A+ A-

الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم مساهمة أكبر خلال مؤتمر الكويت للمانحين مقارنة بالعام الماضي

المفوض الأوروبي للشؤون الانسانية وادارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس
المفوض الأوروبي للشؤون الانسانية وادارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس

من نواب خان

بروكسل - 30 - 3 (كونا) -- أشاد المفوض الأوروبي للشؤون الانسانية وادارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس هنا اليوم بجهود الكويت الانسانية الهائلة مؤكدا أن الاتحاد الاوروبي سيتعهد خلال المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي سيعقد بالكويت غدا بتقديم مبلغ أكبر من الذي قدمه العام الماضي.
وقال ستايليانيدس في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن "المفوضية الاوروبية تعهدت العام الماضي في مؤتمر الكويت الثاني لمساعدة سوريا بأكبر مساهمة بقيمة 515 مليون يورو وهذا العام أنا سأعلن عن تعهد أعلى بكثير وأنا واثق من أن دول الاتحاد ستتعهد أيضا بمساعدات كبيرة حيث يعتزم الاتحاد الأوروبي أن يبقى أكبر جهة مانحة".
وأضاف أن "دور الكويت كان حاسما في هذه الجهود. إننا جميعا ندرك هذه الجهود الحاسمة للغاية من قبل الكويت وأريد أن أعرب عن عميق تقديري لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لدوره الحيوي ليس فقط في تنظيم هذا المؤتمر للسنة الثالثة على التوالي ولكن أيضا للمساهمة السخية لتمويل المساعدات الإنسانية في هذه الأزمة" السورية.
وأكد المسؤول الأوروبي الذي سيشارك في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لمساعدة الشعب السوري المقرر في 31 مارس الجاري أن استضافة الكويت لهذا المؤتمر "هي موضع ترحيب كبير من جانب المجتمع الدولي".
وذكر في هذا الصدد أن "هذا الحدث الكبير بالكويت هو إشارة أخرى من المجتمع الدولي الذي يكافح من أجل الاستجابة للاحتياجات المتزايدة بشكل مستمر في الأزمة السورية" مضيفا "رسالتي ستكون هناك قوية جدا حول الموقف السياسي والإنساني للاتحاد الأوروبي".
وشدد ستايليانيدس على أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزما بالشعب السوري والمنطقة وقال "تضامننا هو تضامن على المدى الطويل والاتحاد الأوروبي هو أكبر مساهم في الأزمة السورية على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تعرفها أوروبا نفسها".
وناشد الجهات المانحة الأخرى لتكثيف جهودها "لأن الشعب السوري يعول علينا" مؤكدا أنه "لن نتمكن من إحداث فرق في حل أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية الا من خلال شراكة عالمية بما في ذلك من الدول العربية والعالم الإسلامي".
وأعرب عن أمله أن تتبع الجهات المانحة الأخرى النموذج الكويتي ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم أجمع لاسيما وأن الوضع على الأرض في الأزمة السورية يزداد سوء وتعقيدا حيث اضطر 12 مليون شخص الى الفرار من منازلهم منذ بداية الأزمة في سوريا.
وأشار الى أن هذا الرقم يوازي عدد سكان ستة دول من الاتحاد الأوروبي وهي قبرص ومالطا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا وأيرلندا.
وأوضح أن هناك 4 ملايين سوري فروا إلى الدول المجاورة فيما ارتفع عدد اللاجئين السوريين بنسبة 30 في المئة منذ العام الماضي بسبب غياب أي حل سياسي للأزمة.
وقال ستايليانيدس "أعتقد بقوة أننا نحتاج في المشاكل الإنسانية الى حلول سياسية وينبغي على المجتمع الدولي تعبئة كل قدراته وعزمه للتوصل إلى حل سياسي في أقرب وقت ممكن وإذا فشلنا من يدري ما سيحدث بعد ذلك".
وأكد أن الأزمة في سوريا والعراق تمثل تهديدا عالميا ستكون عواقبه مأساوية "إذا لم نتوصل لحل سياسي في وقت قريب" مشيرا الى أنه زار مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن وشهد الوضع على الأرض.
وأشاد في هذا الصدد بالدول المجاورة والمجتمعات المضيفة التي قبلت عبئا ضخما موضحا أن الاتحاد الأوروبي ساهم حتى الآن بأكثر من 35ر3 مليار يورو من المساعدات الإنسانية للأزمة السورية وهو دليل قوي على التزامها.
وأعرب عن أمله أن يكون مؤتمر المانحين هذا العام في الكويت الاخير للاجئين السوريين وأن يكون المؤتمر المقبل لإعادة إعمار سوريا مؤكدا أنه "حان الوقت لإعادة عقارب الساعة التاريخية لاحتياجات التنمية بدل تمويل المساعدات والطوارئ".
وتستضيف دولة الكويت في 31 مارس الجاري مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الانساني في سوريا بمشاركة 78 دولة وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية وبعد استضافتها المؤتمرين الاول والثاني في 2013 و2014.
يذكر أن قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة في المؤتمر الاول للدول المانحة الذي عقد في يناير 2013 بلغت نحو 5ر1 مليار دولار منها 300 مليون دولار من الكويت فيما ارتفعت قيمة التعهدات في المؤتمر الثاني في يناير 2014 الى 4ر2 مليار دولار منها 500 مليون دولار من الكويت.
ويعيش قرابة 2ر12 مليون سوري بين مشرد ونازح في داخل سوريا والخارج أوضاعا انسانية كارثية اثر الازمة السورية التي دخلت عامها الخامس.(النهاية) ن خ / خ س ج