A+ A-

استضافة الكويت مؤتمر (المانحين 3) استكمال لمسيرتها الخيرة والمعطاءة

ارشيف
ارشيف
الكويت - 24 - 3 (كونا) -- تمثل استضافة دولة الكويت المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا استكمالا لمسيرة الخير والعطاء التي خطت أسطرها بأحرف من ذهب في موقف انساني أصيل من خلال احتضانها المؤتمرين السابقين عامي 2013 و 2014.
وأعطت التعهدات المالية الدولية في نسختي المؤتمر الاولى والثانية رسالة سامية مفادها بأن دول العالم تقف صفا واحدا مع اللاجئين والنازحين وضحايا النزاع الذين يعانون حالة عدم الاستقرار التي تعيشها سوريا.
وعن حجم الكارثة أظهرت تقارير الأمم المتحدة عام 2013 أن حصيلة القتلى تخطت 60 ألف شخص خلال الاشهر ال22 التي سبقت عقد المؤتمر الأول واضطر ما يزيد عن 700 ألف سوري إلى النزوح للبلدان المجاورة الأردن ولبنان وتركيا نتيجة تدهور الأوضاع الانسانية إثر دخول بلدهم في دوامة دموية انعدم فيها الأمن والاستقرار.
كما أدت المواجهات المسلحة الى تدمير مانسبته 50 في المئة من المستشفيات الحكومية يرافقها شح في الدواء وتعرض عدد كبير من المدارس للتخريب علاوة على الارهاب النفسي والعدوان الجنسي والجسدي الذي يتعرض له العزل من الشعب السوري.
من جهة أخرى كشف تقرير منظمة الغذاء العالمية (فاو) لعام 2013 عن الوضع الكارثي الذي مني به القطاع الزراعي السوري وطال البنية التحتية الزراعية حيث انخفض إنتاج سوريا من القمح إلى ما دون ال50 في المئة.
وأشار التقرير ذاته أيضا الى عدم قدرة المزارعين على حصد محاصيلهم بسبب انعدام الأمن ونفاذ الوقود في حين قدرت خسائر الأراضي الزراعية ب 8ر1 مليار دولار أمريكي.
وعليه دعت الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر دولي يساهم في التخفيف عن معاناة الشعب السوري واختيرت الكويت لتكون الدولة المضيفة بعدما طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح استضافة المؤتمر الأول للمانحين.
وفي 30 يناير عام 2013 افتتح سمو أمير البلاد أعمال المؤتمر بمشاركة 59 دولة على مستوى قادة ورؤساء الدول وممثليهم ورؤساء الحكومات والوزراء و13 منظمة ووكالة وهيئة متخصصة تابعة للأمم المتحدة معنية بالشؤون الانسانية والاغاثية واللاجئين.
وأتى المؤتمر بثماره إذ فاقت التبرعات الهدف الذي وضعته الأمم المتحدة وهو مليار ونصف المليار دولار أمريكي وعبر الأمين العام عن سعادته بهذا الإنجاز قائلا "إن هذه التعهدات تعتبر الأكبر في تاريخ مؤتمرات المانحين وأشكركم على تبرعاتكم السخية".
وكان التبرع الكويتي بمبلغ 300 مليون دولار هو الأكبر وشكل ما نسبته 20 في المئة من إجمالي التبرعات كما كانت الكويت الأولى في تسديد تعهداتها وأعلنت كل من السعودية والإمارات مساهمتهما بمبلغ مماثل وخصصت الولايات المتحدة مبلغ 155 مليون دولار للمؤتمر بينما أعلن الاتحاد الاوروبي المساهمة بمبلغ 133 مليون دولار والمملكة المتحدة بمبلغ 80 مليون دولار.
وحرص سمو أمير البلاد على تفعيل دور جمعيات النفع العام كونها لاعبا مهما في مجال الإغاثة والعمل الإنساني فوجه سموه باستضافة الكويت لمؤتمر المنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري الذي عقد قبل يوم من موعد مؤتمر المانحين.
وشهد ذلك المؤتمر مشاركة 63 منظمة كويتية وخليجية وعربية وإسلامية وعدد من منظمات الأمم المتحدة ذات الصلة بالشأن الانساني وخرج بمساعدات و تبرعات مالية بلغت قيمتها 183 مليون دولار منها 100 مليون التزمت بها جمعيات خيرية كويتية منضوية تحت لواء الجمعية الكويتية للاغاثة برئاسة يوسف الحجي.
ومع تردي الأوضاع الإنسانية في سوريا زاد العبء الواقع على منظمات الأمم المتحدة الاغاثية لتوفير الغذاء والسكن والدواء وغيرها من المستلزمات والخدمات وأعلنت مفوضية اللاجئين الدولية عن حاجتها إلى 2ر4 مليون دولار لمواجهة الطلب المتزايد.
وأشار برنامج الأمم المتحدة الانمائي إلى أن الأزمة السورية ألحقت الضرر بنحو 50 في المئة من السكان وشردت نحو 5ر6 مليون شخص وأجبرت نحو 3ر2 مليون شخص على الفرار من سوريا إلى بلدان مجاورة.
ولفت التقرير إلى أن نحو 80 في المئة من هؤلاء يعيشون في مخيمات للاجئين فيما امتدت تداعيات الأزمة الى المجتمعات المحلية في البلدان المستضيفة للاجئين.
لذا قررت دولة الكويت واستجابة لدعوة من الامين العام للأمم المتحدة استضافة مؤتمر المانحين الثاني بعد مرور سنة على انعقاد المؤتمر الاول بمشاركة 69 دولة لاستدراك الحاجة المتزايدة من الدعم الانساني وإعلانا من المجتمع الدولي بوقوفه مع ضحايا الصراع السوري.
وفي 13 يناير أي قبل يومين من انعقاد المؤتمر أطلق سمو أمير البلاد نداء لأهل الكويت من مواطنين ومقيمين ودعا الجميع إلى المسارعة في المشاركة بالحملة الوطنية لمسيرة الخير والعطاء لاغاثة الاخوة ابناء الشعب السوري.
وجاء المؤتمر الثاني للمنظمات الدولية غير الحكومية المانحة للشعب السوري بإيعاز من سمو أمير البلاد وعقد في 14 يناير ليخرج بتعهدات بلغت قيمتها 400 مليون دولار.
وفي 15 يناير 2014 استضافت الكويت المؤتمر الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا لتتجاوز التعهدات التي تقدمت بها الدول المشاركة في المؤتمر الثاني ما تم جمعه في المؤتمر الذي سبقه وبلغت قيمة التعهدات 4ر2 مليار دولار لمصلحة اللاجئين السوريين.
وكان التبرع الكويتي الذي أعلن عنه سمو أمير البلاد هو الأكبر فقد بلغ 500 مليون دولار مقسمة على 300 مليون دولار تبرع حكومي و 200 مليون دولار حصيلة ما تم جمعه عبر جمعيات خيرية كويتية غير حكومية و يأتي بعد ذلك التبرع الأمريكي بواقع 380 مليون دولار.
وأعلن الاتحاد الأوروبي تبرعه بمبلغ 225 مليون دولار في حين تعهدت بريطانيا بمبلغ 164 مليون دولار و اليابان 120 مليون دولار و ألمانيا 110 ملايين دولار والنرويج 75 مليون دولار.
وتعهدت كل من السعودية والامارات وقطر بمبلغ 60 مليون دولار لكل منها وأعلنت إيطاليا التبرع بمبلغ 51 مليون دولار وقررت الدنمارك المساهمة بمبلغ 37 مليون دولار على ان يرتفع الى 117 مليون دولار اضافة الى 18 مليون دولار لدعم الحل السياسي في سوريا.(النهاية) ا ي ا / ت ب