A+ A-

(المانحين 3) .. تجسيد لدور الكويت الإنساني في مد يد العون للمحتاجين

الدكتور مبشر شيخ اثناء حديثه ل(كونا)
الدكتور مبشر شيخ اثناء حديثه ل(كونا)

من علي الحرز

الكويت - 30 - 3 (كونا) -- استمرارا وتجسيدا لدورها الانساني الرائد تستضيف دولة الكويت غدا المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمشاركة 78 دولة وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية.
ويؤكد انعقاد المؤتمر في البلاد للمرة الثالثة أن مسيرة الكويت الانسانية مستمرة في كل الظروف والازمات حيث لم تقف اي اعتبارات سواء في الماضي أو الحاضر حائلا دون مد يد المساعدة للمحتاجين والمنكوبين في العالم وهذا ما أكده اطلاق الامم المتحدة في التاسع من سبتمبر 2014 على سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تسمية (قائد للعمل الانساني) وتسمية الكويت (مركزا للعمل الانساني).
ويتسق هذا المؤتمر الخاص بدعم الوضع الانساني في سوريا مع مبادئ الأمم المتحدة الدولية في حفظ الأمن والسلم الدوليين والرسالة الانسانية السامية للكويت في مساعدة المنكوبين من الكوارث الطبيعية او من صنع الانسان، حيث يعيش قرابة 2ر12 مليون سوري بين مشرد ونازح في داخل سوريا وخارجها أوضاعا انسانية كارثية إثر الأزمة التي تعيشها بلادهم منذ 15 مارس 2011.
واستضافت الكويت المؤتمرين الدوليين الاول والثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا في شهر يناير من عامي 2013 و 2014 وبلغت قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة في الاول نحو 5ر1 مليار دولار منها 300 مليون دولار من دولة الكويت وارتفعت قيمة التعهدات في الثاني الى 4ر2 مليار دولار منها 500 مليون دولار قدمتها الكويت.
وعن موافقة الكويت استضافة المؤتمر الثالث أعرب عدد من المسؤولين في مكتب الأمم المتحدة لدى الكويت عن تقديرهم للدور الانساني المتميز الذي تقوم به الكويت في تخفيف معاناة الشعب السوري مشيدين بدعم الكويت ومساندتها اللامحدودة لجهود المنظمات الدولية في هذا الصدد علاوة على دورها في اغاثة ومساعدة المنكوبين والمحتاجين نتيجة الكوارث والنزاعات في مختلف أنحاء العالم.
وأشار هؤلاء المسؤولون في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الى جهود المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة ومشاريع منظماتهم داخل سوريا وخارجها لتخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق واعانة المجتمعات التي تستضيف اللاجئين منهم.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في الكويت الدكتور مبشر شيخ في تصريح ل(كونا) "لم أر أي دولة تستضيف ثلاثة مؤتمرات متتالية بهذا الحجم الكبير لدعم قضية انسانية" مشيدا بدعم بدولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا لملايين السوريين خلال الازمة.
وأثنى شيخ على دور سمو أمير دولة الكويت "والذي يعد قدوة علينا جميعا الاحتذاء به لقيادته الانسانية والدعم الذي اظهره خلال السنوات الماضية في القضايا الانسانية لاسيما لرعايته استضافة المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا للسنة الثالثة على التوالي ليقيني بمدى صعوبة تنظيم مثل هذه المؤتمرات".
وأوضح أن الازمة السورية دخلت عامها الخامس وخلفت حتى الان ما يقارب 12 مليون شخص متضرر منهم أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ في الدول المجاورة وهي الاردن ولبنان والعراق وتركيا ومصر وثمانية ملايين نازح داخل سوريا جميعهم بحاجة ماسة الى الغذاء والماء والاحتياجات الاساسية للحياة.
وذكر أن المؤتمر يعد منصة للامم المتحدة وجميع المنظمات المدنية والخيرية لتقديم الاحتياجات الاساسية للسوريين المتضررين من الازمة والتأكيد على ضرورة ايجاد حل سياسي سريع "باعتباره الحل الوحيد لانهائها" مشيرا الى جهود امين عام الامم المتحدة بان كي مون للوصول الى حل جذري يلبي تطلعات الشعب السوري.
وردا على سؤال حول ابرز المساعدات والمشاريع التي قدمتها الامم المتحدة للنازحين واللاجئين داخل وخارج سوريا بين المسؤول الاممي أن التحدي الاول امام جهود الامم المتحدة الاغاثية هو توفير بيئة امنة ومستقرة بعيدا عن مناطق النزاع للنازحين داخل سوريا.
واوضح ان التحدي الاخر كان هو مساعدة اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا "التي لا تملك الامكانيات الكافية لاستيعاب هذا العدد من اللاجئين" مشيرا الى قيام منظمات وهيئات الامم المتحدة بتوفير الملاجئ الامنة والغذاء والماء والخدمات الطبية والتعليمية "على الرغم ان الاحتياجات والمتطلبات اكثر بكثير من الامكانيات المقدمة".
وذكر ان البرنامج الانمائي للامم المتحدة ركز خلال السنوات الماضية على دمج اللاجئين السوريين في المجتمعات المضيفة لهم الى جانب النظر في احتياجاتهم الانسانية علاوة على تنمية عدة قطاعات كالبنية التحتية وانشاء مدارس ومستشفيات جيدة مشيرا الى قيام عدة هيئات تابعة للامم المتحدة تعمل سويا او مع هيئات المجتمع الدولي الخيرية لتقديم تلك الخدمات وتغطية نفقاتها.
وردا على سؤال حول المبالغ المتوقع تحصيلها من مؤتمر المانحين الثالث في الكويت قال شيخ ان اجتماع المانحين الذي عقد في المانيا في ديسمبر الماضي ناشدت الامم المتحدة بتوفير 4ر8 مليار دولار لتمويل مساعدات تشمل مشروعات انمائية داخل سوريا وفي الدول المجاورة مضيفا انه "لا يتعين جمع المبلغ كاملا في مؤتمر المانحين في الكويت".

واعتبر مؤتمر الكويت فرصة مناسبة لزيادة حجم الامكانيات والتعهدات لاسيما انه يقام بمشاركة جميع الدول والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والجهات الخيرية معربا عن الامل ان يقدم جميع المشاركين تعهدات تساعد في تلبية احتياجات اللاجئين والنازحين السوريين واستمرار عمل الامم المتحدة لتغطية هذه الازمة.
من جهتها قالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة ايمان عريقات إن شراكة المنظمة الدولية للهجرة مع الكويت تطورت عاما تلو آخر منذ تأسيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في الكويت عام 1991 وتوقيع اتفاقية تعاون مع الحكومة الكويتية عام 1994.
وأضافت عريقات ان "الدعم السخي من حكومة دولة الكويت جاء تأكيدا لتلك الشراكة المتميزة من خلال تنفيذ العديد من المشاريع ليس في الكويت فحسب بل تجاوز هذا الدعم لتنفيذ مشاريع إنسانية لإغاثة ضحايا الأزمة السورية داخل سوريا وفي دول الجوار الأردن ولبنان وتركيا ما يعكس الأهمية المتزايدة لشراكتنا".
وذكرت بحسب التقديرات أن أكثر من 2ر12 مليون شخص داخل سوريا يحتاجون إلى المساعدات الانسانية و 6ر7 مليون نزحوا داخليا وأكثر من ثلاثة ملايين سوري فروا من البلاد.
وبينت أن المنظمة الدولية للهجرة من خلال التمويل الكويتي قدمت مساعدات لما يزيد على 2ر1 مليون لاجئ ونازح منذ عبور أكثر من 190 ألف سوري غالبيتهم من النساء والاطفال الحدود الى تركيا من خلال عين العرب نتيجة لتقدم "تنظيم الدولة الاسلامية - داعش " باتجاه عين العرب في سبتمبر عام 2014.
وعن مشاريع المنظمة داخل سوريا أوضحت انها اشتملت على شراء وتوزيع المواد غير الغذائية ومستلزمات المأوى واعداد المخزونات الشتوية وتوفير عناصر دعم الاعاقة مثل الاطراف الصناعية والمستلزمات الطبية والعيادات المتنقلة.
واشارت الى ان ذلك يتضمن أيضا إخلاء المدنيين من المناطق المحاصرة والإخلاء في حالات الطوارئ وترحيل المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في سوريا علاوة على أنشطة مكافحة الاتجار بالبشر.
وحول مساعدات المنظمة في تركيا أفادت عريقات بأن الحكومة التركية دعت الى دعم المنظمة الدولية للهجرة من خلال تسهيل عملية توزيع الفرش والوسائد وغالونات الوقود والسلال الغذائية والعبوات من حفاضات الأطفال ومستلزمات النظافة.
وقالت إن المنظمة توفر أيضا وسائل النقل للسوريين الذين يعيشون في المخيمات للوصول إلى المرافق الصحية والأسواق المحلية وكذلك للأطفال للذهاب للمدارس.
وذكرت أن المنظمة قدمت في لبنان الايجار للاجئين السوريين المعرضين للخطر والعائدين اللبنانيين فضلا عن مستلزمات المأوى العازلة لأحوال الطقس وتمت اعادة تأهيل المراكز الجماعية بما في ذلك اصلاح دورات المياه وتركيب أنابيب الصرف الصحي وخزانات المياه.
وأوضحت أن المنظمة قدمت في الاردن خدمات النقل من مناطق عبور الحدود إلى مخيمات اللاجئين على حد سواء حيث يستفيد اللاجئون حاليا من الفحوصات الصحية والتطعيم وأدوية مكافحة السل وايضا قاعدة جمع بيانات اللاجئين.
من جانبها قالت مديرة مكتب مفوضية شؤون اللاجئين لدى الكويت الدكتورة نادية حمدان إن استضافة الكويت مؤتمر المانحين الثالث لسوريا يأتي في الوقت المناسب لحشد الدعم الدولي لهذه الازمة الانسانية التي تزداد صعوبة وتزداد احتياجاتها المتعلقة باللاجئين والنازحين.
وأضافت حمدان ان المساعدات الكويتية في السنتين الماضيتين شكلت طوق نجاة لما يزيد على ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ في دول الجوار لسوريا وكانت بمنزلة الفرق بين الحياة والموت معربة عن شكر مفوضية شؤون اللاجئين للكويت أميرا وشعبا ومؤسسات على هذا الدعم والمساعدات الكبيرة غير المسبوقة.
وعن عدد اللاجئين منذ بداية الازمة ذكرت ان عددهم يبلغ قرابة 4 ملايين لاجئ وهناك الملايين من النازحين داخل الاراضي السورية لذا باشرت المنظمات الدولية تحضير الخطط اللازمة للاستجابة الفاعلة والسريعة لجميع الاحتياجات العاجلة للمتأثرين بالأزمة ومنهم اللاجئون والمجتمعات المضيفة لهم.
وبينت أن المنظمات الدولية ومفوضية شؤون اللاجئين أطلقت خطة اقليمية لدعم اللاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الازمات لهذا العام مشيرة الى أن هذه الخطة الاقليمية واسعة النطاق تشمل اللاجئين في دول الجوار والمجتمعات المضيفة وتم تبنيها بالتلازم مع الخطط الوطنية للبلدان.
وقالت إن الخطة الاقليمية لدعم اللاجئين وتعزيز القدرات تتطلب دعما يزيد على ثمانية مليارات دولار أمريكي للاجئين والنازحين داخل سوريا وخارجها منها مبلغ 5ر5 مليار دولار للاجئين خارج سوريا يستفيد منه 9ر5 مليون شخص متأثر مباشرة سواء من اللاجئين أو المجتمعات المضيفة لهم.
وعن احتياجات المنظمات الاقليمية الشريكة في الخطة ذكرت أنها تبلغ حوالي 5ر4 مليار من اجمالي 5ر5 مليار دولار منها احتياجات مفوضية شؤون اللاجئين التي تزيد على مليار و300 ألف دولار سيتم صرف مليار و170 مليون دولار منها على اللاجئين وما يزيد على 170 مليون دولار على المجتمعات المضيفة.
بدوره أثنى ممثل برنامج الاغذية العالمي عمر العيسى على الدور الانساني الكبير الذي تقوم به الكويت من خلال استضافتها لثلاثة مؤتمرات دولية لدعم الوضع الانساني السوري كاشفا أن الكويت واحدة من أكبر الجهات المانحة لبرنامج الأغذية العالمي منذ بداية الأزمة السورية.
وقال العيسى إن الكويت قدمت 77 مليون دولار أمريكي لدعم عمليات الطوارئ التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي استجابة للوضع الانساني في سوريا ودول الجوار مبينا أن برنامج الاغذية العالمي يقدم المساعدات الغذائية لحوالي 80 مليون شخص في 75 بلدا بينهم ما يقرب من ستة ملايين لاجئ ونازح سوري.
ويلعب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) دورا محوريا في تنظيم المؤتمر بالتعاون مع حكومة دولة الكويت كالجهة الأممية المسؤولة عن إعداد المناشدات الإنسانية وحشد الجهود الدولية لتمويل الاستجابة الإنسانية للكوارث والأزمات.
كما تشرف (أوتشا) على أعمال مجموعة كبار المانحين التي تم تأسيسها بعد المؤتمر الثاني للمانحين وقد اثبتت فعالية تلك المجموعة كآلية لمتابعة التعهدات حيث بلغت نسبة السداد حتى الآن أكثر من 90 بالمئة من إجمالي تعهدات مؤتمر الثاني البالغة 4ر2 مليار دولار.(النهاية) ح ر ز / م م ب / ت ب