من نواف الدقباسي
الدوحة - 13 - 2 (كونا) -- في ظل انتشار المفاهيم المغلوطة عن الدين الاسلامي وشيوع ما يسمى بظاهرة (الاسلاموفوبيا) في عدد من الدول الغربية تنشط مراكز اسلامية متخصصة بالحوار بين الاديان لتصحيح تلك المفاهيم وتوضيح الصورة الحقيقية للشريعة السمحة وتعزيز الحوار الواعي بين الاديان خدمة للبشرية ونشر الامان والسلام في العالم.
وتحمل تلك المراكز الناشطة في عدد من دول العالم على عاتقها مهمة نشر مبادىء الاسلامية السمحاء وبناء جسور العلاقات والتعايش المشترك بين اتباع الديانات ومحاربة (الاسلاموفوبيا) والتنبيه الى مخاطرها على جميع دول العالم.
ومن احدث المراكز المعنية بالحوار بين الاديان (مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان) الذي يدعو الى استخدام كل الوسائل المتاحة ومنها شبكات التواصل الاجتماعي لتعزيز الحوار بين الاديان وتعزيز التفاهم والتعايش المشترك بين الشعوب وترسيخ القيم الايجابية لدى فئة الشباب.
وفي هذا الاطار قال رئيس مجلس ادارة المركز الدكتور ابراهيم بن صالح النعيمي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة مرور عشرة اعوام على انشاء المركز ان "الهدف الاساسي من هذه المؤسسة هو نشر السلام والمحبة في الارض عبر قيام اتباع الديانات السماوية الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية بأدوارهم لخدمة البشرية".
واكد النعيمي ضرورة استمرار الحوار الواعي والمستنير بين اتباع الديانات السماوية لخدمة الانسانية والمجتمعات المحلية والعالمية مشددا على اهمية محاربة ما يسمى "ظاهرة الاسلاموفوبيا" والتنبيه من تأثيراتها السلبية على البشرية.
واشاد بحرص دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على لعب دور مهم في حوار الاديان السماوية وسعيها للتعاون مع المنظمات والمراكز العالمية المعنية في هذا الشأن بما يساهم في دعم السلام على المستوى العالمي.
واشار الى التسامح السائد في دول مجلس التعاون الخليجي فيما يخص الاديان السماوية لاسيما وانها تحتضن جاليات من كل انحاء العالم لافتا الى "تركيزها على القضايا المشتركة بين الاديان والابتعاد عن القضايا الخلافية والمعتقدات التي لايمكن جسرها او تخطيها".
وعن مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان قال النعيمي ان المركز تأسس في عام 2007 بناء على توصية من مؤتمر الدوحة لحوار الاديان الذي عقد في العام 2003 مضيفا ان هدفه الاساسي هو نشر السلام والمحبة في الارض من خلال قيام اتباع الاديان السماوية الثلاثة بأدوارهم لخدمة البشرية.
واوضح ان من اهداف المركز عقد المؤتمرات الدولية في مجال حوار الاديان بهدف التواصل مع اتباع الاديان السماوية ومناقشة القضايا التي تهم البشرية وكيفية المساعدة والمساهمة في دعم السلام على المستوى العالمي.
واضاف ان المركز يعمل على خطة داخلية وخارجية مبينا ان "الخطة الخارجية ترتكز على ان يظل المركز احد المراكز العالمية التي تعنى بالحوار وتشارك في اغلب الانشطة للمساعدة في نشر السلام وبناء العلاقات والتعايش المشترك السليم بين اتباع الاديان واقامة ابحاث او مشاريع بحثية ومحاضرات مع الجهات المعنية".
وتابع ان "المركز يهدف في عمله داخل قطر الى انشاء جيل من ابناء قطر ومن المواطنين والمقيمين يكون التعايش والسلام سمة من سماتهم والعمل على احترام الاديان الاخرى والرأي الاخر والاستماع والنقاش والحوار الهادئ الهادف".
واوضح ان ذلك يأتي من خلال عقد دورات تدريبية ومسابقات لطلاب ومدراء ومعلمي المدارس والجامعات اضافة الى الطاولات المستديرة ودعوة ابناء الجاليات في قطر للحوار المستمر.
وعن الجمهور الذي يخاطبة المركز والفئات التي يتوجه اليها قال النعيمي ان "المركز يخاطب من خلال المؤتمرات العالمية علماء الدين والاكاديميين والشباب والنساء ويصدر مجلة (اديان) التي تتضمن ابحاثا متميزة ويعقد طاولات مستديرة يخاطب بها المختصين والقياديين على المستويين القطري والعالمي".
وعن تجربة المركز خلال الاعوام العشرة الماضية اكد النعيمي ان المركز اصبح معروفا على مستوى العالم من خلال التواصل مع جميع المختصين والمشاركة معهم واشراكهم في الانشطة المتبادلة وعقد المؤتمرات المتخصصة.
واوضح ان المركز يمنح (جائزة الدوحة الدولية لحوار الاديان) التي تأتي استمرارا لهدفه في نشر السلام والمحبة والتعايش السلمي بين اتباع الديانات السماوية مضيفا ان "الجائزة تقدم لشخصيات انسانية بغض النظر عن دياناتهم السماوية ولمؤسسات عالمية قدمت مبادرات متميزة في مجال الحوار بين الاديان".
واضاف ان "الجائزة تهدف ايضا الى تشجيع مراكز حوار الاديان التي تواجه تحديات كثيرة من خلال تواجد مجموعات الكراهية في العالم والتي تشهد تزايدا كبيرا ومنها المؤسسات والافراد الذين يعملون ضد الاسلام والاديان عموما".
وعن المؤتمرات ال 12 التي عقدها المركز قال النعيمي انها تشهد تطورا مع مرور الوقت ويتم اصدار ابحاثها في كتيبات باللغتين العربية والانجليزية مبينا ان "آخر مؤتمر عقد في عام 2016 طرح قضية الامن الروحي والفكري في ظل التعاليم الدينية وعلاقة ذلك بحوار الاديان".
واكد ان المؤتمرات تركز على قضايا الحوار والتضامن الانساني وربطها بالواقع وانعكاسها على حوار الاديان ويشارك فيها باحثون من كل الاديان السماوية بهدف التعاون معا لحل المشكلات التي تواجه البشرية.
وعن سبل مواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا قال النعيمي ان المركز يقيم دورات تدريبية داخلية وخارجية ومسابقات في مدن اوروبية حول افضل مشروع لمحاربة الاسلاموفوبيا اضافة الى تقديم المساعدة للمشاريع الشبابية بالدول الاوروبية وعقد محاضرات ومؤتمرات متخصصة.
واكد النعيمي ضرورة التنسيق بين الدول الخليجية في مجال حوار الاديان من خلال اقامة نشاطات مشتركة للوقوف على اهم نقاط الالتقاء وزيادة التعاون في المؤتمرات العالمية لما يعود ذلك من اثر ايجابي وتعزيز التسامح فيها مشيرا الى اهمية دور الامانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تبني مثل هذه الانشطة والتنسيق بين الدول الخليجية.
وقال ان "دول الخليج دول خير ومحبة وامان يعيش على ارضها منذ زمن طويل اتباع من كل الديانات بكل امن وسلام ويتعرفون على المبادىء الاسلامية الصحيحة بعيدا عن التشويه والتضليل". (النهاية) ن ن د