الثاني في عام 1860.
جاء ذلك في لقاء للفنان التشكيلي والباحث في مجال الفنون والتاريخ اسعد بوناشي والباحث التاريخي وعضو جمعية المؤرخين الكويتية بشار خليفوه مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش مشاركتهما في معرض (الانسان والحكمة في الخلق) الذي تنظمه سفارة دولة الكويت في العاصمة التركية انقرة.
وقال بوناشي إن "فكرة (بانوراما الكويت الثانية) أطلق عليها الثانية لأنها تتعلق بالسور الثاني حيث بدأنا بدراسة واخراج مدينة الكويت في ظل الصعوبات التي واجهناها لعدم وجود مصادر ثابتة وصور واضحة للمدينة عام 1860".
واضاف انه قام والباحث خليفوه بجمع المصادر الشحيحة والمتعلقة بالمدينة الى جانب الاستعانة بمجموعة من الخرائط القديمة المتوفرة في مركز البحوث والدراسات الكويتية وبمساعدة مجموعة من المكتبات والمؤرخين الكويتيين لتنفيذ العمل.
واوضح ان الهدف من انجاز هذه اللوحة هو احياء مدينة الكويت القديمة من جديد وعرضها للاجيال القادمة لمعرفة كيف نشأت الكويت في السابق.
وقال ان هذا العمل الفني والتاريخي يعد جهدا فرديا مشتركا مع الباحث خليفوه تركز على جمع المصادر من الخارج والعمل على دراستها واخراج المنطقة القديمة بالصورة المطلوبة.
وذكر بوناشي انه تم الانتهاء من مراحل اللوحة التي تتعلق بالطرق الاساسية والمباني المهمة وموقع (الكوت) والذي تحول الى اسطبل والمساجد وبقايا الابراج الموجودة بالمنطقة الى جانب امتداد الشوارع من (بانوراما الكويت الأولى إلى الثانية) وما صاحبها من زيادة في تعداد السكان بنحو الضعفين عن عام 1760.
واضاف "جرى تقسيم المناطق الى اقسام وبدأنا في تحديد المنازل والمساجد" مؤكدا الحاجة الى مجموعة من المصادر خاصة اجراء زيارة الى المكتبة البريطانية في العاصمة لندن والارشيف العثماني في مدينة اسطنبول التركية ومركز الابحاث في البرتغال والتي تحوي وثائق وخرائط مهمة جدا لانجاح العمل.
ولفت الى ان اعداد اللوحة يحتاج الى جهد كبير معربا عن توقعه في انجاز المشروع وعرضه على الجمهور خلال الشهور الستة القادمة.
وعن المواد المستخدمة في اللوحة اشار بوناشي الى انه عادة يستخدم قديما في اللوحات مواد التحبير بالقلم خاصة في مدينتي امستردام وباريس لان العمل يرتكز على رسم الخرائط موضحا ان افضل الطرق استخداما لبقاء اللوحة لمئات السنين هو استخدام الالوان الزيتية والمحافظة عليها للاجيال القادمة.
واوضح بوناشي ان اللوحة اخذت حيزا من البحث في جامعة (هارفارد) الامريكية وقام التلفزيون الهندي بعرضها على شاشته في حين عرضها الطيران البريطاني ضمن فيلم وثائقي عن الكويت ونالت شهادات تقدير من قبل اساتذة كبار في مجال التاريخ لقيمتها الاصلية.
وقال "إن اللوحة تمثل الكويت عام 1760 حيث لا يوجد كاميرات ولا طائرات تحلق في السماء لالتقاط صور للمدينة من اعلى ولم يكن لها مصادر كثيرة وواجهنا الكثير عدة صعوبات في جمع المواد." واشار الى ان العمل في (بانوراما الكويت الأولى) التي تعرض للمرة الاولى خارج الكويت بدأ في عام 2006 من حيث الدراسة والانجاز وتم الانتهاء من اعداد اللوحة في عام 2007 معربا عن اعتزازه وفخره في التعريف بمدينة الكويت ونشأتها للجمهور التركي.
من جانبه قال الباحث خليفوه إن "لوحة (بانوراما الكويت الثانية) تعد امتدادا للاولى" مضيفا ان "الكويت فكرتها قامت على نصف دائرة فالسور الاول كما هو الحال الآن بالدائري الاول قائم على نصف دائرة والثاني والثالث وهلم جرا حتى اصبحت مناطق الكويت بالمنتصف ما يشير الى اثر القديم على الحديث".
واوضح خليفوه ان (بانوراما الكويت الأولى) التي تبين نشأة الكويت كانت تتضمن نحو 17 معلما في حين اشتملت الثانية على اكثر من 60 معلما بما فيه السور الثاني والبوابات والطرق والمقابر والسوق.
واضاف ان صورة مدينة امستردام ساهمت في تنفيذ العمل واعطت تصورا اكبر للمشروع مشيرا الى ان "الاوروبيين سبقونا في تصور ورسم مدنهم بعد دراسة المدن قبل نحو 600 عام وبناء على معلومات تاريخية التي تعتبر شبه معدومة في الساحتين الكويتية والعربية." وبين خليفوه انه من خلال المصادر ووثائق الوقف وجمع المعلومات اتضحت الصورة وتبينت المدينة بوجود السور الأول في عام 1760 حسب مصادر شركة الهند الشرقية في حين تشير بعض الروايات بعد دمج المعلومات الى عدم وجود بوابات بالسور وهو بحث جار دراسته حاليا.
واعرب بوناشي وخليفوه عن شكرهما لسفير دولة الكويت لدى تركيا غسان الزواوي واعضاء السفارة على جهودهم في تنظيم معرض (الانسان والحكمة في الخلق) الذي استضاف اللوحات الفنية للفنان بوناشي والفنانة التشكيلية الكويتية مريم الملا لابراز دور الكويت الرائد في مجال الفن.(النهاية) ر س / ع ع ح