A+ A-

آموس .. الاحتياجات الإغاثية تزداد سنويا ومؤتمر المانحين بالكويت يقدم مساهمة كبيرة لسدها

وكيلة الأمين العام للشؤون الانسانية ومنسقة الاغاثة بالامم المتحدة فاليري اموس
وكيلة الأمين العام للشؤون الانسانية ومنسقة الاغاثة بالامم المتحدة فاليري اموس

من محمد العتيبي

نيويورك - 27 - 3 (كونا) -- قالت وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس هنا اليوم ان مؤتمر المانحين الثالث المقرر بالكويت في 31 مارس الجاري يقدم مساهمة كبيرة لسد الاحتياجات الانسانية التي تزداد كل سنة عن سابقتها.
وأعربت آموس في مقابلة حصرية مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) عن التقدير والامتنان لصاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والحكومة الكويتية لاستضافتها مؤتمرات المانحين.
وذكرت "هذا هو المؤتمر الثالث وفي العام الماضي جمعنا 4ر3 مليار دولار ونحن سعداء للغاية أن أكثر من 90 بالمئة من التعهدات التي قدمت في المؤتمر الثاني تم الإيفاء بها" مشددة على أن مؤتمر المانحين الثالث أو (الكويت 3) "حاسم وحيوي ونشكر دولة الكويت مرة أخرى على استضافته".
وحذرت آموس من أن الوضع في سوريا يزداد سوء عاما بعد عام "فعندما كنا نحاول لفت انتباه العالم على الوضع الإنساني داخل سوريا كان هناك حوالي مليون شخص في حاجة للمساعدات وقد ارتفع هذا العدد إلى ما يقرب من 12 مليون شخص خلال أربع سنوات .. إنه أمر صاعق ومربك".
وأوضحت أنه حولي 7 مليون من هؤلاء ال12 مليون مشردون داخل بلدهم مشيرة الى انها تحدثت خلال زيارتها الأخيرة للشرق الأوسط للاجئين في لبنان والأردن واكتشفت أن العديد منهم قد دخل عدة مرات الى سوريا لكن وبسبب "العنف والوحشية" أجبروا على الفرار الى الدول المجاورة.
وأضافت "نحن قلقون للغاية إزاء تدهور الوضع" مع انتشار الجماعات المسلحة على الأرض مشددة على أن "المنظمات الإرهابية تعقد الوضع فعلى سبيل المثال يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الآن على اراضي يقطنها 6ر3 مليون سوري".
وأكدت في المقابل أن وكالات الامم المتحدة لا تزال تعمل على الحصول على المزيد من المساعدات لتلبية جميع الاحتياجات على الرغم من البيئة العملية الصعبة جدا وانعدام الأمن والهجمات على العاملين في المجال الإنساني.
وأشارت الى أن هناك عملا إغاثيا هائلا يجري على الرغم من كل القيود مع التركيز بشكل خاص على الأطفال "لأنه من المهم بالنسبة لسوريا أن يكون لها مستقبل ومستقبلها يقع على عاتق أبنائها" موضحة أن 80 بالمئة من اللاجئين هم من النساء والأطفال سواء داخل سوريا أو خارجها.
ودعت آموس قادة العالم للعمل معا من أجل التوصل لحل سياسي للازمة السورية و"نوع من الانتقال" السياسي لاسيما وأن الشعب السوري هو الذي يعاني ويلات الصراع حيث تحاصر المعارك المدنيين الذين لم يشاركوا في القتال.
وفي ردها عن سؤال حول توقعاتها لمؤتمر المانحين الثالث الذي سيعقد في الكويت نهاية الشهر الجاري قالت آموس انه على الدول التي كانت سخية في الماضي أن تعطي المزيد "بسخاء" مرة أخرى "لأن هذه العطاءات بمثابة القوة الدافعة لتحصيل التمويلات الضخمة" التي يحتاجها العمل الإغاثي.
وأوضحت أن سوريا تحتاج القسم "الأكبر" من المساعدات بالنظر الى عدد المحتاجين والتعقيدات والتأثيرات الإقليمية للأزمة لكنها أقرت بأن الأزمات في غزة واليمن وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى ومكافحة فيروس (ايبولا) ليست أقل أهمية من سوريا.
وقالت "لدينا مسؤولية دعم كل شخص يتضرر من العنف والوحشية أو الكوارث الطبيعية لكن لا يمكننا ان نساعد الجميع وعلينا أن نركز على الفئات الأكثر ضعفا".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن هذا الشهر عن تعيين البريطاني ستيفن اوبراين في منصب نائب الأمين العام للشؤون الإنسانية ورئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ خلفا لفاليري آموس.
وقال بان كي مون في نوفمبر الماضي في بيان ان فاليري آموس قد أبلغته بعزمها التنحي من منصبها حيث أعرب عن امتنانه الكبير للخدمة المتميزة التي قدمتها للأمم المتحدة والمجتمع الإنساني والمحتاجين.
وتستضيف دولة الكويت في 31 مارس الجاري مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الانساني في سوريا بعد استضافتها المؤتمرين الاول والثاني في 2013 و2014 بمشاركة 78 دولة وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية.
يذكر ان قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة في المؤتمر الاول للدول المانحة الذي عقد في يناير 2013 بلغت نحو 5ر1 مليار دولار منها 300 مليون دولار من الكويت فيما ارتفعت قيمة التعهدات في المؤتمر الثاني في يناير 2014 الى 4ر2 مليار دولار منها 500 مليون دولار من الكويت.
ويعيش نحو 2ر12 مليون سوري بين مشرد ونازح في داخل سوريا وخارجها اوضاعا انسانية كارثية اثر الازمة السورية التي دخلت عامها الخامس.(النهاية) م ا ع / خ س ج