A+ A-

البابا فرانشيسكو يدعو دول العالم الى مساعدة برنامج الأغذية العالمي

روما - 13 - 6 (كونا) -- دعا بابا الفاتيكان فرانشيسكو العالم الى يقظة ضمير ازاء الفقر والجوع والى زيادة الدعم الى برنامج الأغذية العالمي وتشجيع جهود تحقيق أهداف "أجندة 2030 للتنمية المستدامة" ومبادرة "صفر جوع".
جاء ذلك خلال زيارة خاصة قام بها البابا اليوم الى مقر برنامج الأغذية العالمي الرئيسي بروما حيث ألقى الكلمة الافتتاحية لأعمال المؤتمر السنوي للمجلس التنفيذي لأكبر منظمة دولية انسانية تعنى بتقديم المساعدات الغذائية الى عشرات الملايين المستفيدين في مناطق الكوارث والصراعات حول العالم.
وقال البابا الذي كانت في استقباله المديرة التنفيذية للبرنامج آرثرين كازين وكبار المسؤولين ان تكنولوجيا الاتصالات التي تربط العالم وتقلص المسافات "مكنتنا على معرفة ما يحدث في أخر الكوكب ونقترب من أوضاع مؤلمة كثيرة ومن ثم تساعد على حشد مبادرات التراحم والتضامن".
واوضح أنه "ليس بوسعنا تطبيع الجوع الذي يعاني منه الكثيرون" و"ليس حلالا القول ان أوضاعهم انما هي ثمر قدر أعمى لا يمكننا أن نفعل حياله شيئا" داعيا الى التوقف عن الحديث عن الجوع والفقر بشكل مبهم كمجرد إحصاء عددي وتحويل آلام الآخرين لشأن بيروقراطي.
وقال إن نقص الغذاء ليس أمرا طبيعيا وليس بديهيا مؤكدا أن معاناة الملايين الآن في القرن الحادي والعشرين من آفة الجوع انما هو "نتيجة لتوزيع أناني وسيئ للموارد" وأن حمى الاستهلاك السائدة - والتي ادت الى الاعتياد على الفقر والهدر اليومي للطعام حتى فقد قيمته الحقيقية - تتعدى المعايير الاقتصادية الصرفة.
ثم تطرق البابا الى التوتر العالمي وتزعزع الاستقرار بينما تهيمن الحروب والنزاعات على الاهتمام والنقاش العام حتى يبدو أن "الأسلحة اكتسبت نفوذا" ينحي باقي الوسائل الكفيلة بحل أسباب الصراع ما "يمنع توزيع الغذاء في مناطق الحرب وانتهاك المبادئ والقواعد الأساسية للقانون الدولي.
وأشار بأصابع الاتهام الى اللجوء "في بعض الحالات" الى استعمال التجويع كسلاح حرب ما يضاعف من الضحايا باضافة أعداد من يموتون من الجوع والانهاك الى أعداد المحاربين الذين يقتلون في ساحات المعارك وعدد العديد من المدنيين الذين يسقطون في الاشتباكات والاعتداءات الارهابية.
وفي هذا الاطار شدد على الدور الأساسي لبرنامج الأغذية العالمي مناشدا دوله الأعضاء الى التعاون مع البرنامج حتى يتمكن من الاستمرار في تلبية احتياجات الشعوب في حالات الطوارئ وتنفيذ مشروعات راسخة وملموسة والقيام ببرامج تنمية بعيدة المدى.
وقال البابا فرانشيسكو مشجعا إن برنامج الأغذية العالمي بمسيرته ونشاطه "يظهر امكانية تنسيق المعارف العلمية والقرارات التقنية والأفعال العملية مع الجهود الموجهة لجمع الموارد وتوزيعها بانصاف" واعتباره مثالا على امكانية العمل من أجل استئصال الجوع عبر توجيه أفضل للموارد البشرية والمادية بما يعزز المجتمعات المحلية. (النهاية) م ن / س ع م