A+ A-

مبادرة (النوير) الإيجابية تطلق برنامج (بريق) لتطوير قدرات الطلبة

رئيسة مبادرة (النوير) الإيجابية الشيخة انتصار سالم العلي الصباح في لقطة جماعية مع بعض الطالبات
رئيسة مبادرة (النوير) الإيجابية الشيخة انتصار سالم العلي الصباح في لقطة جماعية مع بعض الطالبات

الكويت - 21 - 2 (كونا) -- أطلقت رئيسة مبادرة (النوير) الإيجابية الشيخة انتصار سالم العلي الصباح برنامج (بريق) تحت شعار (مستقبلي مشرق) بهدف تعزيز التفكير الإيجابي والصحة والرفاه النفسي المتكامل لطلاب وطالبات المدارس والجامعات في البلاد.
وقالت الشيخة انتصار الصباح وهي رئيسة المجلس التنفيذي لبرنامج (بريق) في كلمتها خلال حفل إطلاقه اليوم الثلاثاء برعاية وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس إنه بعد ثلاثة أعوام من تأسيس مبادرة (النوير) برزت الحاجة لتأسيس كيان مستقل يعنى بفئة الشباب مباشرة في المدارس والجامعات ليتم اليوم إطلاق برنامج (بريق).
وأوضحت أن البرنامج يعد الأول من نوعه في الكويت والشرق الأوسط وتنبع أهميته من أن فئة الشباب تؤدي دورا كبيرا في الأمم والمجتمعات حول العالم وهذا البرنامج يتماشى تماما مع الاستراتيجيات العالمية حيث أخذ على عاتقه المضي قدما نحو بلوغ هدف الرفاهية النفسية المتكاملة للشباب ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع ويعملوا على تحقيق التنمية المستدامة.
وذكرت أن المبادرة وضعت نصب أعينها كل الخطط والاتفاقيات والاستراتيجيات العالمية التي وقعتها الكويت في هذا المجال خصوصا القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 70 عام 2015 بعنوان (تحويل عالمنا..خطة التنمية المستدامة حتى عام 2030) التي صادق عليها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كذلك الاستراتيجية العالمية بشأن صحة المرأة والطفل والمراهق الصادرة في 28 مايو 2016 من قبل منظمة الصحة العالمية بدورتها 69 حيث تم رسم خريطة الطريق منهما لمستقبل شبابنا المشرق مع البرنامج.
وأفادت الشيخة انتصار الصباح بأن (بريق) يضم مجموعة من الأنشطة مصدرها الأبحاث العلمية في علم النفس الإيجابي وهي قصيرة وسهلة التطبيق بعيدة عن أسلوب المحاضرات والندوات التقليدية وينفذ بإشراف الهيئة التدريسية بحيث يساعد الطلاب المشاركين للوصول الى السلوك الإيجابي في ظل الضغوط الحياتية.
وذكرت أنه تمت تجربة البرنامج بشكل مبسط في ثلاث مدارس وكانت النتائج مذهلة مما دفع المبادرة لإطلاق هذا البرنامج الهادف والحرص على تزامنه مع الأعياد الوطنية للبلاد.
وبينت أن نجاح هذا المشروع الرائد لن يكون على مستوى الكويت فحسب بل أيضا في الوطن العربي والعالم وسيثبت ذلك عبر البحوث التي سيتم إجراؤها وتوثيقها على أعلى المعايير العلمية بالتعاون مع مركز التميز في كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت ونشر نتائجه في المؤتمرات والمجلات العلمية.
وقالت الشيخة انتصار الصباح إن برنامج (بريق) خصص ثلاث منح دراسية تبعث إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث سيتم اختيار ثلاثة من أبرز المعلمين الذين يشاركون في البرنامج لحضور دورة تدريب متخصصة بجامعة (بيركلي) في كاليفورنيا الصيف المقبل لافتة إلى أنه تم عرض هذا البرنامج على سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح الذي أثنى عليه وأشاد به ليقبل سموه أن يكون الرئيس الفخري لمجلس إدارة (بريق).
من جانبها قالت مديرة برنامج (بريق) رقية حسين إنه تم تدريب 69 معلما ومعلمة في 13 مدرسة ثانوية من مدارس وزارة التربية و 8 أساتذة بجامعة الكويت من كلية العلوم الاجتماعية وكلية العلوم الحياتية وكلية الهندسة والبترول وكلية علوم وهندسة الحاسوب ليتم جني ثمار التفكير الإيجابي والرفاهية النفسية المتكاملة حينما يتم تطبيق البرنامج على طلبة المدارس الثانوية وجامعة الكويت.
وأضافت حسين أن الدراسات العلمية التي أجريت على مدى عقد من الزمن حول التفكير الإيجابي والرفاه النفسي النتائج أثبتت تحسن الصحة العامة لدى الشباب عموما وقلت نسبة المشاجرات بنسبة 12 في المئة مع زيادة فرص الحصول على درجات أعلى في المدرسة بنسبة 20 في المئة فضلا عن انخفاض فرص الإقبال على التدخين 10 مرات وزيادة الإنتاجية بنسبة 31 في المئة وارتفاع الدقة في أداء المهام بنسبة 19 في المئة.
وأكدت أن المشاعر الإيجابية تضيف سبع سنوات لعمر الإنسان وتعزز الصحة العامة وتخلق روابط أقوى مع المجتمع المحلي المحيط وتخفض الضغوطات الناتجة عن الأمراض بنسبة 10 في المئة.

- وأشارت إلى أن دراسات جامعة (هارفارد) أظهرت أن الأشخاص الذين ينظرون إلى الحياة من زاوية إيجابية ويتطلعون إلى المستقبل بتفاؤل ينعمون بصحة أفضل حيث يميلون كثيرا إلى ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الصحية المتوازنة وينالون قسطا كافيا من النوم.
ونصحت حسين بتدريب العقل ليكون إيجابيا في العمل كمثل تدريب العضلات في النوادي الرياضية مؤكدة أن (بريق) سيعلم الشباب على إدراك إمكاناتهم الفكرية والعاطفية ليتمكنوا من توظيفها بشكل سليم وصحي في التعامل مع ضغوط الحياة العادية لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم العلمية والعملية بتوازن إيجابي واعتدال.
بدوره قال وزير التربية وزير التعليم العالي محمد الفارس في تصريح صحافي عقب الحفل إن تعاون وزارة التربية مع المبادرة في نشر مثل هذه البرامج المميزة سيكون له الأثر الإيجابي على الطلبة والدولة معا.
وأكد الفارس أن الوزارة تتعاون مع كل المؤسسات والجهات المختلفة بغية نشر مثل هذه البرامج التي تعزز القيم الإنسانية والكويتية والأعمال التطوعية وحب العطاء والأخلاق والبعد عن كل ماهو سيئ.
وأضاف أن هذا البرنامج مكمل للمسيرة التربوية وبدايات لنجاح هذه التجربة التي سيتم جني ثمارها قريبا جدا عند تعميمه وتطبيقه على كل مدارس الكويت معربا عن الفخر بالبرنامج والأمل في توسعته نظير الجهود الكبيرة المبذولة من أجل تطوير الشباب والسعي لتوسيع مداركهم.
وأشاد بجهود أعضاء الفريق في المدارس الثلاث التي تمت تجربة البرنامج فيها ثانويات (السالمية) و(الروضة) و(العدان) وتبنيه وتطبيقه بحرفية ومهنيتهم فس تدريب الطلاب والمبادرة في احتضان هذا المنهج التربوي.
وأوضح أن هذا المشروع علمي متكامل وصحيح أثبت نتائجه اليوم على مسرح الموسيقى في دار الاوبرا بشهادة واداء الطلاب والطالبات المشاركين في البرنامج.
ولفت الفارس إلى أن الخطوة المقبلة هي تقييم هذا البرنامج بالتعاون مع مركز التميز في جامعة الكويت لتوثيق نتائج المشروع بهدف تعميمه مشيرا إلى أن هذا البرنامج يسعى إلى المساعدة في بث الروح الوطنية لدى الطلبة وتعزيز قيم الولاء وزرع قيم المحبة والعطاء لديهم.
من ناحيتها قالت مديرة مدرسة فاطمة دشتي (العدان) سابقا وعضو فريق الإشراف والتدريب لبرنامج (بريق) في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش الحفل إن للبرنامج تأثيرا مباشرا وغير مباشر على الطلاب ويقوم على الأسلوب العلمي والتقييم المرحلي لهم.
وأضافت دشتي أن البرنامج حقق الأهداف التربوية المنشودة في ثلاث مدارس بعد تجربته في كل من ثانوية (العدان) و(الروضة) و(السالمية) وأدى الى رفع المستوى التحصيلي فيها.
وذكرت أنه كان للبرنامج أثر إيجابي في ثانوية (الروضة) حسب ما أفادت به مديرة المدرسة فاطمة علي ومدربة البرنامج مها لافي حيث إنه حد من الغياب والظواهر السلبية والشغب بالمدرسة لأن طاقة الطلاب استثمرت في العطاء والنشاط الصفي وخارج الفصل للنشاط غير الصفي كما ساعد في تفاعل المجتمع المدرسي داخل المدرسة.
وبينت أنه في ثانوية (السالمية) وفق مديرة المدرسة آمال القلاف ومدربة البرنامج أمل عفيفي فإن البرنامج حد من حالات الانطواء والخجل وبدأت المشاركة في الأنشطة الصفية وغير الصفية والمسابقات على مستوى المنطقة التعليمية.
وبالنسبة لثانوية (العدان) وحسب مديرة المدرسة نفسها فاطمة دشتي ومدربة البرنامج خلود مراد فإن البرنامج عمل على حصر اضطراب الهوية الجنسية في المدارس وزيادة العمل التطوعي والحد من العنف مؤكدة أن البرنامج بث الإيجابية داخل المدارس.
وعلى صعيد متصل قال ممثل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عبدالسلام العبلاني في تصريح مماثل ل (كونا) إن المؤسسة تسعى قدر الإمكان إلى مد جسور التواصل والتعاون لما يقدم الفائدة للطلبة وتطوير قدراتهم وإمكانتهم.
وأكد العبلاني أن (بريق) برنامج مميز وهادف ويحقق الأهداف المنشودة للدولة في تنشئة جيل واع من الشباب اكثر عطاء ويحقق التنمية المستدامة لبلاده.
وأضاف أن البرنامج ينشر الايجابية وهي نقطة مهمة كلما زادت رفعت من مستوى الثقافة العلمية مشيدا بجهود مبادرة (النوير) الإيجابية غير الربحية التي تسعى لنشر مثل هذه القيم الهادفة وتعميمها في المجتمع.
يذكر أن (النوير الإيجابية) مبادرة غير ربحية أطلقتها الشيخة انتصار سالم العلي في مارس 2013 بالتزامن مع اليوم العالمي الأول للسعادة وتعد الكويت أول دولة عربية في الشرق الأوسط التي أطلقت هذه المبادرة.
وتسعى هذه المبادرة الى نشر السعادة والبعد عن السلبية وتعليم الفرد كيفية التغيير الى الأفضل من خلال رسائل توعوية للمجتمع خصوصا الشباب لحثهم على العيش برضا وحماس وأمل وفرح. (النهاية) ز ا ك / ت ب