A+ A-

(مجمع نبيه بري لتأهيل المعاقين) في لبنان .. تحويل الاعاقة الى طاقة

مجمع نبيه بري لتأهيل المعاقين) احد اكبر وابرز مراكز تأهيل( المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة والتي تسعى الى تحويل الاعاقة الى طاقة
مجمع نبيه بري لتأهيل المعاقين) احد اكبر وابرز مراكز تأهيل( المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة والتي تسعى الى تحويل الاعاقة الى طاقة

من فرح الفرج

الصرفند(جنوب لبنان) - 20 - 6 (كونا) -- يعتبر (مجمع نبيه بري لتأهيل المعاقين) احد اكبر وابرز مراكز تأهيل المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان والمنطقة العربية التي تسعى الى تحويل الاعاقة الى طاقة من خلال الخدمات الشاملة والمتميزة التي يقدمها تحت اشراف الجمعية اللبنانية لرعاية المعاقين وباعتراف رسمي محلي.
وجاءت فكرة تأسيس المجمع في عام 1988 بسبب الحاجة الكبيرة التي لمستها الجمعية اللبنانية لرعاية المعاقين لانشاء مثل هذا النوع من المراكز لتأهيل المعاقين خصوصا وان لبنان مر بظروف بالغة الصعوبة بدءا من الحرب الاهلية الى الحروب الاسرائيلية المتكررة التي خلفت كثيرا من المصابين والمعاقين.
ويقع المجمع في بلدة الصرفند بجنوب لبنان وهو يمتد على مساحة 50 الف متر قبالة ساحل الجنوب اللبناني.
وفي هذا الصدد قالت مديرة المجمع الدكتورة مهى جباعي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان "المجمع افتتح عام 1996 وبدأ بتقديم خدماته التي تطورت عبر السنين حتى اثبتت تميزها فتم اعتماده رسميا من قبل المنظمة الدولية لتوحيد المقاييس (ايزو) كما تم تصنيفه من قبل وزارة الصحة اللبنانية واعتماده مركز رعاية صحية اولية بدرجة متقدمة.
واضافت ان "المجمع يتميز بتقديم خدمات متقدمة جدا تواكب التطور في مجال الصحة والتأهيل يستفيد منها معاقون من مختلف المناطق اللبنانية والفئات العمرية والجنسيات".
ولفتت جباعي الى ان المركز يعد من اوائل المؤسسات الصحية التي فتحت ابوابها امام النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
واوضحت ان المجمع يضم قسما خاصا بالعلاج الفيزيائي يقدم العلاج المائي والكهربائي والحركي كما يضم قسما للاطراف الصناعية والاجهزة التقويمية وقسما لعلاج النطق والتخطيط السمعي وقسم العلاج الحركي والانشغالي الوظيفي.
وذكرت جباعي ان المركز يضم قسما للعلاج النفسي تحت اشراف اطباء مختصين وقسما للارشاد الاجتماعي يتولى متابعة المريض واسرته والاحاطة بحالته من كل الجوانب وتقديم ما يلزم لدعمه ومساعدته اجتماعيا ونفسيا واقتصاديا فضلا عن ورش ومشاغل خاصة مهمتها تأهيل اصحاب الاعاقة من ممارسة مهن معينة تناسب قدراته ومنها الخياطة وصناعة المجموهرات والقش والخزف والفخار والحلي والسجاد والتطريز.
واشارت الى ان المجمع يضم ايضا مدرسة تربوية متخصصة تستقبل الاطفال من عمر العام وحتى 18 عاما من ذوي الاعاقات السمعية والصعوبات التعليمية ومتعددي الاعاقات والمصابين بالتوحد والاعاقات الدماغية ومتلازمة داون ضمن صفوف عدة يتلقون فيها التعليم الاكاديمي وفق المناهج الرسمية اللبنانية.
ووفقا للجباعي يوجد في المجمع مدرسة مهنية تدمج معوقين وغير معوقين في كافة التخصصات تضم 850 طالبا وتقدم مجموعة واسعة من الاختصاصات المهنية للطلاب ابرزها اختصاصات التربية المختصة وصناعة الاطراف والاجهزة التقويمية.
واضافة الى المدارس التربوية والمهنية ذكرت جباعي ان المجمع يضم معهدا خاصا انشئ منذ ثلاثة اعوام يستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة فوق سن ال18 عاما من الذين لم يتلقوا التعليم اللازم فيقدم لهم دورات مكثفة في محو الامية والمهارات الحياتية الاساسية اضافة الى اختصاصات مهنية متنوعة.
واشارت جباعي الى ان الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين بدأت منذ 3 اشهر برنامجا خاصا للمساعدة في توظيف المعوقين حيث عمدت على التواصل مع البلديات لاطلاعهم على واقع المعوقين في قراهم وبلداتهم وطلبت منهم عرض السير الذاتية للمعوقين على شركات خاصة ومؤسسات.
وكشفت ان البرنامج نجح في تأمين العمل ل19 معوقا ومصابا خلال ثلاثة اشهر فقط من تاريخ اطلاقه.
وبينت جباعي ان المجمع يضم ايضا مركزا استشفائيا داخليا اضافة الى العيادات الخارجية التي تستقبل اكثر من 300 مريضا يوميا من كافة المناطق المحيطة والبعيدة كما ينظم ندوات توعوية حول مواضيع متنوعة ونشاطات مختلفة بالتعاون مع المجتمع المحلي والبلديات.
واشادت بدعم الحكومة اللبنانية لعدة خدمات يقدمها المركز بما فيها تأمين الادوية بشكل مجاني.
وقالت جباعي ان المجمع يحظى ايضا بدعم من جهات عربية ودولية اضافة الى اصدقاء الجمعية الذين يدعمون ما نقدمه من خدمات متميزة.
واضافت ان "النشاط الرياضي يحتل ايضا مكانة مهمة مع فريق (لوا) الرياضي الذي يمثل المجمع في مباريات ونشاطات رياضية محلية واقليمية ودولية اضافة الى الالعاب الاولمبية الخاصة والتي حقق فيها الفريق عدة ميداليات".
ولفتت جباعي الى تنوع نشاطات فريق (لوا) تتنوع مابين الرماية والرمح والكرة الحديدية والوثب الطويل والركض اضافة الى كرة القدم وغيرها من الفئات.
من جهته قال نزيه صعب هو احد المصابين بالالغام الاسرائيلية في جنوب لبنان ويشارك اليوم كلاعب في صفوف فريق كرة القدم في مجمع نبيه بري للمعوقين في تصريح مماثل ل(كونا) ان اصابته الجسدية اثرت بشكل حاد على حالته النفسية فلازم المنزل لمدة قاربت على العشر سنوات بعد الاصابة الا ان حياته تغيرت "جذريا" بعدما قصد المجمع لتركيب طرف اصطناعي اذ اقنعه احد المسؤولين بالمشاركة في فريق كرة القدم.
واضاف ان "المشاركة ضمن الفريق الذي يضم مجموعة من المصابين جراء الالغام الارضية تتراوح اعمارهم مابين 17 الى 70 عاما والخضوع لتدريبات رياضية دائمة والمشاركة في النشاطات الرياضية ترفع معنويات اللاعبين الذين يشاركون بكل حماس واندفاع ويتحدون الاعاقة كما يتحدون خصومهم من المعوقين او الاصحاء على ملاعب الرياضة بشكل متساو ودون تمييز.
بدوره قال جهاد صلوب الذي اصيب بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات عدوان اسرائيل عام 2006 انه "اصيب بحالة نفسية سيئة نتيجة الاصابة قبل ان تبدأ مراحل تأهيله في مجمع الصرفند".
واوضح انه "بدأ بعد التأهيل بالتدريبات في فريق كرة القدم مع لاعبين من كل طوائف ومناطق لبنان يجمعهم حب الرياضة والمنافسة وشاركوا معا في عدة منافسات خارج لبنان وداخله واثبتوا الشعار التي تتبناه الجمعية وهو تحويل الاعاقة الى طاقة اذ تحدوا الاصابة وتفوقوا في مرات كثيرة على المنافسين".
وفي سياق متصل قال حسين غندور الموظف في قسم الاطراف الصناعية في المجمع والاداري في الفريق الرياضي انه اصيب في عام 1983 بلغم ارضي ادى الى بتر احدى يديه واحدى قدميه.
واشار الى حرصه الدائم خلال تفاعله مع المصابين الذين يقصدون المركز على مشاركتهم تجربته الخاصة في الحياة اذ لم يدع اعاقته تمنعه من متابعة حياته بشكل طبيعي فهو اليوم موظف ورب اسرة مؤكدا ان تجربته وتفاعله مع المصابين الذين يقصدون المجمع يرفع من معنوياتهم.
واعلن ان المجمع يسعى لتشكيل فريق رياضي للسيدات للمشاركة في النشاطات الرياضية اسوة بالرجال الذين يمثلون المجمع في المباريات والطبولات.
ويحتل التعليم في المجمع مكانة بارزة اذ تضم مدرسة التربية المختصة داخل المجمع 290 تلميذا يتوزعون على صفوف مختلفة حسب طبيعة الاعاقة التي يعاني منها الطالب ووفق معدل ذكائه.
وفي هذا السياق قالت مديرة المدرسة هيام يونس في تصريح مماثل ل(كونا) ان المدرسة تتضمن طلابا يعانون صعوبات تعليمية وآخرين يعانون التوحد او متلازمة داون او صم او اعاقات جسدية وحركية مختلفة.
واضافت ان "التلميذ يخضع قبل دخوله الى المدرسة للجنة تأهيل تختار الصف المناسب له اذ يتابعه طاقم اكاديمي مختص اضافة الى متابعة نفسية واجتماعية وتأهيل مستمر.
واكدت ان المدرسة تحرص على استخدام التقنيات الحديثة ووسائل التربية المختصة المتقدمة جدا لتأمين افضل تعليم ممكن لطلابها وفق المنهج التربوي الرسمي في لبنان مع بعض التعديلات التي تناسب قدرات الطلاب.
واكدت اهمية صف التدخل المبكر الذي يستقبل اطفالا من عمر العام من المصابين بالاعاقة الدماغ لتنمية مهاراتهم الحركية والعقلية وتحضيرهم لدخول المدرسة.
من جانبه قال مسؤول قسم العلاج الانشغالي الوظيفي في المجمع زياد السيد ل(كونا) ان القسم يعمل على تنمية القدرات الذهنية والحركية والحسية ومهارات الحياة اليومية لاعادة تأهيل المعاق وتمكينه من استخدام الادوات المختلفة التي تساعده في حياته اليومية او في المدرسة او في حال ممارسة مهنة ما ضمن المشغل او خارجه.
واضاف انه "يتم العمل ايضا لتأهيل البيئة المحيطة بالمعاق كي تناسب امكانياته اذ يتم تعديل مكان العمل او الدراسة والوسائل المستخدمة ويتم صناعة او استيراد الادوات والوسائل المساعدة التي يحتاجها".
ويولي القائمون على المجمع اهمية كبيرة للمتابعة النفسية للمعوق اذ يخضع كل طالب قبل ان يدخل المدرسة الى تقييم نفسي كامل.
وقالت معالجة نفسية في المجمع ان الطالب يخضع قبل دخوله الى المدرسة لتقييم اولي عند الطبيب النفسي الذي يحيله بعدها الى لجنة نفسية تضم اختصاصات متنوعة ونختبر الطالب لعرفة مستوى ذكائه وفق احدث الاختبارات.
ولفتت الى ان الطالب في حال قبوله يخضع ايضا لمتابعة نفسية دائمة في جلسات اسبوعية حسب حالته وقدراته كما تتم اجتماعات دورية مع اسر الطالب المعني لتوعيتهم حول امور متنوعة متعلقة بحالة الطالب.
يذكر ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية قدم في عام 2008 مليون دولار لتمويل مشروع توسعة وتجهيز مركز الاستشفاء الداخلي في المجمع من ضمن منحة ال300 مليون دولار المقدمة من الكويت لاعادة اعمار لبنان عقب العدوان الاسرائيلي في صيف 2006.(النهاية) ف ف / و س م