A+ A-

مؤسس بنك الفقراء: المرأة عماد الأسرة الاقتصادي وتمثل 99 في المئة من عملاء البنك

تقديم هدية تذكارية مؤسس بنك الفقراء والحاصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2006 البروفيسور محمد يونس
تقديم هدية تذكارية مؤسس بنك الفقراء والحاصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2006 البروفيسور محمد يونس

الكويت - 8 - 3 (كونا) -- أكد مؤسس بنك الفقراء والحاصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2006 البروفيسور محمد يونس مساء الثلاثاء أن المرأة هي عماد الأسرة الاقتصادي مشيرا الى أن نحو 99 في المئة من عملاء البنك المقترضين من النساء.
جاء ذلك خلال مشاركة يونس في الندوة التي أقيمت برعاية أميرية سامية ونظمتها الجمعية الكويتية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون الشباب تحت عنوان (إعادة تصميم الاقتصاد لإعادة تصميم العالم) وعقدت في مقر غرفة تجارة وصناعة الكويت.
وأوضح يونس أن المرأة أكثر التزاما وتحرص على استثمار الأموال وادخارها مقارنة بالرجال مشيرا إلى أن اسعاد البشر والقضاء على الفقر يجب أن يكون الهدف الأساسي من المال.
وعن بنك الفقراء قال يونس إن هدفه الأساسي مساعدة الناس والنظر الى الناحية الاجتماعية وليس المادية والاقتصادية حيث يقرض البنك عملاءه دون فوائد ولا يلاحقهم لمطالبتهم بسدادها مشيرا إلى أن المقترض يعلم أن مبالغ القرض التي سيسددها ستذهب لمساعدة شخص آخر يعيش الظروف وحالة الفقر نفسها.
وأضاف أن من الفروقات بين بنك الفقراء والبنوك التقليدية هو أن الأخيرة تقرض الأغنياء في حين أن الأساس هو اقراض الفقراء لافتا الى أن بنك الفقراء هو الوحيد في العالم الذي لا يأخذ ضمانات كما أنه ليس لديه محامون يلاحقون المقترضين.
وذكر أن البنك الذي أنشئ في بنغلاديش تعامل مع أكثر من 5ر8 مليون شخص ويعمل به أكثر من 4 آلاف موظف وله اكثر من 2600 فرع في البلاد علاوة على فروع في العديد من دول العالم على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفي أكثر من ولاية كانت بدايتها في نيويورك.
وبين أن من شروط الاقتراض في بنك الفقراء أن يذهب نصف مبلغ القرض الى مشروع صغير يدر الربح على صاحبه دون أن يتقاسم البنك معه أي ارباح موضحا أن نسبة السداد للقروض وصلت الى 100 في المئة.
وأفاد بأن البنك ساهم كثيرا في القضاء على نسبة كبيرة من الفقر في بنغلاديش متوقعا أنه بحلول عام 2030 سيتم القضاء تماما على الفقر في بلاده التي كانت تعاني المجاعة في بداية السبعينيات من القرن الماضي.
وأكد أن فكرة بنك الفقراء كفيلة بالنجاح في أي مكان في العالم وأن كثيرا من الدول تطلب إنشاء فروع له فيها مبينا أن عددا من الدول العربية لديها بنوك تعمل بطريقة مشابهة لبنك الفقراء.
وتطرق يونس للحديث عن مفهوم العمل الاجتماعي الذي يدعو إليه مشيرا إلى أنه يعد حلا وسطيا بين العمل الخيري والمفهوم التقليدي للأعمال موضحا أن على الكليات والجامعات المتخصصة في تعليم إدارة الاعمال تدريب الدارسين فيها على تحقيق مهام اجتماعية إلى جانب المناهج التقليدية الأخرى.
وحول ارتفاع نسب العاطلين عن العمل في بعض الدول أفاد بأن البطالة هي قرار من صاحبها وأنه من المفترض أن يخلق الانسان العمل لنفسه وأن كلمة وظيفة هي كلمة "مضللة" وأن الأصح كلمة العمل لافتا إلى أن على الانسان خلق العمل المناسب لامكاناته وعدم انتظار الحكومات حتى توفر فرصة العمل له.
ودعا إلى ابتكار نظام جديد ونظريات حديثة قائمة على الثقة والمشاركة بما يجعل الأفراد يطوعون أنفسهم وفق هذه المفاهيم بما يمكنهم من تحقيق عالم خال من الفقر وخال من البطالة والحروب والأسلحة والتسلح من خلال المفاهيم الإنسانية والاجتماعية نفسها.
وكان المدير العام لشركة امتداد ومنظم الندوة داود معرفي قال في كلمته في بداية الندوة إن الرعاية الأميرية لهذا الحدث تؤكد حرص سمو أمير البلاد على الاهتمام بالشباب ورعايتهم وهو ما ترجم على مدى السنوات الماضية من خلال عدة مبادرات مهمة من بينها المشروع الوطني للشباب وإطلاق وزارة الدولة لشؤون الشباب.
وأضاف معرفي أن تواجد البروفيسور محمد يونس لأول مرة في الكويت يعد حدثا مهما وخطوة تهدف إلى استفادة الشباب الكويتي الطموح من تجربته باعتباره رائدا من رواد الأعمال على مستوى العالم وصاحب الفكرة المبتكرة بنك الفقراء.
وشدد على أهمية الأفكار والرؤية التي يطرحها يونس سواء على مستوى السعي إلى خلق بيئة اقتصادية جديدة أو ما يحمله من أفكار مبتكرة تشكل قيمة مضافة للمبادرين ورواد الأعمال.
وحضر الندوة عدد من الوزراء والشخصيات العامة منهم المستشار في الديوان الاميري الدكتور يوسف الإبراهيم ووزير التجارة والصناعة الدكتور يوسف العلي ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح ووزير الدولة لشؤون الاسكان ياسر أبل ووكيلة وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين الصباح. (النهاية) أ س ج / أ م ح