A+ A-

اللجنة الدولية للصليب الاحمر تشيد بدعم سمو امير البلاد للعمل الانساني

اللجنة الدولية للصليب الاحمر
اللجنة الدولية للصليب الاحمر
جنيف - 29 - 3 (كونا) -- اعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر هنا اليوم عن تقديرها للدعم والكرم الكبيرين اللذين يقدمهما سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للحركة الدولية للصليب والهلال الاحمرين لتعزيز جهود عمليات الاغاثة للشعب السوري الذي يمر بأوضاع إنسانية مأساوية غير مسبوقة جراء الازمة السورية.
وذكرت اللجنة الدولية في تقرير خص به وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي تستضيفه الكويت غدا برعاية سمو امير البلاد وبالتعاون مع منظمة الامم المتحدة تمكن من انشاء شراكات طويلة الأمد بين المانحين والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لتكون بمثابة بصيص أمل اضافي يمنح لابناء الشعب السوري داخل سوريا وخارجها ولاسيما الاطفال.
وأكد التقرير اهمية المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا ودوره في الحصول على تعهداتٍ مالية لدعم الجهود الإنسانية لإغاثة المتضررين من الأزمة السورية التي اندلعت في منتصف مارس عام 2011.
ولف الى المخاطر التي يتعرض لها أبناء الشعب السوري ولاسيما في حلب شمال سوريا وسط الفوضى وبحر الدماء والبرد القارس موضحا ان المستشفيات في شرق حلب تعاني من انقطاع التيار الكهربائي ما جعل فرص نجاة حديثي الولادة ضئيلة.
لكنه أشار الى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر السوري تمكنتا من اجتياز خطوط القتال وتأمين مولد كهربائي لمستشفى الأطفال الوحيد في المنطقة ساعد في إنقاذ حياة الكثيرين وتأمين الدفء لرضع لم تتجاوز أعمارهم بضع ساعات.
ووصف بوابه الوضع الانساني للأطفال في حلب جراء النزاع المدمر الذي يدخل عامه الخامس بانه "كئيب ومظلم" في ظل استمرار عمليات القصف والاقتتال المسلح وتداعي الخدمات الطبية وانهيار الاقتصاد في البلاد.
وقال ان الطفل السوي مهدد في حال تمكن من الهرب مع ذويه بالانضمام إلى أربعة ملايين سوري لجأوا إلى الخارج أو سيصبح واحدا من سبعة ملايين سوري يبحثون عن الأمان مع الأصدقاء أو العائلة في مخيمات أو في مبان قيد الإنشاء. واضاف ان النزاع في سوريا كسر كل القواعد التي من شأنها حماية أولئك الذين لا يشاركون في القتال موضحا ان استهداف المنشآت الطبية والهجوم العشوائي على المدنيين وسوء معاملة المحتجزين "أمور غير مقبولة".
وأكد إن "الحماية بموجب القانون الدولي الإنساني هي حق للجميع للشاب وللكهل وللنساء ولذوي الإعاقة وللمرضى والجرحى" داعيا الى الاستجابة لنداءات اللجنة الدولية لإحترام تلك القوانين وعدم تجاهلها.
وذكر ان آثار النزاع في سوريا أصبحت ضخمة لدرجة أن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر باتت مجبرة على إصلاح المزيد من البنى التحتية الأساسية ولاسيما شبكات المياه والكهرباء بهدف تأمين المياه الصالحة للشرب والكهرباء لنحو 16 مليون سوري.
وقال ان شبكة التيار الكهربائي في حلب تضررت بشكل كبير حيث لم تعد الكهرباء تتوفر الا لقرابة ساعة واحدة في اليوم ما دفع فرق العمل الى استيراد كابلات التوتر العالي واستبدالها لتأمين الكهرباء للخدمات الأساسية كالمستشفيات وتمكينها من العمل. وأضاف ان العنف تسبب وفق تقدير السلطات في بتر أعضاء ما بين 70 الى 100 الف شخص في حلب وحدها لافتا الى ضرورة تأهيل الكثيرين جسديا ونفسيا وتوفير الكراسي المتحركة والأطراف الإصطناعية.
وكشف عن ان اللجنة الدولية للصليب وجمعية الهلال الأحمر السوري تعتزمان في حلول الصيف المقبل انشاء عيادتين كبيرتين لتقويم العظام وتوفير الأطراف الإصطناعية والعلاج. وحول الدور الذي تضطلع به المنظمات الإنسانية في سوريا قال بوابه ان"هناك مشاريع نقوم بها في مجال المياه وعيادات إعادة التأهيل الجسدي " مؤكدا استعداد الحركة الدولية لمضاعفة المستوى الحالي من الاستجابة الانسانية في سوريا ومن المساعدة التي تقدمها إلى اللاجئين والمجتمعات المضيفة الأكثر تضررا في الدول المجاورة.
لكنه قال " للأسف النزاع الجاري في سوريا لن يتوقف غدا ونحن اليوم نخطط على المدى الطويل متوقعين على الأقل خمس سنوات أخرى من العمل الإنساني المكثف".
وأوضح ان الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تمكنت في العام الماضي من اجتياز خطوط القتال وادخال المساعدات إلى من هم بأمس الحاجة للمساعدة فيما تقدم في تركيا ولبنان والأردن الطعام والملجأ للأكثر ضعفا وتنقل جرحى الحرب وتعالجهم وتقدم الخدمات الصحية الأساسية إلى اللاجئين في هذه الدول.
واعرب في هذا الصدد عن تقديره لكرم وتفهم الحكومات والمواطنين بدول الجوار في إستضافة آلاف السوريين الذين لا يريدون الا العودة إلى بيوتهم بأمان.
واشاد بالتعاون والتنسيق المشترك بين الحركة الدولية للصليب الأحمر وجمعيات الهلال الأحمر والتي تجمعها شراكة من الاستجابة الدولية والمحلية ذات الطبيعة المستقلة والمحايدة ما يعطيها قدرة فريدة على إبقاء الأمل متقدا لسنوات.
وتستضيف دولة الكويت في 31 مارس الجاري مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الانساني في سوريا بعد استضافتها المؤتمرين الاول والثاني في2013 و2014 بمشاركة 78 دولة وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية.
يذكر ان قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة في المؤتمر الاول للدول المانحة الذي عقد في يناير 2013 بلغت نحو 5ر1 مليار دولار منها 300 مليون دولار من الكويت فيما ارتفعت قيمة التعهدات في المؤتمر الثاني في يناير2014 الى 4ر2 مليار دولار منها 500 مليون دولار من الكويت.
وكان المؤتمر الدولي الثالث للمنظمات الخيرية غير الحكومية المانحة للشعب السوري الذي تقيمه الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية قد انطلق في وقت سابق هنا اليوم بمشاركة اكثر من 100 منظمة محلية واقليمية ودولية و140 شخصية مهتمة في دعم العمل الخيري.
وستعلن الجهات المشاركة في المؤتمر قيمة تعهداتها المالية لدعم الوضع الانساني في سوريا اضافة الى بحث سبل تعزيز البرامج والمشاريع التي تساعد في اغاثة الشعب السوري وتحسين مستوى الاستجابة الانسانية وتعبئة الموارد لعام 2015.
ويعيش نحو 2ر12 مليون سوري بين مشرد ونازح في داخل سوريا وخارجها اوضاعا انسانية كارثية منذ اندلاع الازمة السورية في منتصف مارس عام 2011 فيما ذهب ضحية الازمة وفق آخر تقديرات منظمات حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة اكثر من 220 الف قتيل وأكثر من 5ر1 مليون مصاب بالاضافة الى وفاة المئات بسبب الجوع وموجات البرد القارس وفقد مئات الآلاف.(النهاية) ف ك / ط م