A+ A-

وزير الخارجية السعودي: سنتخذ خطوات اضافية حال استمرار ايران في عدوانها

القاهرة - 10 - 1 (كونا) -- أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مساء اليوم الاحد أن المملكة العربية السعودية ستتخذ خطوات اضافية حال استمرار ايران في عدوانها وانتهاكاتها ضد بلاده.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في ختام الاجتماع الوزاري العربي الطارئ.
واشار الجبير في هذا الصدد الى الخطوات التي اتخذتها السعودية في مجلس الأمن وعلى المستوى الوزاري العربي وطلبها عقد اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الاسلامي لبحث الاعتداءات الايرانية وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للمملكة.
واعتبر "ان رسالة طهران التي اعتذرت خلالها في مجلس الأمن تضمنت مغالطات" مشددا على "أن ما حدث في طهران ومشهد من اعتداءات على المقار الدبلوماسية للسعودية هو نتاج للتصريحات العدائية وسياسة التحريض التي تنتهجها ايران ضد المملكة العربية السعودية واستمرار تدخلها في شؤونها اعتراضا على تنفيذ حكم قضائي بشأن مواطن سعودي".
ونفى الجبير في رده على اسئلة الصحفيين وجود وساطة عربية لازالة التوتر الحالي مشيرا "الى أن بعض الدول عرضت القيام بذلك لكن المهم أن تكون هناك جدية من ايران بالأفعال وليس بالأقوال".
واعرب عن الشكر لكافة وزراء الخارجية العرب لموقفهم التضامني مع السعودية واصفا الموقف العربي بأنه "كان قرارا واضحا وقويا برفض التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي رفض دعمها للارهاب والطائفية في الوطن العربي".
وقال الوزير السعودي "ان قرار اليوم قوي وواضح ويتماشى مع البيان الأخير الصادر عن مجلس الأمن وما صدر عن اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض" مضيفا "وهذه كلها رسالة واضحة لايران بأن الدول العربية لا تقبل بالأعمال السلبية التي تقوم بها".
ولفت "الى أن السعودية وصلت الى هذه النقطة في علاقاتها مع ايران ليس فقط بسبب الاعتداء الأخير على سفارتها وقنصليتها ولكن على مدى تجربة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود".
واضاف "رأينا فيها ايران تقوم بأعمال سلبية تتمثل في دعم الطائفية ومحاولة تجنيد أبناء البلدان العربية ليقوموا بأعمال ضد أوطانهم بالاضافة الى دعمها لميليشيات وارسالها لتقوم بأعمال عنف في الدول العربية" موضحا أن هذه السياسات أدت على مدى العقود الأخيرة لوصول رسالة سلبية الى الدول العربية ومنها السعودية لنقول "كفى لمثل هذه السياسات".
وذكر الجبير "اذا كانت ايران تريد أن يكون لها دور ايجابي في المنطقة فعليها أن تتعامل مع جيرانها وفق مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين ورفض الارهاب وليس دعمه".
واكد "اذا فعلت ايران ذلك فستعيش في المنطقة كدولة جارة واذا استمرت على نهجها العدواني الحالي الطائفي الداعم للارهاب فستواجه معارضة من الدول العربية" مضيفا "وهذا كان مضمون الرسالة التي خرج بها وزراء الخارجية العرب اليوم".
وفي رده على سؤال قال الجبير "اننا لا نريد صراعا طائفيا وايران تتدخل في شؤون الدول العربية تحت زعم حماية الطائفة الشيعية وخلقت فتنة بينهم وبين الدول التي يعيشون فيها".
وأضاف "بالنسبة لنا في المملكة فان خطواتنا هي رد فعل تجاه ما تتخذه ايران ولم نجند أحدا ضد ايران ولم نجند ميليشيات ضدها كما تفعل في الأراضي العربية" مشددا على عدم وجود مشكلة مع الشعب الايراني "الذي بدوره يرفض سياسات بلده التي ستجعل ايران في عزلة عن العالم".
وفيما يتعلق بتأثير الخلاف السعودي - الايراني على حل الأزمة السورية واجتماع جنيف في 25 يناير الجاري قال الجبير "ان السعودية تدعم المعارضة السورية وتدعم الجهود الدولية بغض النظر عن خلافاتنا مع ايران التي تتدخل في الصراع وتدعم النظام السوري".
وأضاف "ان هذا الأمر اسفر عن مقتل 250 ألف سوري وتشريد 12 مليون سوري آخرين ولدينا خلاف مع ايران بهذا الشأن".
من جانبه قال وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ان وزراء الخارجية العرب أكدوا خلال كلماتهم ومناقشاتهم "بأننا كعرب لا نريد صراعا مع ايران أو مواجهة أو حربا".
واكد أن الدول العربية تريد أن تدفع بالتنمية لشعوبها ومنطقتها ودولها معربا عن اسفه لانه "صار لنا سنوات من الصراعات والمماحكات التي لم تسمح لنا أن نعمل في هذا الاتجاه".
وشدد الوزير الاماراتي على ان الجميع يريد علاقة طبيعية مع ايران التي عليها أن تثبت ذلك "بالقول والفعل".
وردا على سؤال اكد الشيخ عبدالله بن زايد أن حجم التجارة الخارجية لدولة الامارات يتجاوز 400 مليار دولار أمريكي بينما حجم تجارتها مع إيران لا يمثل سوى اربعة في المئة من هذا الرقم.
واوضح ان هناك علاقة تجارية تاريخية مع ايران في الستينات والسبعينات كانت تشكل العصب الرئيسي من التجارة الخارجية بين البلدين "ولكن اليوم لا يشكل حجم التجارة بيننا رقما كبيرا في الدخل القومي".
واشار الى ان الامارات خفضت مستوى العلاقات مع ايران "ولكن هذا لن يثنيني (كامارات) عن أخذ أي خطوات اضافية لدعم ومساندة المملكة العربية السعودية بأي شكل كان".
واوضح الشيخ عبدالله بن زايد ان الامارات تحارب مع السعودية في اطار (التحالف العربي) لدعم الشرعية في اليمن بالآلاف من جنودها" مؤكدا وقوف دولة الامارات التام مع المملكة قائلا "ان مصالحنا التجارية لن تغلب مصالحنا السياسية".
وأكد أهمية الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي دعت اليه السعودية لبحث تداعيات الاعتداء الايراني على البعثة الدبلوماسية للمملكة فضلا عن توتر العلاقات العربية - الايرانية "بسبب تدخل ايران في الشؤون الداخلية العربية والقضايا العربية".
واشار الى ان الاجتماع شهد بعد الكلمات الرسمية مداولات حول التطورات فضلا عن قيام وزير الخارجية السعودي بعرض معمق لبعض التطورات مبينا أن ما حدث من اعتداء على البعثة والقنصلية السعودية "اعتداء سافر على القانون الدولي".
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد أن البيان والقرار اللذين صدرا في ختام الاجتماع وافقت عليهما كل الدول العربية ما عدا لبنان التي امتنعت عن التصويت على القرار واعترضت على البيان.
واعتبر أن ايران التي اولت الاهتمام باصلاح علاقتها مع الغرب لرفع العقوبات عنها وانهاء خلافاتها مع دول مجموعة (5+1) حول القضايا النووية لو قامت ببذل نفس الجهد بنفس الحماس "كانت سوف تحل كل خلافاتها مع دول المنطقة".
واكد الشيخ عبدالله بن زايد أن ايران ستبقى جارا لنا وعلينا أن نتعامل معها على هذا المنهج "ولكن هل نستطيع أن نعيد العلاقة مع ايران كسابق عهدها دون أن نعالج هذه المشاكل بيننا".
وفيما يتعلق بالملف السوري قال "ان هناك آمالا معلقة على الاجتماع الذي سيعقد في 25 يناير الجاري في جنيف للمعارضة السورية التي تم تشكيلها وتكليفها في الرياض مع وفد النظام السوري".
وأضاف أن الدول العربية والدول المنضوية تحت (اعلان فيينا) ستدعم هذا المسار الذي وصفه بانه "معقد".
من جانبه أكد الأمين العام للجامعة العربية أن ما توصل اليه وزراء الخارجية العرب من قرار "يؤكد شعور الدول العربية بالقلق بقوة من تدخل دول الجوار خاصة التدخلات الايرانية المستمرة في شؤون الدول العربية".
وقال "ان القرار يعكس الدعم العربي الكامل للمملكة العربية السعودية" مشيرا الى أن العراق أيد القرار "رغم وجود ملاحظات لها" موضحا أن لبنان كان لديه مشكلة "نظرا لوجود حزب الله في تشكيلة الحكومة الحالية وهذا يمثل حرجا عليها".
واشار الى أن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل أكد خلال الاجتماع احترامه للتضامن العربي والتزامه بسياسة الحكومة اللبنانية القائمة بالنأي بلبنان عن الأزمات المشابهة ولذلك امتنع عن التصويت على القرار واعترض على البيان.
واوضح العربي أنه تم تكليف الأمين العام للجامعة العربية بتشكيل لجنة وزارية عربية والاتصال بأعضائها وهم وزراء خارجية الامارات والبحرين والسعودية ومصر بالإضافة الى الأمانة العامة للجامعة العربية لمتابعة تطورات الأزمة مع ايران وسبل التصدي للتدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية ورفع نتائج ذلك الى أقرب اجتماع وزاري قادم.
وأكد أن هذه اللجنة تعتبر "الآلية" لمتابعة تنفيذ هذا القرار واعداد تقرير لرفعه لوزراء الخارجية العرب "سواء في دورة مارس العادية أو عقد جلسة خاصة في أقرب وقت ممكن اذا اقتضت الضرورة بالإضافة الى عرض الأمر على اجتماع وزراء الخارجية العرب في الامارات في 25 يناير الجاري".
واشار الى الاتفاق على أن يتم خلال هذا الاجتماع مناقشة كافة التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي وتدخلات دول الجوار في الشأن العربي "بشكل معمق وذلك لايجاد وسيلة لصد تلك التدخلات ووقفها نهائيا وهو ما نرجو أن يحدث". (النهاية) م ف م / ر غ / م م ج