A+ A-

معهد الموسيقى العربية ... تواصل فني بين الحاضر والماضي

الكرسي المتحرك للراحل محمد عبد الوهاب والبيانو الخاص به في معهد الموسيقى العربية
الكرسي المتحرك للراحل محمد عبد الوهاب والبيانو الخاص به في معهد الموسيقى العربية

من عبدالعزيز فيصل

القاهرة - 19 - 4 (كونا) -- بعد قرابة المئة عام على انشائه اضحى معهد الموسيقى العربية صرحا تاريخيا وارثا ثقافيا للفن الشرقي الأصيل يجمع بين عبق الماضي الجميل وروح العصر الحديث.
وبات رواد الفن يستلهمون من المتحف الغني بعلوم الموسيقى سبل تطوير الموسيقى العربية الحديثة.
وفي حديث خاص لوكالة الانباء الكويتية (كونا) قال المدير العام لمعهد الموسيقى العربية محمود عفيفي هنا اليوم ان المعهد يحمل في طياته تاريخا فنيا اصيلا يربط بين الحاضر والماضي من خلال الالات الموسيقية وادوات العزف النادرة القديمة.
وأوضح عفيفي ان المعهد يقدم "دراسات حرة" وتدريبات للراغبين فى دراسة الآلات الموسيقية والغربية والغناء العربي كما يعمل على اعداد فنانين متخصصين في الموسيقي العربية وفنونها.
وبين ان المعهد يقوم كذلك بتنمية مهارات المواهب الصغيرة لتربيتهم على التراث الفني والتواصل معه من خلال اعداد "جولة" لهؤلاء داخل اروقة المعهد الذي يضم الكثير من الالات الفنية التاريخية النادرة منذ مئات السنين لتعريفهم بماهية الموسيقى العربية القديمة والتراث الفني القديم.
واشار الى ان المعهد قام بتدوين (الموشحات) والادوار القديمة ب(النوتة) التي تعد من اوثق مصادرها" حتى تكون صلة بين الماضي والمستقبل" مشيرا الى ان المعهد يعد متحفا يضم "اندر" الالات الموسيقية لمختلف الامم والعصور.
وافاد عفيفي بأن لرئيسة دار الاوبرا المصرية الدكتورة ايناس عبدالدايم دورا هاما في اثراء الحركة الثقافية للمعهد من خلال اقامة الحفلات التراثية وتكريم الفنانين والشعراء على مسرح المعهد الذي ترجع فكرة انشائه الى عام 1913 عندما كان هواة الموسيقى الشرقية يريدون تنمية هذا الفن والاستفادة منه.
وذكر ان المعهد بدأ في عام 1914 كأول ناد لعقد اجتماعات للموسيقى العربية وذلك في دار صغيرة بشارع محمد علي الى أن منحته الحكومة المصرية قطعة ارض بشارع الملكة نازلي (مقرها الان رمسيس بوسط القاهرة).
وبين انه تم افتتاح المعهد "مؤقتا" عام 1923 وتم تغيير اسمه من (نادي الموسيقى الشرقي) الى (معهد الموسيقى الشرقية) مشيرا الى ان افتتاح المعهد تم في عام 1929 بحضور الملك فؤاد الأول.
وتابع انه فى عام 1932 تم عقد اول مؤتمر للموسيقى العربية حيث اجتمع موسيقيون من العالم العربي لافتا الى انه كان لعقد هذا الاجتماع المهم الفضل في الارتقاء بمستوى الموسيقى الشرقية من خلال وضع القواعد الاساسية لها.
واضاف انه في عام 1933 تم تغيير اسم المعهد ليكون (المعهد الملكي للموسيقى العربية) فيما اكمل الملك فاروق مسيرة والده حتى اعتبرت الحكومة المعهد من الهيئات الثقافية ذات المنفعة العامة والدور الهام المنوط به وهو (النهوض بالفن).
واوضح ان معهد الموسيقى العربية يتفرع الى أربعة أقسام هي مسرح معهد الموسيقى العربية ومتحف محمد عبدالوهاب والمكتبة الموسيقية ومتحف الآلات الموسيقية.
وذكر عفيفي ان متحف عبدالوهاب يستعرض تاريخه الموسيقي ويضم "افيشات" افلامه السبعة وكذلك الاوسمة والانواط التي حصل عليها الى جانب "الدكتوراه الفخرية" من اكاديمية الفنون عام 1975 فضلا عن تكريمه من عدة جهات عربية واجنبية.
واعتبر ان محمد عبدالوهاب اثرى وجدان العالم العربي بفنه وعبقريته وبفضله شهدت الموسيقى الشرقية "انطلاقة كبيرة" وصلت الى العالمية موضحا ان عبدالوهاب لم يكن موسيقارا فقط بل كان مفكرا يحمل الاحترام للجميع خاصة اساتذته مشيرا الى ان معلمه الأول الذي اثر في تكوين شخصيته هو أمير الشعراء احمد شوقي الذي تبناه بعد وفاة والده وجمعتهما سويا أغنية (الليل لما خلى) يوم حفل افتتاح المعهد في عام 1929.
ويتألف المعهد من طابقين بكل منهما جناحان يضمان نحو 15 غرفة من بينها ( غرفة الاستراحة الملكية) بزخارفها العربية البديعة واثاثها الشرقي المميز والمتحف الخاص بالالات والمكتبة وغرفة الصور القديمة.
يذكر ان معهد الموسيقى العربية يقيم حفلات لاحياء ذكرى التراث القديم للموسيقيين والمغنين أمثال الموسيقار عبدالوهاب وام كلثوم وغيرهما من الفنانين القدامى ويعمل على النهوض بالموسيقى العربية وتطويرها.(النهاية) ع ف ف